أكد المشاركون فى أعمال المنتدى السادس للاتحاد العربى للشباب والبيئة، الذى استمرت فاعلياته طوال الأسبوع الأخير من 2014، أهمية الحوار العربى، والحوار العربى - الأفريقى، خاصة فيما يتعلق بقضايا المياه، مؤكدين أن التعاون فى الشأن المائى جزء لا يتجزأ من التعاون فى الشئون الأخرى. وأشار الدكتور صلاح الدين الجعفراوى ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إسيسكو) فى دورة المنتدى التى حملت اسم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى أهمية ترسيخ التضامن والتعاون بين الشعوب العربية والأفريقية فى ظل مبادئ الإسلام السمحة وقيمه الفاضلة، مشيرًا إلى أهمية الحوار المثمر بين الثقافات الأخرى لتحقيق التعايش الحضارى الذى يكفل احترام الذاتية الثقافية للشعوب. وقدمت د. شهرة مفعصة رئيس مركز دراسات الأمن العربى للمياه بجامعة الدول العربية عرضًا للاستراتيجية العربية للأمن المائى فى الوطن العربى لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة (2010- 2030)، إذ تعمل هذه الاستراتيجية على دعم التوجه العربى المشترك نحو التنمية المستدامة وتمثل برنامجًا طويل الأمد وآلية عملية، للتغلب على تحديات المستقبل فى ميدان تنمية وإدارة الموارد المائية المعروفة فى الوطن العربى بمحدوديتها وتباين توزيعها الجغرافى وزيادة المنافسة على استخداماتها، إضافة إلى إشكاليات منابع ومجارى ومصبات العديد من الروافد والأنهار بما فيها الأنهار الكبرى كالنيل ودجلة والفرات والطبقات الحاملة للمياه الجوفية. وأكدت د. شهرة أن الشباب هم بُنات المستقبل ويجب الاعتماد عليها فى المرحلة القادمة وتنمية وعيهم بكل هذه التحديات بالإضافة إلى أهمية التزام الدول بالاتفاقيات الدولية، خاصة بشأن نهر النيل وحقوق مصر، وأيضًا حقوق العراق فى نهرى دجلة والفرات بعد قيام تركيا ببناء نحو 22 سدًا عليهما مما يتسبب فى جفاف العراق. وقالت د. شهرة: على الشباب العربى والأفريقى الآن دور فى توصيل الرسالة حتى يصل كل منهم إلى وطنه ليصبح النيل مسارا للتعاون وليس للصراع مشيرة إلى دور الإعلام وأهميته فى عدم خلق الأزمات ويبث الفرقة لأن الإعلام شريك أساسى فى المعادلة الوطنية. وقد أعقبت الجلسة الافتتاحية للمنتدى بالقاهرة فاعليات المنتدى فى الأقصر وأسوان، وشارك فيها د. خالد فهمى وزير البيئة شباب المنتدى العربى الأفريقى فى حملة «جميلة يا بلدى» لتشجيع الشباب للحفاظ على البيئة برفقة اللواء طارق سعدالدين محافظ الأقصر وقد زار شباب المنتدى معبد الأقصر ومعبد الكرنك والاستماع إلى الصوت والضوء الذى يروى تاريخ الأجداد وأمجاد الفراعنة. وأكد د. ممدوح رشوان الأمين العام للاتحاد العربى للشباب والبيئة أهمية المنتدى الذى يجمع الشباب العربى والأفريقى لتوعيتهم بالقضايا الوطنية والإقليمية وأهمية تفعيل دورهم نحو هذه القضايا خاصة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والثقافية والسياسية بين الدول العربية والأفريقية ومشاركة شباب دول حوض النيل ومعهم سفير بروندى الذى أصر على مشاركة الشباب بدءًا من قطار الشباب وكل ما يفعله الشباب، وقد اشترك فى مناقشات قضية المياه كأحد القضايا البيئية وتبادل الخبرات الدولية بين الشباب المشارك فى مجال البيئة، مشيرًا إلى أن هذه المشاركات تسهم فى توطين العلاقات العربية والأفريقية. وأوضح رشوان أن هذه القضايا التى تم طرحها أمام المنتدى الشبابى تزيد من وعى الشباب بالقضايا المصيرية بين الدول العربية والأفريقية وكيفية مواجهة التحديات والآثار المترتبة على اختلال الميزان المائى للدول العربية والأفريقية، وضرورة تفعيل الاتفاقيات الدولية ووجود استراتيجية للأمن المائى بين هذه الدول. وأكد رشوان أن الشباب أصبح لديه الوعى الكامل بأهمية التعاون وليس الصراع خاصة فيما يتعلق بقضايا المياه والقضايا البيئية والتغيرات المناخية والتأثير المستقبلى على الموارد المائية بالمنطقة العربية والأفريقية. وأكد د. مجدى علام رئيس الاتحاد العربى للشباب والبيئة على أن مسيرة العمل البيئى تحتاج إلى مزيد من الجهود والمشاركات الفاعلة مع أهمية عمل حصر لمقومات السياحة البيئية بالمنطقة العربية وإصدار دليل سياحى بالتعاون مع الإسيسكو باللغات المختلفة لنشر السياحة العربية البيئية فى جميع أنحاء العالم ومخاطبة وزارات التعليم العربية لإدماج مفاهيم السياحة البيئية ضمن مناهج التعليم المختلفة وتنظيم دورات تدريبية بالتعاون مع وزارة السياحة لتدريب الشباب العربى على الإرشاد السياحى وأشار إلى أهمية الاستفادة من بيوت الشباب بالمنطقة العربية فى عمل رحلات للشباب العربى لتنمية الوعى البيئى السياحى لديهم. وأوضح علام إلى أن موضوع هذا المنتدى يأتى فى سياق التحديات الإقليمية التى تواجهها الدول العربية والأفريقية بالنسبة للمياه موضحًا أن الأنهار العربية كلها تنبع من بلاد غير عربية ولابد من تعزيز العلاقات وتشابك الأفكار بين الشباب فى هذه البلاد.