منافسة شرسة، وفى انتخابات رئاسية وصفها المراقبون بالتاريخية، استطاع الليبرالى اليمينى موريسيو ماكرى أن يحسم الجولة الثانية لصالحه ويفوز على منافسه اليسارى ومرشح الحزب الحاكم دانيل سولى، ليتوج رئيسا جديدا للأرجنتين لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد. الانتخابات التى أجريت الأسبوع الماضى اكتسبت أهميتها، ووصفت بالتاريخية لسببين، الأول لأنها أنهت اثنى عشر عاما من حكم عائلة دى كيرشنر، والمتمثل فى الرئيسة المنتهية ولايتها كريستينا فرناندز دى كيرشنر التى حكمت الأرجنتين على مدار ثمانى سنوات بعد أن اعتلت السلطة خلفا لزوجها الرئيس الأرجنتينى السابق نيسترو دى كيرشنر الذى كان قد حكم البلاد لمدة أربع سنوات. أما السبب الثانى فهو أنه لأول مرة فى تاريخ الأرجنتين لا يتم فيها حسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى لتحتاج العملية الانتخابية لجولة إعادة يفوز فيها ماكرى بنسبة 51.4% مقابل 48.6% حصل عليها منافسه دانيل سولى فى انتخابات تجاوزت نسبة المشاركة فيها ال 90%. وقد غادرت كريشنر الحكم تاركة وراءها انقسامًا عميقًا بين أولئك الذين يدعمون سياستها المدافعة عن حقوق العمال والفقراء، وبين أولئك الذين يتهمونها بإضعاف النمو الاقتصادى. ويعد اختيار الناخبين للمعارض اليمينى والرئيس السابق لبلدية بوينس إيرس موريسيو ماكرى، بمثابة الأمل الأخير لإنقاذ الأرجنتين من عثرتها المالية وبداية عهد جديد من الإصلاحات الاقتصادية التى تعهد بأن يقوم بها الرئيس الجديد وكانت محور حملته الانتخابية. وفى خطاب ألقاه أمام ناخبيه، عقب الفوز بالانتخابات، أكد ماكرى أنه سيقوم بتشكيل فريق اقتصادى مكون من ستة من الخبراء سيعملون على تحديد المشاكل الاقتصادية والوصول لطرق لحلها، إضافة إلى العمل على جلب استثمارات جديدة للمساهمة فى إنقاذ الاقتصاد المتردى ومحاربة الفساد. كما شدد على ضرورة مكافحة المخدرات ومنع التهريب، والقضاء على الفقر ومحو الأمية بشكل كامل فى الأرجنتين. وقد شكل فوز ماكرى (56 عاما) بالانتخابات مفاجأة كبرى نظرا لدخوله المعترك السياسى فى سن متأخرة فقد قضى أغلب سنوات عمره فى إدارة أعمال تجارية عائلية كان قد أسسها والده، وهو رجل أعمال من أصل إيطالى، كما أن ماكرى كان يرأس نادى بوكا جونيورز لكرة القدم الذى يحظى بشعبية هائلة فى الأرجنتين، وفاز النادى ب 17 بطولة فى عهده، الأمر الذى أكسبه شهرة كبيرة، وبعد عامين على انتخابه نائباً للبرلمان وتحديدا سنة 2007، تولى ماكرى رئاسة بلدية بوينس آيرس على رأس حزبه المسمى الاقتراح الجمهورى. من ناحية أخرى، اهتم موقع إسرائيلى يدعى «إذاعة جيش إسرائيل» بفوز المعارض اليمينى «ماوريسيو ماكرى» بمنصب رئاسة الأرجنتين، مشيرا إلى تصريح سابق كان قد وعد فيه ماكرى، فى حال فوزه، بإلغاء كافة الاتفاقيات الموقعة بين الأرجنتين وإيران، وهو الوعد الذى استقبلته إسرائيل بسعادة بالغة، حسبما جاء فى الموقع. كما أبدى الصحفى الأرجنتينى المعارض الهارب إلى إسرائيل «دميان باختر» سعادته الغامرة بعد فوز «ماكرى»، وأكد أنه سيعمل بجهد على كشف الحقائق حيال تورط السلطات الأمنية فى الأرجنتين فى مقتل النائب العام الأرجنتينى اليهودى، نيسمان، مطلع العام الجارى.