"الشخص الأكثر رعبا فى العالم" وصف شديد القسوة يصور الجوانب الخفية للملياردير الأمريكي بيل جيتس،ويكشفها كتاب نشرته الصحفية "أنويريتا داس" طبقا لروايات عاملين بمؤسسته الخيرية، وأوضحت فيه اعتراف موظفين سابقين فى مؤسسة جيتس الخيرية الكبرى بأنه شخصية متسلطة، وينقل رؤية المقربين منه بأنه ملك متجبر، وهذا على النقيض من المتعارف عليه أنه رجل دولة عالمى ورجل الخير والبر. وشبّهه أحد المديرين التنفيذيين السابقين فى مؤسسة جيتس بالملك لويس الرابع عشر، وطابق فى وصفه مشهد ذعر موظفى جيتس وهم فى حضرته بمشهد انحناء رجال البلاط الملكى بين يدى لويس الرابع عشر أملاً فى كسب وده. ولخص مدير آخر أسلوب إدارة جيتس بأنه يستغرق وقتا طويلا فى الذهاب والإياب لمكتبه بدلا من أن يسعى إلى إنجاز احتياجات الناس والاهتمام بالاستماع إلى شكواهم. وتخطى الكتاب "النقد الذاتى" للملياردير بيل جيتس، وأشار إلى استغلال سلطته المالية فى تشكيل العالم وفقا لرؤيته الشخصية المغرضة، وانتقد المتحدث الرسمى لجيتس مضمون الكتاب، وقال إنه يحتوى على شائعات وأكاذيب مضللة تتجاهل الحقائق الموثقة. وبرغم من ذلك لم يكن كتاب الصحفية الأمريكية داس هو الكتاب الوحيد الفاضح لسلوك بيل جيتس المريب، فقد سبقه كتاب للصحفى "ليونيل أرتك" بعنوان "من الكرم الزائف.. مؤسسة بيل وميليندا جيتس"، ويسرد فيه الصحفى أرتك المقصد الحقيقى من مؤسسة جيتس الخيرية، ويتمحور فى عنصرين، الأول محاولة مؤسسات جيتس الاستثمارية التهرب من دفع الضرائب المستحقة، ويتمثل العنصر الثانى فى التوجه نحو المشاركة مع شركات استثمارية عالمية سيئة السمعة. وتعمل تلك الشركات داخل البلدان النامية فى مجالات بيع الأسلحة والأغذية الرديئة والصناعات البترولية، وتستثمر هذه الشركات أموالها فى بلاد إفريقية بحجة مساعدتها ودعمها فى مشروعات تنموية لمحاربة الفقر والجهل، غير أنها فى الواقع تحتكر إنتاج محاصيلها الزراعية وركائزها المعدنية، ثم تلقى بالفتات لملاك الأراضى. ومن ناحية أخرى، تروج هذه الشركات المدعمة من جيتس بيع المنتجات الزراعية الكيميائية والمحاصيل المعدلة وراثية، لكى يزيد ثراؤها على حساب حكومات البلدان الفقيرة، وفى نفس الوقت تجعلها حقل تجارب لمنتجاتها المشبوهة، وما لا يعرفه إلا القليل عن جيتس أن دعاوى قضائية مرفوعة فى أوروبا ضده منذ نهاية التسعينيات، واتهمته بإجراء ممارسات احتكارية. ويقول الكاتب فى النهاية إنه وجد هوة بين الحقيقة والواقع فى سلوك بيل جيتس. وسلوك بيل جيتس ليس سوى انعكاس لسياسات الغرب المعلنة الداعمة لحقوق الإنسان والحريات والسياسات الواقعية العدائية المستمرة منذ الاكتشافات الجغرافية فى أواخر العصور الوسطى.