وضعت وزارة الكهرباء والطاقة خطة ترشيدية للحفاظ على محطات الكهرباء والمنشآت وسط اجتياح موجة الحر الشديدة للبلاد خلال الأيام الجارية والتى قد تكون الأشد عبر الأعوام السابقة، إذ سجلت مستويات قياسية فى ارتفاع درجات حرارة، مما كان له أثر خطير على مناحى الحياة فى معظم الدول منها الوفيات وحرائق الغابات. وقد بدأت شركات توزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية فى تنفيذ خطة لتقسيم تخفيض الأحمال على الشركات وفقا للأكثر استهلاكا، حيث احتلت شركة جنوبالقاهرة للتوزيع المرتبة الأولى بخفض 300 ميجاوات بحيث يتم تخفيف الأحمال عن كافة المناطق التابعة للشركة لفترات تتراوح من 50 إلى 60 دقيقة على أن يتم التكرار مرة أخرى إذا دعت الحاجة لتخفيف الأحمال. جودة لطفي وقال مصدر مسئول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، إن الوزارة أعدت خطة لتخفيف الأحمال، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والأحمال بمعدلات غير مسبوقة وصلت ل 35 ألف ميجاوات، فضلا عن زيادة الأحمال على محطات توليد وإنتاج الكهرباء من كميات الغاز الطبيعى والمازوت، بالإضافة لزيادة التحميل على محطات المحولات مختلفة القدرات التابعة للشركة المصرية لنقل الكهرباء. وأوضح المصدر أن شركات التوزيع على مستوى الجمهورية بدأت تنفيذ الخطة بتخفيض الأحمال على الشركات وفقا لمعدل الاستهلاك، وتابع أن الخطة تتضمن تخفيف الأحمال على مدار اليوم وفقا لخطة موضوعة لكل محافظة، تتضمن فصل التيار الكهربائى لمدة تتراوح من ساعة حتى ساعتين باستثناء المناطق الاستراتيجية كالمستشفيات وأقسام الشرطة والفنادق والمؤسسات الحيوية مثل محطات مياه الشرب والصرف الصحى وغيرها، منوها إلى أن هناك اختلافا فى معدلات وزمن الانقطاع بين المدن والقرى، حيث تتراوح بين 50 و60 دقيقة فى المدن، بينما تزداد من ساعة ونصف حتى 3 ساعات فى القرى مع مراعاة طبيعة الاحتياجات فى المدن. وأكد أنه من المقرر استمرار خطة تخفيف الأحمال حتى نهاية الشهر الجارى بهدف توفير الغاز الطبيعى وخفض فاتورة المازوت وأيضا إجبار المواطنين على ترشيد استهلاكهم من الطاقة الكهربائية منعا لحدوث أية مخاطر مواتية. وكشف الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن فترة تخفيف الأحمال سوف تنتهى خلال فترة وجيزة مع انتهاء موجة الحر، موضحا أن قطاع الكهرباء به 3 محاور مهمة هى الإنتاج وشبكات النقل وشبكات التوزيع، وزيادة استهلاك الكهرباء يؤدى لزيادة استهلاك الغاز وهو ما أدى لخفض ضغط الغاز فى الشبكات». وأشار حمزة إلى أن ما تشهده شبكة كهرباء مصر الآن من استقرار وجودة فى التغذية الكهربائية، وقدرتها على تلبية الطلب المتزايد على التيار الكهربائى فى ظل الارتفاع المتصاعد فى درجات الحرارة، يعد تأكيدًا على الإنجاز الحقيقى والملموس الذى قام به قطاع الكهرباء خلال السنوات التسع السابقة، فى ظل دعم القيادة السياسية لهذا القطاع الحيوى فى مصر. وأضاف: لقد استطاعت الشبكة الكهربائية أن تحافظ على استقرارها فى ظل تسجيل أقصى حمولة تاريخية فى الأيام القليلة الماضية بعد أن بلغت الأحمال 34650 ميجاوات، وكان احتياطى الشبكة 9800 ميجاوات، فيما كان إجمالى القدرات الكهربائية المتاحة على الشبكة 34650 ميجاوات». ومع تزايد درجات الحرارة والاحتياجات والاستهلاكات الكهربائية، بلغ أقصى حمل كهربائى خلال ساعة الذروة 34650 ميجاوات، وكان ذلك لأول مرة خلال كل الأعوام السابقة، وكانت القدرات الكهربائية المتاحة 44900 ميجاوات، وبلغ احتياطى القدرات الكهربائية 9800 ميجاوات. وأكد الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن إنتاج الكهرباء يعتمد على مقدار الوقود المتاح لتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربية، مؤكدًا أنه لا يوجد أى مشكلة فى محطات الكهرباء أو شبكات النقل. وأوضح شاكر أنه نتيجة الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة ارتفع استهلاك الكهرباء، ما أدى إلى خفض ضغط الغاز فى الشبكات الخاصة بالمحطات، ما تسبب فى قلة الإنتاج. وأشار شاكر إلى أن الوزارة تحاول أن يكون هناك نوع من التوزيع العادل لتخفيف الأحمال، متوقعًا انتهاء هذه الأزمة خلال فترة وجيزة. وقال شاكر إن خطة تخفيف الأحمال مؤقتة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خلال موسم الصيف هذا العام، التى أدت إلى زيادة قياسية فى حجم الاستهلاك لتصل إلى 35 ألف ميجاوات يوميًا وقت الذروة، مطالبًا المواطنين بترشيد الاستهلاك لتخفيف حدة خطة تخفيف الأحمال. وسجّلت مصر أعلى معدل استهلاك فى تاريخها لتصل إلى 34.7 ألف ميجاوات الأحد الماضي، وفقًا لبيانات وزارة الكهرباء، وبلغت القدرات الكهربائية المتاحة 44.9 ألف ميغاوات. وأشار شاكر إلى أن مصر نجحت خلال الفترة الماضية فى إنشاء شبكة كهربائية قوية، سواء من خلال إنشاء محطات تقليدية ومتجددة فى كل أنحاء البلاد وتطوير شبكة النقل ومحطات المحولات، وأنه نتج عن ذلك جذب استثمارات أجنبية مباشرة ضخمة خلال السنوات الماضية نتيجة توافر الطاقة، كما تستقبل استثمارات ضخمة جديدة فى إنشاء محطات كهرباء وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد أكد خلال اجتماع الحكومة أنه تم البدء فى تخفيف أحمال الكهرباء، نتيجة للموجة الحارة الشديدة التى نشهدها حالياً، وزيادة استهلاك الطاقة الكهربائية بصورة كبيرة، وهو ما انعكس أيضا على زيادة حجم استهلاك الغاز المستخدم فى إنتاج الكهرباء، وإحداث ضغط شديد على الشبكات الخاصة به، مما أدى إلى انخفاض ضغوط الغاز فى الشبكات الموصلة لمحطات الكهرباء. وتابع رئيس الوزراء: مع انخفاض هذه الضغوط، تم البدء فى تخفيف الأحمال، حتى يمكن الوصول للضغوط العادية لشبكة الغاز، لافتا إلى الاستمرار فى تخفيف الأحمال بالتناوب، حتى منتصف الأسبوع المقبل، لتستعيد الشبكة ضغوطها من الغاز.