ماذا يعني نعي جهاز المخابرات العامة للفنان والمطرب الراحل سمير الإسكندرني الذي لُقِّب ب «الفدائي الصقر» وكان سببًا فى إيقاع مصر بأكبر شبكة مخابراتية إسرائيلية داخل مصر وخارجها فى أوروبا، خاصة فى إيطاليا فى ستينيات القرن الماضي؟! يعنى ذلك أن الدولة المصرية وجهاز المخابرات العامة لا ينسى من قدم أدوارًا وطنية حماية للأمن القومى المصرى. لم يكتف جهاز المخابرات العامة المصرية المعروف بعراقته وأصالته وتقاليده الوطنية بما ينشر عن الفنان والمطرب الراحل سمير الإسكندراني فى مختلف وسائل الإعلام من صحف وقنوات فضائية وتليفزيونية أرضية وإذاعية، لم يكتف بذلك بل قام بنشر نعي فى جريدة الأهرام اليومية يوم الأحد الماضى وفى بوكس مربع واضح وبارز على يسار الصفحة وبخط بارز وعريض، ينعى جهاز المخابرات العامة المصرية بمزيد من الحزن والأسى الفنان سمير الإسكندرانى الذى قدم لوطنه خدمات جليلة جعلت منه نموذجًا فريدًا فى الجمع بين الفن الهادف الذى عرفه به المصريون وبين البطولة والتضحية من أجل الوطن، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وللأسرة خالص العزاء. وهنا يجب التوقف أمام عبارة فى النعي لابد أن يعيها شباب اليوم: «الفنان الذى قدم لوطنه خدمات جليلة فجمع بين الفن الهادف وبين البطولة والتضحية من أجل الوطن» وهى كلمات قليلة تعنى الكثير والكثير، فالمطرب الراحل منذ أن كان طالبًا وعمره 18 عامًا مسافرًا لإيطاليا فى منحة لدراسة الفن التشكيلى اكتشف أنه يتعامل مع صديق له هناك كان عميلاً للمخابرات الإسرائيلية (الموساد) وحاول تجنيده لصالح الموساد إلا أن ذلك الصقر المصرى الشاب الذى كان فى الثامنة عشرة من عمره والذى لم يبع وطنه وتمسك بوطنيته جاء إلى مصر بعد أن تظاهر أنه يسايرهم ليحقق لهم ما طلبوا منه، وحينما وصل إلى القاهرة طلب مقابلة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والذي نجحت محاولات مقابلته بعد شهر كامل من إلحاحه فى هذا الطلب والذي تم فى منزل الزعيم بمنشية البكرى والذي استمع إليه فى حنو ووطنية صادقة وربت على كتفيه وقال له اعتبر أن مدير المخابرات العامة نفسه هو جمال عبدالناصر لتتسلمه المخابرات العامة ويساير رجال الموساد ويرسل لهم الرسائل المشفرة، كما طلب منه رجال المخابرات العامة المصرية حتى أوقعوا شبكة التجسس الكبرى عام 1959 فى الداخل والخارج والتى شملت عددًا كبيرًا من رجال الموساد فى مصر وخارجها وكان السبب فيها هذا الشاب المصرى الوطنى والذى لم يتأخر لحظة فى خدمة الوطن وكان غيورًا عليه منذ أن طلب منه صديقه عميل الموساد تاجر السلاح العمل مع جهاز الموساد والحصول على الأموال الكثيرة. الفنان والمطرب الراحل سمير الإسكندرانى ذلك الصقر والذى مر ما يقرب من 58 عامًا على بطولته الوطنية ودوره فى خدمة الوطن استمر يعطى الفن ويطرب ويشارك فى الغناء والمناسبات الوطنية طوال السنين الماضية ولم تنس له إسرائيل وجهاز الموساد تلك الضربة الناجحة التى قام بها جهاز المخابرات العامة المصرية والذى كان سببًا فى إتمام المهمة كاملة وإلقاء القبض على جميع أفرادها فى الداخل والخارج ليظل سمير الإسكندرانى محميًا فى حضن الوطن الذى أعطى له وقدم خدمات جليلة ويظل جهاز المخابرات العامة محتفظًا بأوراق هذه البطولة التى نتمنى أن تتحول إلى عمل فنى مثل رأفت الهجان أو جمعة الشوان فى مسلسل أو فيلم يخرج من جهاز المخابرات العامة التى تملك سطوره وأوراقه ليعطى دروسًا لشباب اليوم فى مدى الوطنية وخدمة الوطن.. رحم الله المطرب سمير الإسكندرانى، ذلك الصقر الوطني والعزاء للمصريين جميعًا. وكل التحية والشكر وعظيم الامتنان نيابة عن المصريين إلى جهاز المخابرات العامة المصرية الذى لا ولن ينسى من قدم أى خدمة جليلة أو عمل وطنى لهذا البلد، ونحن على ثقة أن هناك آلاف الصقور التى تقوم بأعمال بطولية وتعمل فى صمت دون ضجيج وتحقق إنجازات ونجاحات وضربات ضد أعداء الوطن والمتربصين بأمن مصر القومى وسلامتها، ونقول فى النهاية: نحن على ثقة تامة بأن مصر فى أيد أمينة بفضل قيادتها السياسية الوطنية الواعية وجهاز المخابرات العامة اليقظ وأجهزة المعلومات الأخرى كالمخابرات الحربية والأمن الوطنى ومختلف مؤسسات الدولة لتحيا مصر عزيزة مكرمة دائمًا.