الحادث المأسوى الذى شهدته منطقة العجوزة - مؤخرًا - وراح ضحيته 17 شخصًا من بينهم 5 فتيات حرقًا واختناقًا نتيجة قيام 4 من الصبية أسماؤهم - أى والله - حماصة والمجنون وميكا بإلقاء زجاجات المولوتوف على ملهى ليلى وإشعال النيران فيه فى السادسة صباحًا غير عابئين بأنها منطقة سكنية كان يمكن أن تهددها بالاحتراق بأكملها.. يكشف عن مدى تفشى البلطجة والفجور بهذا الشكل المخيف فى الشارع. فهذا الحادث يحمل فى طياته مؤشرات ومعانٍ خطيرة.. أولها أن القائمين به صبية أعمارهم لم تتعد 19 عامًا.. «يانهار أسود» لأتفه الأسباب.. لمجرد أن صاحب الملهى منعهم من الدخول.. وثانيًا قيامهم بهذا الجرم تحت تأثير المخدرات والخمور وهذا أصبح منتشرًا بين الكثير من الشباب.. وثالثًا أنه ليس هناك رادعًا قوى يخوف هؤلاء البلطجية من القيام بمثل هذه الجرائم.. فهذا الملهى يبعد أمتارًا قليلة عن قسم شرطة العجوزة ومع ذلك لم يعبأ هؤلاء الصبية بقرب قسم الشرطة فقد أعتادوا أن يعيثوا فى الشارع فسادًا وتخريبًا دون رادع.. فهؤلاء الصبية لو عرفوا أن هناك ردع ومحاسبة سريعة على أفعالهم لما قاموا بمثل هذه الجرائم.. فكيف يسير هؤلاء الصبية فى الشارع الساعة الرابعة صباحًا ولم يتم توقيفهم من قبل الشرطة وتتعرف على هويتهم وشخصيتهم.. وإلى أين ذاهبون؟!.. فإننى لا أقلل من الجهود الكبيرة التى تبذلها الشرطة هذه الأيام وخير دليل أنهم نجحوا فى ضبط الجناة فى فترة زمنية لم تتجاوز 24 ساعة من حدوث الواقعة.. ولكن أرى أن النجاح الحقيقى يكون فى إجهاض الجريمة قبل وقوعها.. وهذا ما أرجوه من الشرطة لأنه يساعد على تقليل الجرائم وتحجيمها. فما أكثر البلطجية هذه الأيام.. فلا يخلو شارع من وجود مثل هذه النوعية من الصبية التى تكسو على وجوههم مظاهر الإجرام أمثال حماصة وميكا والمجنون ومعظمهم من متعاطى المخدرات يهددون المارة ويتحرشون بالفتيات.. ناهيك عن الألفاظ البذيئة التى تخرج من أفواههم وتخدش الحياء دون عقاب.. فالشارع المصرى فى أشد الحاجة لإعادة الانضباط إليه.. مع ضرورة مراجعة التراخيص الممنوحة لمثل هذه الملاهى والمقاهى التى تدعو للفجور.