بتقوى الله نحصل على السعادة عاجِلًا وآجِلا، فيما نفعل وما نترك، وهى وصيَّة الله للأوَّلين والآخِرين، ووصى بها الأنبياء جميعًا، والتقوى هى الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل، والتقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله. وتمام التقوى أن يتقى العبدُ اللهَ حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما يكون حجابا بينه وبين الحرام فإن الله قد بيَّن للعباد الذى يصيَّرهم إليه فقال:- (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه ) فلا! تحقرن شيئا من الخير أن تفعله ولا شيئا من الشر أن تتقيه. ومكان التقوى خفى لايعلمه إلا الله، وحدد النبى مكانها بقوله فى حديثه لأبى هريرة:- (التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ). والمتقون الذين يحذرون من الله عقوبته فى ترك ما يعرفون من الهدى ويرجون رحمته فى التصديق بما جاء به، والمتقون اتقوا ما حرم الله عليهم وأدوا ما افترض الله عليهم. والمتقون تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا فى الحرام فسماهم الله متقين. والمتقى أشد محاسبة لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه. وللتقوى ثمرات كثيرة لا يجنيها إلا من عاشها وطبقها منها ماهو فى الدنيا ومنها ماهو فى الآخرة ومنها ماهو فى الدنيا والآخرة وذلك مانتناوله فى الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى. رزقنا الله التقوى قولا وعملا وجعلنا من المتقين