بشرى سارة بشأن ضريبة التصرفات العقارية.. وزير المالية يكشف التفاصيل    محاكمة كبرى لعمالقة السيارات الأوروبية في لندن.. بسبب التلاعب    البيت الأبيض: لقاء مثمر بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين في ميامي    هي دي الاستعدادات، فرنسا تواجه البرازيل وكولومبيا وديا قبل كأس العالم 2026    الأردن يتطلع للتألق في كأس العالم 2026.. «النشامي»: مُستعدون لمواجهة الكبار    أمواج تصل إلى 3 أمتار، تحذير من اضطراب كبير في الملاحة بالبحر الأحمر وخليجي السويس والعقبة    إجراءات صارمة بعد فيديو السخرية من مدرسة الإسكندرية    بث مباشر.. ليفربول يواجه ليدز يونايتد في معركة مصيرية للبريميرليج الليلة    اليوم، ضعف المياه عن 10 قرى بالأقصر بسبب انقطاع الكهرباء عن محطات العديسات    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات    كشفتها الأجهزة الأمنيةl أساليب جديدة لغسيل الأموال عبر المنصات الرقمية    عائلة أم كلثوم يشاهدون العرض الخاص لفيلم "الست" مع صناعه وأبطاله، شاهد ماذا قالوا (فيديو)    ملامح خريطة دراما رمضان 2026    في ذكرى رحيله.. «واحد من الناس» يحتفي بعمار الشريعي ويكشف أسرارًا لأول مرة    «آخرساعة» تكشف المفاجأة.. أم كلثوم تعلمت الإنجليزية قبل وفاتها ب22 عامًا!    آمال ماهر تتألق بأغانى من السنة للسنة ولو كان بخاطرى فى مهرجان الفسطاط.. صور    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    رغم العزوف والرفض السلبي .. "وطنية الانتخابات" تخلي مسؤوليتها وعصابة الانقلاب تحملها للشعب    «تصدير البيض» يفتح باب الأمل لمربي الدواجن    حفل توقيع كتاب «حوارات.. 13 سنة في رحلة مع البابا تواضروس» بالمقر البابوي    بوتين: نسعى لعالم متعدد الأقطاب للحفاظ على هوية الدول واحترام سيادتها    عمرو مصطفى وظاظا يحتلان المرتبة الأولى في تريند يوتيوب أسبوعًا كاملًا    بدائل طبيعية للمكمّلات.. أطعمة تمنحك كل الفائدة    قائمة أطعمة تعزز صحتك بأوميجا 3    شاهد لحظة نقل الطفل المتوفى بمرسى المعديات فى بورسعيد.. فيديو    خبير اقتصادي: الغاز الإسرائيلي أرخص من القطري بضعفين.. وزيادة الكهرباء قادمة لا محالة    منافس مصر – لاعب بلجيكا السابق: موسم صلاح أقل نجاحا.. ومجموعتنا من الأسهل    اليوم.. محاكمة عصام صاصا و15آخرين في مشاجرة ملهى ليلي بالمعادي    قائمة بيراميدز - عودة الشناوي أمام بتروجت في الدوري    منافس مصر - مدافع نيوزيلندا: مراقبة صلاح تحد رائع لي ومتحمس لمواجهته    قوات الاحتلال تعتقل عددا من الشبان الفلطسينيين خلال اقتحام بلدة بدو    النائب عادل زيدان: التسهيلات الضريبية تدعم الزراعة وتزيد قدرة المنتج المصري على المنافسة    كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب    الأردن يرحب بتمديد ولاية وكالة الأونروا حتى عام 2029    رويترز: تبادل إطلاق نار كثيف بين باكستان وأفغانستان في منطقة حدودية    محمد موسى يكشف كواليس جديدة عن فاجعة مدرسة «سيدز»    «بيصور الزباين».. غرفة تغيير ملابس السيدات تكشف حقية ترزي حريمي بالمنصورة    نتنياهو بعد غزة: محاولات السيطرة على استخبارات إسرائيل وسط أزمة سياسية وأمنية    وفاة عمة الفنان أمير المصري    عالم مصريات ل«العاشرة»: اكتشاف أختام مصرية قديمة فى دبى يؤكد وجود علاقات تجارية    تفاصيل مثيرة في قضية "سيدز"| محامي الضحايا يكشف ما أخفته التسجيلات المحذوفة    "بيطري الشرقية" يكشف تفاصيل جديدة عن "تماسيح الزوامل" وسبب ظهورها المفاجئ    مسئول أمريكى: قوة الاستقرار الدولية فى غزة قد تُصبح واقعًا أوائل عام 2026    أزمة أم مجرد ضجة!