الآلاف من الناس من مختلف الأجناس العرب والأجانب والمصريون هم رواد الحى الحسينى طوال شهر رمضان المبارك ، ومنذ بداية الليلة الأولى للشهر الكريم يزدحم الحى بين مؤديى للصلاة وحلقات الذكر ومن يسهر فى الميدان، حيث إن هناك عدد من المقاهى خصصت منشدين ومطربين شعبيين يطربون وينشدون الأغانى العربية والشعبية، ومن يذهب للمحلات والبزارات وخان الخليلى لشراء التحف ومنتجات الخان الفرعونية والمصرية القديمة، أو يشترى أصناف العطارة، ومستلزمات الشهر الفضيل، ويؤكد أصحاب المحلات والبازارات أن شهر رمضان فى الحى الحسينى له نكهة خاصة دون غيره من الأحياء المصرية. «أكتوبر» ترصد بالصور ما يحدث فى الحى الحسينى خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل وما يحدث من حالة الرواج والانتعاش بالمحلات والكافتيريات والمطاعم والبازارات، بعد أن كان الركود السمة الغالبة على الحى طوال الشهور ال 11 الماضية.بداية يقول اللواء محمد صالح أحد المسئولين بالأشراف المهدية «خدمة السيدة نفيسة رضى الله عنها وأرضاها» إن الاحتفال بشهر رمضان المبارك فى الحى الحسينى يشهد تزايدًا فى أعداد الرواد والزوار كل عام عن العام السابق له، حيث يتوافد الزوار من كل مكان وأيضًا من الدول العربية المجاورة للاحتفال بالشهر المبارك بجوار الإمام الحسينى «حفيد الرسول y» فتجد السرادقات تقام وتمتلىء بالابتهالات والمديح النبوى لجميع المشايخ منهم الصوفية: الشاذلية والأحمدية والبرهامية وغيرهم. ويضيف: الإمام الحسين رضى الله عنه وأرضاه له منزلة كبيرة لدى المحبين والرواد فهى منزلة عالية بعد حبهم لرسول الله y حيث ينفق الرواد من مشايخ ورجال أعمال ومسئولين من جميع المستويات طوال الشهر المبارك الإنفاق الكبير وبدون حدود لهذه المنزلة حتى ينعم الفقراء والمساكين بموائد الأفطار والسحور، كذلك حلقات للذكر والمديح، ونحن «الأشراف المهدية» نحتفل بهذا الشهر الكريم بإقامة موائد إفطار يومية سنويًا بأرض استاد القاهرة الرياضى بمدينة نصر لكى يستفيد أكبر عدد من ضيوف الرحمن طوال الشهر المبارك. مليونى زائر أما رجب العطار رئيس شعبة العطارة بالاتحاد العام للغرف التجارية فأشار إلى أن رواج البيع والشراء فى الحى الحسينى وشارع الأزهر - كان فى السابق – أكثر، حيث كانت البضائع والسلع تنتشر فى جميع الأماكن ومنها شارع الأزهر، والموسكى وبين الصورين، حتى نهاية شارع بورسعيد المؤدى لمسجد السيدة زينب، وكانت حركة التجارة تزداد طوال شهر رمضان فقط، وكانت تقام السرادقات ويقدم فيها أصحابها من جميع المحافظات للرواد والزائرين الأطعمة والمشروبات التقليدية ومشروبات رمضان كقمر الدين فتزداد حركة البيع لمحلات العطارة الموجودة فى المنطقة، مضيفًا أن السبب فى هذا الرواج طوال الشهر ناتج عن زيادة أعداد الزوار لمشاهدة الاحتفالات والمديح والأناشيد الدينية لكبار المنشدين والتى تقام فى الميدان وفى السرادقات الموجودة على جانبى الميدان والمسجد الحسينى، حيث تمتلىء الشوارع والميادين بداية من ميدان العتبة فشارع الأزهر وحتى ميدان الدراسة والذى يبعد عن المسجد الحسينى بعدد من الكيلو مترات ويقدرعدد الزوار فى هذا الشهر بما يقرب من مليونى زائر يأتون من جميع المحافظات والدول العربية للاستمتاع بشهر رمضان فى الحى الحسينى. رواج للسلع ومن جانبه يقول المهندس عزت معوض ناشد عضو غرفة الحاصلات الزراعية، إن تجار التجزئة ومعظمهم يفتح محلات بالموسكى والأزهر وشارع بورسعيد وميدان العتبة يشترون الحبوب بكافة أنواعها، وخاصة الياميش والخشاف وأصناف البلح ليعرضوها بالمحلات لتلبية احتياجات المستهلكين الذين يتزايدون فى شهر رمضان فى هذا المكان النادر، مضيفًا هذا العام كان هناك إقبال للشراء لم يحدث من قبل، حيث قامت الجمعيات الدينية وغيرها ممن يقومون بتقديم الوجبات الرمضانية من إفطار وسحور، أو يقدمون الشنط الرمضانية الجاهزة للفقراء والمحتاجين طوال الشهر