المدرسة عنوان للنظافة فى الحى أو القرية ولهذا يجب تربية الأطفال على مفهوم أن تلوث الهواء هو عدوهم الأول إذ يسبب زيادة معدلات سرطان الرئة وإعاقة اكتمال نمو الرئتين، ولابد كذلك من التوعية بمخاطر الحقيبة المدرسية، والاهتمام بعنصر الكالسيوم فى وجبات الأطفال أثناء الدراسة، وكشف علاقة اللبن بحساسية الأطفال. حول هذه المحاور دارت الندوة التى عقدت بمعهد الطفولة بجامعة عين شمس برعاية د.عمر الشوربجى عميد معهد الطفولة، وترأسها د. مجدى كرم الدين وكيل المعهد لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.. فى البداية، يؤكد الدكتور مجدى بدران استشارى طب الأطفال وزميل معهد الطفولة أنه يجب أن تكون المدرسة بداية لثورة فى التعليم البيئى بمنهج خاص لكل مدرسة حيث تنظم للطالب بيئتة الطبيعية والاجتماعية والنفسية وتكسبه خبرة تعليمية خاصة بمشكلات البيئة المحلية وتجعله يحافظ على أرصدة الوطن من الموارد البيئية فلتكن المدرسة مركز للحفاظ على البيئة. وأشار د.بدران إلى أن بعض الدراسات كشفت أن نسبة 80% من الطلبة يشتكون من حقيبة المدرسة، فبعض الطلبة يحملون خمسة كشاكيل كبيرة الحجم فإذا درس الطالب فى اليوم الواحد ست حصص دراسية فمن المتوقع حمله 30 كشكولاً إضافة للكتب لذلك لا غرابة أن تتعدى حقيبة المدرسة خمسة عشر كجم يحملها الطلبة على الأقل مما يتسبب فى آلام العضلات والمفاصل والشعور الدائم فيما بعد بالتعب ومشاكل بالضلوع وعضلات العنق وأعلى وأسفل الظهر والكتفين والساقين والقدمين وتقلص وتورم واعوجاج بالعمود الفقرى وميل بالعمود الفقرى لأحد الجانبين واكتساب وضع انحناء الظهر الذى يلازم الطفل طيلة حياته. فعند تجاوز وزن الحقيبة 10% من وزن الطفل تتأثر وظائف الرئة سلبياً نتيجة لميل العمود الفقرى جانبيا، وبالتالى تقييد حركة الرئة المعنية بالتنفس بيسر. وينصح الدكتور مجدى بدران بشراء حقيبة خفيفة الوزن ومبطنة ومجرورة (بعجل) والأفضل الحقيبة التى ترتكز على الكتفين ذات حمالتين عريضتين وقابلة للإطالة والتقصير ومزودة بحزام حول الخصر. لذلك يجب تعويد الطفل على استقامة الظهر خلال حمل الحقيبة المدرسية وارتكاز الحقيبة فى منتصف الظهر وعدم حمل الحقيبة على كتف واحد بل الكتفين وممارسة الرياضة خاصة التى تقوى عضلات الكتفين والظهر ويفضل وضع الحقيبة فى الفصل قبل الطابور لأن وضع الحقيبة على الأرض يلوثها يوميا بالأتربة والميكروبات والفطريات ومسببات الحساسية، وبالتإلى هذه الملوثات تنتقل لملابس الطلبة ومنازلهم فتزداد معدلات العدوى بالميكروبات وانتكاسات الحساسية الصدرية والأنفية والجلدية. وأوضح الدكتور مجدى بدران أن البعض ملتزم من الأطفال بتجنب الألبان خلال برامج علاج حساسية اللبن فتظهر أعراض حساسية اللبن فى صورة كحة وضيق بالتنفس وأصابع الاتهام تشير هنا للطباشير الطبى الذى وجد أنه يحتوى على مادة الكازيين المشتقة من لبن الأبقار. لذلك يوصى الدكتور مجدى بدران بضرورة البحث عن اسباب التحسس دوماً والعمل على تجنبها تماما أو الإقلال منها لضمان السيطرة على الحساسية وتمتع المريض بنمط حياة أفضل. فلبن الأبقار هو أكثر الأطعمة إحداثا للحساسية إذ يحتوى على 25 نوعاً من البروتينات التى تسبب الحساسية وأهم أنواع بروتينات اللبن التى تسبب الحساسية هو الكازيين 80% من بروتينات اللبن والبيتالا كتوجلوبيولين والألبومين البقرى، ولهذا يعد لبن الأبقار السبب الأول لحساسية الجلد عند الأطفال، ويؤدى تعريض الرضيع للبن فى عمر مبكر إلىحساسية اللبن التى تظل عادة خافية 7 سنوات حتى تظهر على هيئة حساسية الصدر، وحساسية الأنف، وحساسية جلدية وحساسية بالعين. وبعض بروتينات اللبن لها دور فى التمهيد للإصابة بمرض السكر لوجود تشابه فى التركيب البنائى بين جزيئات هذه البروتينات وخلايا البنكرياس التى تصنع هرمون الأنسولين وفى بعض الحالات ببدأ الجهاز المناعى فى محاولة تدمير جزيئات اللبن ولكن يختلط عليه الأمر فيدمر مصانع الأنسولين نفسها ويصاب الأطفال بالسكر. التسخين يقلل من حساسية اللبن وهذا يفسر لماذا لا يتحسس أغلب المصابين من لبن الأبقار من لحوم الأبقار المطهوه جيداً. وأخيرا يوصى الدكتور مجدى بدران بضرورة البحث عن أسباب التحسس دوماً والعمل على تجنبها تماما أو الإقلال منها لضمان السيطرة على الحساسية وتمتع المريض بنمط حياه أفضل.. كما تقلل الرضاعة الطبيعية من معدلات حساسية اللبن والتى يمكن الشفاء منها شريطة منع اللبن لفترة تحدد حسب كل مريض.