تعتبر ارتفاع نسبة الصفراء فى الأطفال حديثى الولادة من أهم الظواهر التى تستدعى قلق العديد من الأمهات فى الأيام والأسابيع الأولى بعد الولادة. ويقول د. أحمد عبد الرحمن على استشارى طب الأطفال عن هذا المرض: الصفراء عبارة عن تلوث الجلد والقزحية والأغشية المخاطية لجسم الطفل حديثى الولادة باللون الأصفر يميل إلى البرتقالى وتظهر الصفراء على الجلد ابتداء من اليوم الثالث من الولادة فى الحالة الفسيولوجية وتزداد تدريجيا نزولا من الوجه والعين ومرورا بالجسم إلى الساقين والذى بعد وصول أو ظهور الصفراء بها مؤشر عن ارتفاع نسبة الصفراء بالدم عن 12 مجم/ديسيليز والتى تستدعى استشارة طبيب الأطفال والمتابعة الدورية حتى تعود النسبة إلى النسبة الطبيعية، مضيفًا أن أسباب ارتفاع الصفراء بالدم طبيعية «فسيولوجية» وأخرى مرضية «باثولوجية» ومن الأسباب الفسيولوجية عدم الاكتمال الوظيفى للكبد فى الأيام الأولى بعد الولادة، مما يؤدى إلى نقص الإنزيم المسئول عن التخلص من الصفراء بالدم والتى تندرج عن التحول الطبيعى من الهيموجلوبين الجنينى وإلى الهيموجلوبين الطبيعى للأطفال حديثى الولادة والتى يتم فيها تكسير لنسبة معينة من كرات الدم الحمراء أحد مكونات الدم الرئيسية فى الجنين للوصول إلى النسبة الطبيعية للطفل حديثى الولادة وهذا التكسير ينتج عنه وصول نسبة الهيموجلوبين فى الطفل حديثى الولادة من 16 - 18 مجم/ديسيليز بدلا من نسبة 20 مجم/ديسيليز فى الجنين. وينصح د. عبد الرحمن لمنع ارتفاع الصفراء فى الدم يجب أن تكون الرضاعة الطبيعية فى أسرع وقت بعد الولادة لتحد من ارتفاع نسبة الصفراء بالدم فى الأطفال حديثى الولادة والطفال ناقصى النمو والوزن أكثر عرضة لارتفاع نسبة الصفراء ويحتاجون إلى زيارة طبيب الأطفال والمتابعة أكثر من غيرهم، وعند تعرض الطفل إلى صفراء فسيولوية يفضل تعريض الطفل لضوء الشمس وليس أشعة الشمس صباحا من الشروق وحتى الساعة العاشرة صباحا فهذا يقلل من نسبة الصفراء بالدم، مضيفًا أن العادات الخاطئة التى انتشرت بين الناس فى التعامل مع حالات الصفراء تعريض الأطفال للضوء الأبيض للمبة النيون وإعطاء الأطفال رضعة عبارة عن جلوكوز «محلول» وبعض الأدوية التى تخص الصفراء من الجلد لكنها لا تؤثر على نسبتها بالدم مثل الأدوية التى تحتوى على مادة الفينوبارتيون وهى مادة ذات تأثير منوم على الجهاز العصبى للطفل ولها أضرار كبيرة.