بعضنا يعتبر الفقر قله المال فالمال لنعيش بها ونتزود بما نحتاجه من مأكل وملبس وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه لو كان الفقر رجلًا لقتلته. ومن دعوات رسولنا الكريم "اللهم إنى أعوذ بك من شر الفقر" والضائقات التى قد تمر ببعضنا وتستمر لفترات من الزمن ولا نعرف متى تنتهى هذا هو أخف وأقل أنواع الفقر شيوعًا وأخفها ضررًا.. فقد لا يجد الفقير الطعام الكامل..لكن يمكنه الحصول على القليل.. وليس معنى كلامى أنه لا يحتاج لشىء.. لكنى قصدت أن الفقر المادى فى حد ذاته هو أهون بملايين المرات من فقر النفوس والعياذ بالله ولكن الفقر الحقيقى هو فقر النفوس.. فقر الروح وهو أكثر أنواع الفقر انتشارًا.. وقد يكون هو المتسبب فى الفقر المادى بصورة أو بأخرى.. فصاحب النفس الفقيرة لن يشعر أبدًا بغيره.. بل يتلذذ برؤيتهم يتعذبون فهو يجعل صاحبه لا يشعر بغيره من البشر.. لا يتألم من أجلهم.. بل يتمنى عذابهم.. يحب الخير لنفسه فقط.. ويتمنى العذاب لكل من حوله ليكون وحده سعيدًا فى هذا العالم فقير النفس أنانى والغنى الحقيقى فى الحديث القدسى الله:- أحب ثلاثة وحبى لثلاثة أشدا أحب الغنى الكريم. وحبى للفقير الكريم أشدا أحب الفقير المتواضع وحبى للغنى المتواضع أشدا أحب الشيخ الطائع.. وحبى للشاب الطائع أشد وأبغض ثلاثة وبغضى لثلاثة أشدا أبغض للغنى المتكبر وبغضى للفقير المتكبر أشدا أبغض الفقير البخيل وبغضى للغنى البخيل أشدا أبغض الشاب العاصى وبغضى للشيخ العاصى أشد جعلنا الله أغنياء النفس ورزقنا حبه وأبعادنا عن بغضه.