يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ حَقِيقَتَيْنِ مهَمَّتَيْنِ هُمَا: (حَقِيقَةِ القِيَامَةِ)، وَحَقِيقَةِ (الوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ) وَكِلاَهُمَا مِنْ لَوَازِمِ الإِيمَانِ. (بسم الله الرحمن الرحيم) إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) إلى أخر الآيات إذا الشمس لُفَّت، وإذا النجوم تناثرت، وإذا الجبال سيِّرت عن وجه الأرض، وإذا النوق الحوامل تُركت وأهملت، وإذا الحيوانات الوحشية جُمعت واختلطت؛ ليقتصَّ الله من بعضها لبعض، وإذا البحار أوقدت، فصارت نارًا تتوقد, وإذا النفوس قُرنت بأمثالها ونظائرها، وإذا الطفلة المدفونة حية سُئلت: بأيِّ ذنب كان دفنها؟ وإذا صحف الأعمال عُرضت، وإذا السماء قُلعت وأزيلت من مكانها، وإذا النار أوقدت فأضرِمت، وإذا الجنة قُرِّبت من أهلها المتقين، إذا وقع ذلك, تيقنتْ ووجدتْ كلُّ نفس ما قدَّمت من خير أو شر. أقسم الله تعالى بالنجوم المختفية أنوارها نهارًا، الجارية والمستترة فى أبراجها، والليل إذا أقبل بظلامه، والصبح إذا ظهر ضياؤه، إن القرآن لَتبليغ رسول كريم- هو جبريل عليه السلام- له قوة فى تنفيذ ما يؤمر به، صاحبِ مكانة رفيعة عند الله، تطيعه الملائكة، مؤتمن على الوحى الذى ينزل به. وما محمد الذى تعرفونه بمجنون، ولقد رأى محمد جبريل الذى يأتيه بالرسالة فى الأفق العظيم, وما هو ببخيل فى تبليغ الوحي. وما هذا القرآن بقول شيطان رجيم, مطرود من رحمة الله، ولكنه كلام الله ووحيه. فأين تذهب بكم عقولكم فى التكذيب بالقرآن بعد هذه الحجج القاطعة؟ ما هو إلا موعظة من الله لجميع الناس، لمن شاء منكم أن يستقيم على الحق والإيمان, وما تشاؤون ولا تقدرون على ذلك، إلا بمشيئة الله رب الخلائق أجمعين. سبب نزول السورة: قال تعالى " وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين " عن سلمان بن موسى قال لما أنزل الله عز وجل ( لمن شاء منكم أن يستقيم) قال ذلك إلينا إن شئنا استقمنا وإن لم نشأ لم نستقم فأنزل الله تعالى " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين".