الأسبوع الماضى شهد الزيارة الأولى لوزير الخارجية سامح شكرى إلى جنوب السودان منذ أن تولى حقيبة الخارجية، أجرى شكرى محادثات ثنائية مع الرئيس سيلفاكير والتقى نظيره بنجامين للحديث حول تعميق أواصد العلاقة بين البلدين. وأكد وزير الخارجية أن مصر تتابع هذه الجهود التى يقوم بها «الإيجاد» باهتمام لتقديم ما يمكن من دعم وذلك بتنسيق كامل مع حكومة جنوب السودان، ووفقا للرغبة المصرية فى تحقيق الاستقرار والسلام لشعب جنوب السودان، حتى يلتفت بكل قدراته نحو احتياجاته التنموية. وأشار إلى أن مصر تلعب دورا فى دعم جنوب السودان فى أزمته الاقتصادية، من خلال رفع كفاءة وقدرات على المستوى الفنى وإقامة مشروعات متصلة بالرى والزراعة، واستكشاف كافة المجالات بما فيها الصحة والتعليم. وقد احتلت الأزمة السياسية فى جنوب السودان الصداره فى مباحثات سلفاكير وشكرى ودعم مصر لجهود «الإيجاد» لهذه الأزمة بين الحكومة والمعارضة، وتأكيد حرص مصر على مزيد من تعميق وتطوير علاقات التعاون المتميزة بين البلدين واستمرارها فى تقديم كل الدعم الممكن بأشكاله المختلفة إلى جمهورية جنوب السودان الشقيقة بما يحقق رفاهية أبنائه. وطلب الرئيس سيلفاكير من شكرى نقل الشكر للحكومة المصرية على المساعدات الإنسانية والتنموية التى تقدمها مصر لشعب جنوب السودان، مضيفا أن مصر هى أقرب الأشقاء إلى جنوب السودان وأن بلاده حريصة على استمرار دفع العلاقات القوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وان تصبح هذه العلاقات أكثر قربا ومتانة، معربا عن سعادته بالمستوى الممتاز الراهن لهذه العلاقات، وأنه ملتزم تمامًا بالحفاظ على المستوى الراهن لهذه العلاقات والمزيد من تطويرها. وقال سامح شكرى قى تصريحات صحفية عقب وصوله إلى جوبا الأربعاء الماضى، والتى استقبله خلالها فى مطار جوبا برنابا بنجامين وزير الخارجية، إنه سعيد لزيارته الأولى إلى جوبا منذ توليه منصبه، مؤكدا قوة العلاقات بين القيادتين والحكومتين. زيارة سيلفاكير لمصر مثلت تعاونًا مشتركا وأضاف أن زيارة الرئيس سيلفا كير لمصر مؤخرا مثلت خطة عمل وتعاون وبرنامج مشترك، وإن مصر على استعداد لتطوير العلاقات المشتركة مع جنوب السودان فى كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، مؤكدا دعم مصر لاستقرار جنوب السودان والاستمرار فى تقديم الدعم التنموى والتنسيق فيما يخص القضايا الأفريقية المختلفة التى تهم البلدين. وجاءت جوبا المحطة الأولى فى إطار الجولة الأفريقية، التى يقوم بها شكرى وبرفقته المهندس حسام مغازى وزير الموارد المائية لجنوب السودان وإريتريا.. زيارة اسمرة أما الجولة الثانية لشكرى كانت أسمرة حيث التقى وزير الخارجية الاريترى عثمان صالح، بحضور مستشار الرئيس الإريترى أسياسى أفورقى للشئون السياسية يمانى اب، وتم خلال اللقاء تناول جميع جوانب العلاقات الثنائية التى تجمع بين البلدين الشقيقين، وسبل تحقيق مزيد من تطويرها.. وأوضح المتحدث الرسمى باسم وزارة «الخارجية» السفير بدر عبد العاطى، أن الوزير شكرى استهل اللقاء بالتشديد على أنّه مكلف من الرئيس بزيارة أسمرة، «لتأكيد أواصر العلاقات التاريخية التى تربط البلدين، وأن تطلعنا إلى مزيد من تطوير وتعميق هذه العلاقات فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين، فضلاً عن استكمال التشاور القائم حول الأوضاع فى أفريقيا، وخصوصًا فى منطقة القرن الأفريقى». وأضاف عبد العاطى، أنّ شكرى أكد أنّ مصر ملتزمة بالحفاظ على العلاقات القوية والمتينة مع إريتريا والتنسيق معها فى مختلف المجالات، فضلًا عن الاستمرار بتقديم جميع المساعدات الممكنة فى قطاعات التعليم والصحة، والتنسيق الأمنى بين البلدين وتعميق تعاونهما فى مواجهة التطرف، ومحاربة التنظيمات المتطرفة التى تستهدف زعزعة الاستقرار فى القارة الأفريقية، وخصوصًا فى منطقة القرن الأفريقى. باب المندب وأضاف أن الوزير فى معرض تناوله للعلاقات الثنائية مع اريتريا حرص على طرح إمكانية تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين فى مجالات تنمية المصائد السمكية، بما يمكن المزيد من الصيادين المصريين من الصيد بطرق شرعية داخل المياه الإقليمية الاريترية الغنية بالثروة السمكية، وذلك فى إطار قانونى يحفظ لاريتريا سيادتها ويحترم مياهها الإقليمية ويتيح للصيادين المصريين الصيد بطريقة شرعية فى المياه الإقليمية الإريترية. وقال: إن شكرى ونظيره الإريترى ومستشار الرئيس للشؤون السياسية، ناقشوا بشكل مفصل جملة من المواضيع والقضايا الإقليمية المهمة، وفى مقدمتها الوضع الراهن فى اليمن وتداعياته وأمن البحر الأحمر وأمن مضيق باب المندب وخليج عدن لما لذلك من أهمية بالغة على حرية التجارة والملاحة الدولية. وفى إطار اهتمام مصر واريتريا بالوضع فى منطقة القرن، استعرض شكرى مع المسؤولين الإريتريين الوضع الراهن فى الصومال لخطورته البالغة على الاستقرار فى منطقة القرن الأفريقى، وسبل تحقيق الاستقرار ودعم الحكومة الشرعية ومواجهة حركة الشباب المتطرفة.