حرب أكتوبر العظيمة وقائدها البطل الزعيم أنور السادات وجنود الوطن الأوفياء وشعب مصر العظيم الذى ذاق آلام الحروب وويلاتها حتى رفع رايات النصر خفاقة على كل شبر من أرض الوطن حررها واستردها من العدو، هذه التضحيات التى تجعلنا نعيش الآن بفخر رغم كل ما نتعرض له من احباطات واخفاقات متتالية هى نتاج صراع دائم لحروب غير مباشرة بعيدة عن المواجهات العسكرية، وإذا كنا قد حررنا الوطن فنحن لم ننزع من عقول الغرب وإسرائيل أفكار الاحتلال والهيمنة والسيطرة، فالشرق كان ومازال مطمعا للغرب منذ قديم الأزل وتصارع على احتلاله وغزوه معظم الإمبرطوريات الاستعمارية إلى أن جاء عصر الإمبراطوريتين الإنجليزية والفرنسية وبالتحديد بعد عقد اتفاقية سايكس- بيكو- التى تم توقيعها عام 1916 وكانت عبارة عن تفاهم سرى بين فرنسا وبريطانيا وبمصادقة من روسيا على اقتسام دول الهلال الخصيب وتحديد مناطق النفوذ فى غرب آسيا بعد تهاوى الإمبراطورية العثمانية، ولم يرحل الاحتلالان الإنجليزى والفرنسى عن الشرق إلا بعد أن زرع إسرائيل فى صفقة إنجليزية بدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية فى المنطقة لتكون سببا فى النزعات والحروب. وبعيدا عن البعد التاريخى فإسرائيل وبشكل عام هى المحرك الأساسى لكل حروب ونزاعات المنطقة بعد أن اقنعت حليفها الأمريكى بفكرة الشرق الأوسط الجديد وبدأ التنفيذ للمخطط عقب أحداث 11 سبتمبر مستغلين الحادث ودمرت أفغانستان ومن بعدها العراق وتم تقسيم السودان ودعم ثورات الربيع العربى ولكن كالعادة دائما الجيش المصرى أدرك فى وقت مبكر المعركة واستعد لهذا النوع من الحروب غير المباشرة الذى يستهدف إفشال الدولة ونجح فى تغيير مسار الثورة المصرية لطريقها الصحيح مما دفع الإدارة الأمريكية لوضع بعد تغيرات على مشروع الشرق الأوسط الجديد ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خريطة تظهر فيها خمس دول بالشرق الأوسط وقد قسمت إلى 14 دولة، وذلك بفعل النزاعات الطائفية فقد تم تقسيم سوريا إلى ثلاث دول هى: الدولة العلوية وكردستان السورية والدولة السنية أما السعودية، فتم تقسيمها إلى خمس دويلات هى السعودية الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية والدولة الوهابية أما اليمن فقد تم تقسيمه إلى دولتين وتم تقسيم ليبيا إلى ثلاث دويلات. ما أود أن أوضحه هو أن المعركة لا تزال مستمرة ولكن بطرق وآليات مختلفة عن المواجهات العسكرية ومصر هى المستهدف الرئيسى لأنها قلب الوطن العربى وبسقوط مصر لا قدر الله لا وجود للوطن العربى وهو ما أدركه الأشقاء العربى فدعموا ووقفوا بجانب ثورة 30 يونيو و لكن الخطر مازال موجودا ولن ينتهى فكل انتصار هو فوز بمعركة فى حرب دستورها هو بروتوكولات صهيون و الذى ترجم فى مفاهيم الشرق الأوسط الجديد والتى بدأت ملامحه تتحقق بعد انهيار سوريا وتقسيم السودان وافشال ليبيا والفوضى المرتقبة فى تونس وكل هذه الدول قريبة منا أو تتشارك معنا الحدود وهذا يعنى أن الخطر قريب فلا وقت للرفاهية السياسية وعلينا الانتباه إلى الوطن فقد انتصرنا فى معركة 73 وعلينا استكمال الحرب.