الكريم. ويضيف فتوح العربى صاحب سرادق للحلوى بالمشهد الحسينى أنه يأتى كل عام من طنطا ليقدم لرواد الحى الحسينى طوال شهر رمضان جميع أصناف الحلوى والتى يقبل على شرائها الزائرون، أما الأيام التى تسبق شهر رمضان فالإقبال فيها ضعيف ، مشيرًا إلى أن عدد سكان القاهرةوالمحافظات المجاورة يشجع أى تاجر أن يأتى إلى المشهد الحسينى ويعرض سلعته فى هذا الشهر الكريم من أجل تصريف بضائعه وسلعته. ويختلف مع الرأى السابق أحد العاملين بمحلات الشريف للبلاستيك فيقول إن الزحام الشديد فى هذا الشهر لا يجعلنا نبيع كما يجب فالجميع يأتى إما للمشاهدة فقط أو التسلية أو الدخول فى حلقات المديح والذكر، مشيرًا إلى أن الإقبال على الشراء كان زمان عندما كنا نبيع للسرادقات التى كانت تستمر لعدة ليالٍ وليس ليوم أو يومين. ويتفق مع الرأى السابق تامر ذهنى مدير أحد محلات الألبان الشهيرة بالميدان الحسينى، مضيفًا أن الزوار لا يأتون طوال أيام شهر رمضان كما كان أيام زمان للاحتفال بالشهر الكريم، والسبب فى ذلك تراجع الحالة الاقتصادية وارتفاع الأسعار، لافتًا إلى أن الزائر للحى الحسينى فى رمضان يأتى للتمتع والجلوس على المقاهى والكافيتريات، ومع ارتفاع الأسعار نجده يشترى بعض المشروبات والمأكولات بنسب أقل، من أجل قضاء اليوم فقط، كما نجد أن رب الأسرة كان يصطحب أسرته وأصدقائه أما الآن ومع زيادة التكاليف نجد أن زيارات الأسر اختفت، وأصبح الرواد يأتون فرادى أو أصدقاء فقط. السياح ويختلف مع الرأى السابق أحمد رشدى صاحب معرض للمفروشات الجلد الطبيعى الملون والمطرز بالميدان الحسينى، مضيفًا أن حركة البيع هذا العام زادت على الأعوام الماضية بعد أن كان الركود هو السمة الواضحة طوال الأشهر الماضية، مشيرًا إلى أن السائح الأجنبى والعربى بدأوا يأتون للاحتفال بالحى الحسينى، ويشترون البضائع والتحف لتقديمها هدايا لذويهم. ويشير رشدى إلى أنه يعرض جميع أنواع المفروشات من جلود النمر والفرو الجلد البقرى المنقوش عليها آيات قرآنية ومفروشات للزينة، وأن أسعار هذه المفروشات تبدأ من 90 جنيها إلى 250 جنيها إلى جانب مفروشات أخرى حسب طلبات الزبون والأسعار المناسبة، وهذه الأسعار مخفضة للخروج من حالة الركود التى نعيشها لأكثر من عام. الهدايا ويؤكد محمود على صاحب بازار بالميدان الحسينى أن عدد الزبائن الذين ترددوا على المحل هذا العام وفى هذه الليالى أفضل من الأعوام السابقة، لافتًا إلى أن السبب هو أن زائر الحى الحسينى فى شهر رمضان لا يأتى كل شهر وإنما يأتى يومًا واحدًا فى الشهر لذلك فهو ينتهز هذه الفرصة ويشترى الهدايا من البازارات ومحلات الانتيكات، خاصة أن هذه المحلات لا يتواجد مثلها فى المناطق الأخرى، مضيفًا أن الكثير من الرواد يقبلون على شراء الهدايا من أدوات المطبخ والأدوات المنزلية من سوق التلات، والغورية، والموسكى، وحارة اليهود، إلى جانب مجىء كبار التجار من المحافظات المختلفة للتسوق والزيارة، فنجد شارع الأزهر من بداية ميدان العتبة وحتى ميدان الأزهر مزدحمًا وحركة البيع لا تهدأ لأن هذه المحلات تبيع بأسعار الجملة، فيقوم التجار بشراء البضائع وشحنها فى السيارات ويعود ويستكمل زيارته والاحتفال بشهر رمضان فى الحى الحسينى. أعمال الخير أما المهندس سمير عطية رجل أعمال يجلس بمقهى «الفيشاوى» بالحسين يقول هذه المناسبة العطرة «شهر رمضان» لها مذاق خاص فى رحاب وبجوار «الإمام الحسين» حيث ينسى المحبون ورواد الحسين أى تكلفة مرتفعة سواء لما يقومون به من أعمال الخير، أو حتى الإنفاق لوجه الله طوال الشهر المبارك خاصة فى الحسين، مضيفًا أنه يتواجد مع جماعة من أصدقائه فى هذه اليالى ويقدمون بعض الوجبات والمشروبات لضيوف الرحمن أثناء الأفطار والسحور فى رحاب «الإمام الحسين»، كما أن هناك بعض أصدقائه من التجار يقومون بشراء بضائعهم من الأزهر ثم يستمرون بالاستمتاع بالشهر الكريم فى رحاب الإمام الحسين حتى نهاية الشهر الكريم.