كيف نجح القراصنة فى أقل من أسبوع فى اختراق بيانات 4 ملايين موظف فى الحكومة الأمريكية، ثم اختراق معلومات حساسة لأفراد الجيش والمخابرات الأمريكيين؟ وما مدى تأثير هذا الاختراق على الأمن القومى الأمريكى؟ وكيف سترد الولاياتالمتحدة عليه؟ أسئلة عديدة طرحتها الصحف ووكالات الأنباء طوال الأسبوع الماضى، بعد الكشف عن نجاح قراصنة الانترنت فى اختراق معلومات حساسة لأفراد الجيش والمخابرات الأمريكيين، ويُخشى أن يؤدى الاختراق إلى تعرض أفراد الأمن الأمريكيين أو أسرهم للابتزاز. وطبقا لما ذكرته وكالة أسوشيتد برس، فإن المهاجمين استهدفوا النماذج التى يقدمها أفراد الجيش والمخابرات لإجراء البحث الأمنى عليهم، وتشمل الوثائق معلومات شخصية عن أصحابها، من لون العينين إلى الوضع المالى إلى تاريخ أى تعاط للمخدرات، والإدمان على الكحول، أو تلقى العلاج النفسى، كما تضم المعلومات تفاصيل الاتصال بالشخص وأقاربه وأصدقائه. ويعد هذا الاختراق الثانى الذى تعرضت له الولاياتالمتحدة فى أسبوع واحد، حيث تعرض حوالى 4 ملايين موظف فى الحكومة الأمريكية لسرقة بياناتهم. وعلى الرغم من عدم إعلان أى جهة رسميًا مسئوليتها عن الهجومين، إلا أن الولاياتالمتحدة تعتقد أن القراصنة المسئولين عن الهجومين يتخذون من الصين مقرًا لهم، ونفت الصين ذلك، ووصفت تلك المزاعم بأنها غير مسئولة. وقد استحوذت تلك القضية على اهتمام وسائل الإعلام سواء داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها، وفى هذا السياق ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن القراصنة الذين سرقوا بيانات ملايين الموظفين الأمريكيين، نجحوا أيضا فى الحصول على معلومات الموظفين المختصين بالوصول إلى البيانات السرية، ولفتت الصحيفة إلى أن القراصنة اخترقوا أيضا قاعدة البيانات التى تحتوى على ملفات طلبات التراخيص- ذات الطابع السرى الدفاعى- التى يقدمها موظفون أو وكلاء على مدار سنوات. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن «جويل برينز» وهو مسئول أمريكى سابق فى مكافحة التجسس قوله «إنها كارثة محتملة فى مجال مكافحة التجسس». وفى نفس السياق أشارت صحيفة «فى جى» النرويجية فى متابعتها للحدث إلى سرقة قراصنة لمعلومات خاصة بعملاء المخابرات الأمريكية، منوهة إلى اتهام قراصنة صينيين بذلك، والذين حصلوا على العديد من المعلومات الشخصية عن ملايين الأشخاص، واعتبرت الصحيفة أن هذه المعلومات ذات حساسية كبيرة عن العاملين فى وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومى، وأنشطة الرصد التى يتم القيام بها، وأوضحت الصحيفة النرويجية أنه من المحتمل أن يكون المخترقون سرقوا معلومات أمنية تتعلق بموظفين فيدراليين حاليين أو سابقين أو محتملين، وهناك تخوف لدى المسئولين الأمريكيين من أن تُستخدم هذه المعلومات للابتزاز. أما صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فقد تساءلت «متى تصبح القرصنة الإلكترونية إعلان حرب؟» وأشارت إلى أن البيت الأبيض لم يفصح عن هوية الفاعلين، لكن عددا من المسئولين والمشرعين الأمريكيين أجمعوا على أن كل المؤشرات تذهب باتجاه الصين. وتوقعت الصحيفة أن تأخذ الأحداث منحنى آخر قريبًا، مضيفة أن السؤال الذى سيتردد فى واشنطن، هو إذا حدد البيت الأبيض هوية الفاعلين، فما الذى سيفعله الرئيس باراك أوباما؟ وكان البيت الأبيض قد اتهم أواخر العام الماضى كوريا الشمالية بسرقة وتدمير عدد كبير من ملفات شركة «سونى بكتشرز»، ووصف أوباما العمل بأنه «تخريب إلكترونى»، الأمر الذى أغضب منتقدى سياساته الذين كانوا يطالبون برد فعل مباشر.