هل يمكن أن تكون أمراض الحيوانات الأليفة المنزلية خطيرة وتهدد صحة وسلامة وحياة الناس، وبخاصة الرضع والأطفال الصغار والنساء الحوامل وكبار السن؟ وهل تساهم فى ضعف المناعة؟.. يقول د .شريف حجاب أخصائى أمراض الجهاز الهضمى بمستشفى أحمد ماهر إن التقاط الناس للأمراض الحيوانية يكون عند التعرض للعض، أو الخدش، أو عند ملامسة طعام الإنسان، أو تلوثه بمنتجات نفايات الحيوانات أو ابتلاعها كاللعاب، أو البول أو البراز أو الوبر، وقد يصاب الإنسان أيضا بالمرض عبر نقل فراء أو ريش الحيوانات الأليفة جراثيم أو حشرات القراد والبراغيث وهذه الحشرات تصيب الإنسان بأمراض عديدة منها الثعلبة وهى من الأمراض المعدية التى يمكن أن تنتقل من الحيوان الأليف لمالكه وهى تعيش عدة أشهر بلا مأوى، وفى هذه الفترة يمكن للحيوان الأليف أن يلتقط العدوى الفطرية. والأعراض التى تظهر على الإنسان هى ظهور بقع حمراء دائرية على الجلد، وللوقاية يجب غسل الملاءات فى مياه ساخنة مرة أو مرتين فى الشهر وتجنب مشاركة الأغطية والبطانيات أو أدوات العناية الشخصية مع أصحاب الحيوانات الأليفة الآخرين. إضافة إلى مرض الدودة الأسطوانية (أو المدورة) وهى الطفيل الداخلى الأكثر شيوعاً وسط القطط، والديدان الأسطوانية أشبه بالمكرونة (الإسباكيتى) وطولها يصل لنحو أربع بوصات، ويمكن للقطط الصغيرة أن تصاب بهذه الديدان عبر حليب ملوث من أمهاتها، فى حين تلتقط القطط الأكبر سناً هذه الديدان عبر أكلها لحيوان قارض، وعندما يتعلق الأمر بالبشر، يصاب آلاف الأطفال بعدوى الديدان الأسطوانية سنوياً، وفى الحالات الأكثر حدة قد تصيب البشر بالعمى إذا لم يعالج الطفيل الذى ينقل العدوى، وأعراضها هى السعال وضيق التنفس وألم فى المعدة ودم فى مقعد التبرز. ويقول الخبراء إن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل واللاذعة والتين والزنجبيل، والزيتون والثوم يمكن ان تقى من الإصابة بعدوى الدودة الأسطوانية. أيضا من بين الأمراض دودة الإنكلوستوما وتعرف هذه الدودة أيضاً باسم دودة الإنسيلوستوما أو الدودة الشصّية، وهى تعيش على امتصاص البطانة المعوية للكلاب، وقد تتسبب بنزف دموى مهدد للحياة، خصوصاً لدى الجراء (الكلاب صغيرة السن). وبيض هذه الدودة الذى يوجد فى براز الحيوانات الأليفة، يمكن أن ينتقل عبر الجلد لأصحاب الحيوانات الأليفة إذا وطئت قدم عارية برازاً فى الفناء. وللوقاية العامة من جميع أنواع الديدان يجب جمع براز الكلب فى الفناء للحيلولة دون تفقيس الطفيل للبيض. أما مرض الجياردية فهى جنس من الطفيليات السوائط، تشيع أكثر وسط الكلاب مقارنة بالقطط، وهذا الطفيل المائى ذو الخلية المفردة يعيش فى الأنهار، والجداول والبحيرات. والأعراض التى تظهر على الحيوان والإنسان هى الإسهال وهناك أدوية مضادة للطفيل. ويضيف د. شريف أن الدودة الشريطية تصيب الأطفال أكثر من البالغين لأنهم يهملون غسل أيديهم قبل ملامستها لأفواههم والتهاب الدودة الشريطية مزعج لكنه سهل العلاج. أما الأعراض التى تظهر على الإنسان فهى ظهور قطع أشبه بحبات الأرز فى الغائط. وللوقاية يجب خلو الحيوانات الأليفة من البراغيث. وهناك مرض آخر يدعى (داء خدش القطة) وتحمل أذيال القطط فيروس «البارتونيلا» وتنقله عبر قرصة. وتشير تقديرات إلى أن 40% من القطط تحمل هذا الفيروس فى مرحلة ما من حياتها والأعراض التى تظهر على الإنسان هى احمرار وتورم صغير بالقرب من مكان العضة أو الخربشة وتورم وألم فى العقد الليمفاوية بالقرب من موقع العضة أو الخربشة وحمى وصداع وإرهاق وألم فى المفاصل واختلالات فى الجلد وفقدان بالوزن. وفى العادة يتلاشى هذا المرض من تلقاء نفسه، ولكن بعض الحالات تتطلب أخذ مضاد حيو، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من أجهزة مناعية ضعيفة.