الإسكندرية والثقافة والمعارف !

وما أهميتها للفرد والمجتمع والناس؟
يرى أستاذ علم الاجتماع القدير د. أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية.. أنه إذا كانت القراءة هى غذاء العقل ومتعة الروح، فالثقافة بمعناها الشامل؛ هى "خريطة عقلية للحياة".
ولكن يجب أن تعتمد على أسس جيدة لتؤدى وظائفها الأربعة الأساسية..
أولها: ضبط حركة الجسد، فاضطراب الثقافة لدى الأفراد تعنى عدم قدرتهم على ضبط حركة الجسد وأعضائه وما ينتج عنه، مثل التحرش.
ثانيًا: تنظيم الارتقاء بشكل التعامل اليومى، مع الأسرة أو الجيران أو زملاء العمل أو فى المجتمع عمومًا، وكذلك الطبيعة المحيطة.
ثالثًا: إصلاح العلاقات البينية، بمعنى آخر ما يسمى ب "التوقعات"، حيث يتوقع كل طرف ما يقوم به الطرف الآخر فى أى مجال يجمع بينهما، سواء كانت العلاقة ثنائية أو ثلاثية، وما إذا كانت علاقات صداقة أو عمل أو علاقات أسرية.
رابعًا: السمو الأخلاقى أو ما يطلق عليه البعض "الانبعاث الأخلاقى"، حيث تظهر فى المجتمع نماذج أخلاقية رفيعة، أو أصحاب المثل الأخلاقية الجميلة، والخلاصة أن القراءة هى أولى خطوات اكتساب مفهوم "الثقافة"، وكلما تعمق الشخص فى القراءة كلما تحلى بالصفات الأربعة الأساسية للثقافة، التى تهذب النفس البشرية وتسمو بالأخلاق، وهو ما ينعكس إيجابيا على المجتمع والعلاقات بين أفراده.
ما تقدم.. كان ملخصا (أرجو ألا يكون مخلا)، بمداخلة أستاذنا الفاضل د. أحمد زايد فى الندوة التى نظمتها دار المعارف على هامش افتتاح المعرض الصيفى للكتاب بفرع الإسكندرية، التى دار الحوار فيها حول "كيفية تعميق وتعزيز الوعى الثقافى بين المواطنين"، ودور مكتبة الإسكندرية فى ذلك باعتبارها من أهم المنارات الثقافية فى مصر والعالم العربى.
وقد شارك فى الحوار اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية والمستشار الجليل سعد السعدنى، رئيس نادى القضاة وأدارها أستاذ سعيد عبده، رئيس المؤسسة.
وإذا كان لى أن أضيف على ما قاله أستاذنا القدير، فنحن فى دار المعارف نحافظ ونستكمل ما قام به الآباء المؤسسون لمنارة الثقافة فى مصر (دار المعارف) والتى مضى على تأسيسها أكثر من 133 عامًا فى خدمة الثقافة بشعارها التليد "خذ المعارف من دار المعارف".
ولله الحمد.. تمكنا بفضل الله وبقيادة رشيدة وخبيرة أن نعيد للمؤسسة بريقها وترتيبها الذى تستحقه بين مؤسسات النشر العامة والخاصة فى الوطن العربى، باعتبارها أفضل ناشر!
لقد نقينا ثوب المؤسسة مما علّق به من ديون وأضفنا إليها أصولا جديدة، وتوسعنا فى الطباعة والنشر.
كل التحية لأبناء دار المعارف المخلصين.