دخلت الحرب فى اليمن منعطفا جديدا بعد استشهاد 60 جنديا بينهم 45 إماراتيا و10سعوديين و5 بحرنيين، حيث بدأت قوات التحالف العربى لأول مرة عمليات برية ضد الحوثيين وأنصار الرئيس اليمنى السابق فى محافظة مأرب بمشاركة ألوية برية عربية وقامت وحدات من قوات التحالف العربى بقيادة السعودية التى افتتحت قاعدة الدواسر الجوية استعدادا للتحرك للدخول فى معارك على الأرض، بالإضافة إلى إرسال عدد من الدول العربية لقوات برية وعلى رأسها مصر والبحرين والسودان للمساندة فى تحرير اليمن من أيدى المتمردين الحوثيين، ومن ثم يرى المحللون أن تحرير صنعاء يبدأ من مأرب. ففى شمال اليمن شنت طائرات التحالف بقيادة السعودية أربع غارات هى الأعنف على محافظة صعدة معقل جماعة الحوثى شمالى اليمن والتى استهدفت مخزن السلاح فى قرية آل قارد بمديرية باقم وغارتين على مخزن للسلاح بمدرسة بنى معاذ بمديرية سحار. أما فى الجنوب فقد نشبت اشتباكات فى المنطقة الواقعة بين محافظتى أب والضالع بين القوات الشرعية والحوثيين وقد استخدم الحوثيون وقوات الرئيس السابق على عبدالله صالح منطقة سوق الليل التابعة للضالع قاعدة لإطلاق قذائفهم باتجاه القوات الشرعية إلا أنه تم إرسال تعزيزات عسكرية للقوات الشرعية لمنع تسلل الحوثيين للضالع. كما اندلعت اشتباكات فى محافظة تعز جنوبى اليمن وتركزت فى مناطق البعرارة والزنقل والدحى والزنوج غربى المدينة وبالقرب من منزل صالح وقد ردت ميليشيات الحوثيين بقصف مناطق سكنية فى تعز حيث سقطت قذائف عدة على مناطق وادى القاضى وجبل جرة. وفى تعز تقدمت المقاومة فى منطقة الجحملية بإسناد جوى من طائرات التحالف كما تقدمت فى جبهة المستشفى العسكرى وحى كلابة فى الجبهة الشرقية وهاجمت ميليشيات الحوثى وصالح فى محيط القصر الجمهورى وأوقعت منهم قتلى وجرحى فيما واصل الحوثيون قصف المدينة بالسلاح الثقيل. وأعلنت القوات الموالية للشرعية فى تعز مقتل 51 من المتمردين الحوثيين وقوات صالح وإصابة 36 آخرين جراء مواجهات وضربات جوية شنتها مقاتلات التحالف العربى. أما مديرية بيحان بمحافظة شبوة جنوبمأرب والتى تعد المنطقة الأكثر سخونة فى المواجهات بين الطرفين فقد تواصلت عمليات القصف لمواقع المتمردين الحوثيين التى يتحصنون فيها، بالإضافة إلى طريق الإمداد الرابط بين منطقة بيحان والبيضاء حيث دمرت طائرات التحالف شاحنات محملة بالأسلحة والعتاد العسكرى تابعة لميليشيات الحوثى. وأسفرت العمليات عن مقتل 17 من المسلحين وتدمير سبع آليات عسكرية بينها منصات إطلاق صواريخ ودباباتان وتعد بيحان هى آخر معاقل الحوثيين فى محافظة شبوة. وفى محافظة مأرب التى يرى المراقبون أنها نقطة انطلاق لتحرير صنعاء استهدف طيران التحالف العربى نقطة تفتيش للحوثيين وقوات الرئيس السابق على عبدالله صالح بالقرب من معسكر بمديرية مجزر فى مأرب كما دكت المقاتلات الإماراتية مستودعات للآليات العسكرية وشنت عدة غارات على تجمعات لآليات وميليشيات الحوثى بمأرب. ووفقاً لآخر التطورات فقد تقدمت عشرات من الآليات العسكرية نحو جبهات القتال فى جبهة الجفينة بمأرب وكذا محيط معسكر صحن الجن وهى على استعداد لمعركة مأرب حيث باتت مأرب محور النشاط العسكرى للتحالف العربى حيث تشهد حشدا عسكريا ً استعداداً لمعركة تحرير العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية من الانقلابيين. وفى العاصمة صنعاء كثفت طائرات التحالف من غاراتها على مواقع المتمردين فى العاصمة وقصف طيران التحالف مواقع عسكرية للحوثيين والرئيس السابق على عبدالله صالح فى العاصمة اليمنية واستهدفت الغارات المجمع الرئاسى ومواقع عسكرية تابعة للميلشيات. ويقول مدير مركز دلما للدراسات مشعل الجرجاوى إن الرد الإماراتى القوى على استشهاد الجنود الإماراتيين فى اليمن يعنى أن الإمارات لن تسمح بتكرار الاحتلال الإيرانى فى سوريا والعراق ولبنان. وفى نفس السياق أكد وزير الإعلام البحرينى عيسى الحمادى أن معركة التحالف فى اليمن مستمرة حتى إعادة الاستقرار والأمن وردع المتمردين الذين يحاولون النيل من الأمن القومى العربى بدعم من إيران وأن دول التحالف العربى لن تسمح لإيران بالسيطرة على صنعاء لتكون العاصمة الرابعة التى تسقط تحت هيمنة النظام الإيرانى بعد بيروت ودمشق وبغداد هذا فى الوقت الذى سحبت إيران سفيرها من اليمن بعد اتهام الحوثيين بقيادة العمليات العسكرية من السفارة الإيرانية. وأكد وزير الخارجية اليمنى رياض ياسين أن القوات الشرعية بدعم من قوات التحالف العربى تحقق انتصارات على الأرض وأن المعركة الحقيقية أصبحت حاليا فى كيفية بناء اليمن وإعادة الإعمار وقد تسببت المعارك التى تشهدها اليمن فى تدمير معظم القطاعات الحيوية كمؤسسات التعليم والمرافق الصحية فلن يكون الكثير قادرًا على الخدمة. وفى إطار إعادة الأمن والنظام إلى اليمن تم نشر 400 ضابط وفرد من الشرطة بالإضافة إلى عودة أكثر من 300 ضابط وعسكرى للعمل الميدانى فى مراكز الشرطة فى محافظة عدن كما خضع نحو 357 فرداً آخرين لدورة تدريبية للالتحاق بالأحهزة الأمنية.