باتت عملية الترتيب التنظيمي لحركة حماس الان واحدة من أهم العمليات التي تمثل تحدي خاص لهذه الحركة ، خاصة عند طرح قضية العلاقات الثنائية بين قيادات الحركة وبعضها البعض. وتشير تقارير صحفية غربية إلى أن بعض من كبا المستشارين في حركة حماس من المقربية من صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسية للحركة أنتقدوا بوضوح الجولات الأخيرة التي قام بها رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية . ونبهت صحيفة تايمز إلى انتقاد بعض من الجهات في الحركة بسبب وجود قيادات من حماس في قطر ، وهي القيادات العالقة الآن والممنوعة من التحرك إلى الخارج بسبب التعقيدات التي تقوم بها الحكومة القطرية إزاء أي تحركات خارجية خوفا من تفشي وباء كورونا. بالاضافة إلى أنتقاد قيادات من المقربة للعاروري أيضا من الأسلوب أو السياسة التي تنتهجها قيادات حركة حماس المقربة من هنية على الصعيد السياسي، حيث تهتم فقط بأداء الحوارات الإعلامية ، وإجراء الحوارات بدون اي فائدة ، الأمر الذي انعكس بصورة سلبية على الأداء التنظيمي للحركة في هذا الوقت الدقيق. وتوضح صحيفة مترو الشعبية البريطانية إلى أن الكثير من قيادات حركة حماس ترى أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه الحركة ، وهي التحديات التي تعاظمت بقوة الان عقب تفشي وباء كورونا ، الأمر الذي يزيد من خطورة الأزمة السياسية المشتعلى الان والتي تواجهها الحركة. وترى مصادر فلسطينية تحدثت للصحيفة أن المهم الان هو إعادة التنظيم الإداري للحركة من أجل إعادة هيكلة الكثير من المؤسسات أو الدوائر الاستراتيجية للحركة والتي تدر عليها الأموال التي تحتاجها الآن ، سواء لدعم عناصرها أو دعم بقية عناصر الشعب في غزة أو حتى دعم الحركة عسكريا على أكثر من صعيد ، وهو ما نبه إليه يحيى السنوار رئيس حركة حماس في حديثه الأخير الذي بثته وكالة شهاب التابعة للحركة. بدورها اشارت دورية فورين بوليسي الدولية إلى أنتقاد قيادات من حركة حماس لأسلوب إسماعيل هنية أيضا ، فيما يتعلق بإدارته للعلاقات مع إيران ، حيث يرى هنية أنه لا يوجد أي ضرر من الافصاح عن هذه العلاقات وجعلها علاقات علنية على مرأى ومسمع من الكل ، فيما يرى العاروري وبعض من كبار مستشاريه إلى ضرورة أن تكون هذه العلاقات سرية غير مرئية ، خاصة مع غضب بعض من الدول العربية من هذا التقارب لحركة حماس مع إيران. اللافت للانتباه أن بعض من الدوائر السياسية للحركة ترى أن هنية يستغل جولاته الخارجية لدعم نفسه سياسيا استعدادا لانتخابات الحركة العام المقبل ويقوم باستغلال الفرصة للسفر والترويج لنفسه لهذا المنصب ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية وحساسيتها.