يعد اختيار دولة «البحرين» الشقيقة كضيف شرف بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته السابعة والأربعين اختيارًا موفقًا للثقافة العربية، لأنها لم تحل كضيف شرف من قبل، كما أنها أقدم تجربة فى التعليم حيث تعتبر من أهم الدول العربية التى تهتم بعملية التعليم الإبتدائى، فهذا ليس كلاما فى الهواء ولكنها تقارير رسمية عن مؤسسة عالمية فى حجم اليونسكو، أى أننا أمام كيان يهتم بتوصيل رسالة التعليم للجميع، وكذلك أقدم تجربة ديمقراطية فى الخليج.وتتميز الثقافة البحرينية بتنوع مجالاتها وتميز مبدعيها، فلم تبرز البحرين فى مجال الشعر أو الرواية فقط لكنها أنجبت شخصيات أبرزت دور البحرين الثقافى فى تاريخها المعاصر وفى الثقافة العربية المعاصرة. ومن أبرز هذه الشخصيات، الدكتور منصور محمد سرحان الملقب برائد مسيرة المكتبات، ولعب دورا بارزا على امتداد العقود وارتبط اسمه بتطوير المكتبات فى البحرين، وأصدر نحو ثلاثين كتابا منها، «دور المرأة البحرينية فى رفد الثقافة» و«الدكتور محمد جابر الأنصارى.. المفكر والأفكار»، كما اختير عضوا فى منتدى الفكر العربى عام 2010. ومن أبرز الفنانات التشكيليات البحرينيات، الفنانة بلقيس فخرو، التى ولدت عام 1950 وحصلت على البكالوريوس فى الفنون الجميلة وتاريخ الفن عام 1975، وقدمت عددًا من الكتابات النقدية والدراسات التحليلية فى الفن، وفى مجال السينما، برز المخرج الشاب محمد راشد بوعلى، الذى له العديد من المقالات النقدية وأخرج عدد من الأفلام الروائية القصيرة والوثائقية التى حازت على جوائز بحرينية وعالمية، كما تعد الإعلامية اللامعة سوسن على الشاعر نموذج للمرأة البحرينية الحديثة وغيرها من الشخصيات البارزة. «تاريخ ومعالم البحرين» أما عن أهم معالم البحرين، فنجد أنه لايفوت زائر البحرين زيارة مبان تاريخية مثل قلعة البحرين والمتحف الموجود بالموقع، وتقع القلعة أعلى تل أثرى تبلغ مساحتها 17 هكتار، وشيدت منذ أكثر من 4000 عام، وقال العلماء إنه موقع عاصمة دلمون السابقة، وأحد أهم المواقع الأثرية فى الخليج العربى، افتتح متحف قلعة البحرين فى 18 فبراير 2008 ويقع على طول الواجهة البحرية الشمالية للقلعة، مشكلا مدخلا إلى الموقع الأثرى. فبخلاف الآثار هناك الحياة الطبيعية والبرية متمثلة فيما يعرف بجزر حوار وهى عبارة عن أرخبيل يتكون من أربعة عشرة جزيرة، وهناك الوجه الحديث للبحرين كما فى مدينة المنامة وأبراجها الزجاجية التى ترتفع إلى عنان السماء. مكانة مصر الخاصة فقالت الشيخة مى آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، أن لمصر وشعبها الشقيق مكانًا خاصًا فى قلوبنا وفعالياتنا وتاريخنا الذى يحفل بالنشاط المشترك والذى نعتز به، فمنذ عامين استقبل معرض البحرين الدولى «الكتاب المصرى» كضيف شرف، فالتقى الزائر للمعرض بحضارة مصر وتاريخها عبر الكتب والفعاليات الثقافية والفنية، ونحن نحل ضيف شرف معرض القاهرة الدولى للكتاب بنسخته لهذا العام. ومن جانبها، أكد الدكتور إيلى فلوطيى المستشار الإعلامى لوزيرة الثقافة البحرينية، أن الشيخة مى آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار ورئيس لجنة التراث العالمى باليونسكو، قامت بإهداء كتاب «التراث العالمى فى البلدان العربية» إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى تقديرا له، معبرا عن سعادته لتجهيزات وزارة الثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب لمعرض هذا العام. ويذكر أن كتاب «التراث العالمى فى البلدان العربية» يوثق ل 66 موقعًا مدرجًا على قائمة التراث العالمى الإنسانى باليونسكو فى 16 بلدًا عربيًا بالصورة الفنية الملتقطة بكاميرا المصور العالمى جون جيلبير. كما قالت الدكتور فاطمة البوعينين المستشارة الثقافية للملحق الثقافى لسفارة البحرين، أن البحرين لها الفخر فى تلقى دعوة مصر للمشاركة كضيف شرف بالمعرض. وعن مشاركة البحرين لأول مرة فى المعرض كضيف شرف، علق الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب قائلا: أن يحل علينا هذا العام ضيفا ثقافيا عزيزا فى الوقت الذى تبدأ فيه مصر مرحلة جديدة من أهم مراحل تاريخها المعاصر، وتم اختيار مملكة البحرين ضيف شرف لهذه الدورة بوصفها ممثلا مهما للثقافة العربية عموما والخليجية على وجه الخصوص. «الأجنحة العربية» وفى جولة حول باقى الأجنحة العربية، نجد الجناح السورى حيث حرصت سوريا على المشاركة وذلك على الرغم مما يعانيه شعبها من ويلات الحروب. وأكد صلاح الدين نكهجى عضو اتحاد الناشرين السوريين المسئول عن الجناح السورى بالمعرص، أن هناك زيادة فى نسبة مشاركة الناشرين السوريين إلى ما يقرب من 60 ناشرًا لهذا العام عن أى عام آخر. وفى مكان آخر عرضه 2 متر، وطوله 3 أمتار، نجد الأرفف مليئة بتراث عريق من الثقافة الفلسطينية التى تمثل السلاح الأخير فى يد الفسلطينون لمواجهة الاستعمار الإسرائيلى، وقال ممثل الوفد الفسلطينى بالمعرض أن فلسطين لم تغب منذ سنوات طويلة وحريصة على التواجد بصفة مستمرة. أما عن الجناح التونسى، قال عزيز العبيدى مدير عام الكتاب بوزارة الثقافة التونسية، أن الوضع الثقافى فى تونس تغير كثيرا بعد الثورة التونسية بسبب إطلاق حرية الإبداع والذى أثر على زيادة عدد دور النشر بالإضافة إلى زيادة أعداد الكتب. ومن جانبه قالت الدكتورة عائشة حسين العولقى المستشار الثقافى لوزارة الثقافة اليمنية، أننا حرصنا على النشاركة فى المعرض بالرغم من الظروف الصعبة التى تمر بها الدولة.