، مسئول بيطري يكشف خطورة ظهور تماسيح بمصرف الزوامل في الشرقية    البلدوزر يؤكد استمرار حسام حسن وتأهل الفراعنة فى كأس العالم مضمون.. فيديو    تباين الأسهم الأوروبية في ختام التعاملات وسط ترقب لاجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل    الصحة تفحص أكثر من 7 ملايين طالب ضمن مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم بالمدارس    القاصد يهنئ محافظ المنوفية بانضمام شبين الكوم لشبكة اليونسكو لمدن التعلم 2025    وزارة الداخلية تحتفل باليوم العالمي لذوى الإعاقة وتوزع كراسى متحركة (فيديو وصور)    دعاء الرزق وأثره في تفريج الهم وتوسيع الأبواب المغلقة وزيادة البركة في الحياة    عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة يوضح أسباب تفشّي العدوى في الشتاء    كيف أتجاوز شعور الخنق والكوابيس؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    «الطفولة والأمومة» يضيء مبناه باللون البرتقالي ضمن حملة «16يوما» لمناهضة العنف ضد المرأة والفتاة    لتعزيز التعاون الكنسي.. البابا تواضروس يجتمع بأساقفة الإيبارشيات ورؤساء الأديرة    خشوع وسكينه....أبرز اذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    استشاري حساسية: المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات وتضر المناعة    كيف تُحسب الزكاة على الشهادات المُودَعة بالبنك؟    ننشر آداب وسنن يفضل الالتزام بها يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشعراوى» يتسبب فى «إحراج» علماء الأزهر
نشر في أكتوبر يوم 15 - 09 - 2013

الشيخ محمد متولى الشعرواى «لم يمت» وأنه كان ممن انطبق عليهم قول الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) «إن الله يبعث على رأس كل 100عام من يجدد لهم إيمانهم» وأنه كان لديه علم لدنّى لايعطيه الله إلا لعباده المخلصين، هذا ما أكده علماء الأزهر خاصة بعد أن خرجت علينا تسجيلاته التى تشفى أمراض الأمة وكأنه بعث بينا وبالتحديد فى تعريفه «للثائر الحق» والآخر الذى يصف فيه جند مصر. وفى البداية استند د. محمود مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بقول رسول ( صلى الله عليه و سلم ) «إن الله يبعث على رأس كل 100 سنة من يجدد لهم دينهم» وأنا من الذين يؤكدون وغيرى كثير أن الشيخ محمد متولى الشعرواى على رأس هذه المائة، وذلك لصفات عديدة منها علمه الغزير الذى سبق به القاصى والُدانى، عدا الصحابة والتابعين.
وأضاف أن الشيخ محمد متولى الشعرواى جمع بين العديد من العلوم مثل النحو والصرف والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ وعلوم القرآن - والفكر المعاصر والفكر القديم، بالإضافة إلى ما منحه من صفاء وعلم إلهامى من الله عز وجل، موضحا أن العلم ينقسم إلى قسمين، علم مكتسب ينال بالبحث والدرس، وعلم لُدنى وهو ينقسم إلى قسمين علم وحى للأنبياء وعلم إلهام للأولياء، والشيخ الشعرواى جمع بين العلم والمكتسب والإلهامى الذى منحه الله إياه.
وتابع هنا أن كل علماء مصر «عيال» فى حضرة درس الشيخ الشعرواى قائلًا: وأنا كعضو هيئة كبار علماء عندما أجلس وهو يتحدث، فأكون كالطفل الصغير أمام الأستاذ ذى العلم الغزير الذىسبق به كل معاصريه»، فعلمه ملأ الدنيا شرقًا وغربًا حتى أشعرنا بأنه يعيش بيننا، فالعلم الذى أذاعه على الناس قديما يناسب ما نعانى منه من أزمات وما نمر به من ظروف، فانظر إلى تعريفه ل «الثائر الحق» والذى انتشر عقب ثورة 25 يناير، وانظر إلى التسجيل الصوتى الذى يذاع علينا الآن ليل نهار والذى يتحدث عن مصر والمصريين وجند مصر وأنهم رباط إلى يوم القيامة وكأنه يرى ما يتعرضون له الآن من حملات للترويع على أيدى المغرضين والمدفوعين وكأنه يقصد أناسًا بعينهم لم يخفوا من أحد.
وأكد مهنا لا يستطيع شخص مثلى أن يحكم عليه، لكن الزمن نفسه أثبت لنا علمه الذى سبق به زمانه، وكأنه على الساحة الآن، موضحا «أن أهم الأسباب وراء وصوله إلى هذه الدرجة وقراءته المتأنية لكل العلوم، فكان يقرأ ويستنبط... واستند الأستاذ بجامعة الأزهر إلى بيت الشعر الذى يقول»
وإنى وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لايستطعه الأوائل
مؤكدا أن هذا البيت ينطبق على الشيخ الشعرواى الذى ملأ الدنيا فكرًا يتجدد مع الأزمان.
واختتم د. مهنا كلامه قائلا: «إن انتشار التسجيلات الخاصة بالشيخ الشعرواى.. والمرتبطة بالأحداث، يرجع إلى مصداقيته وعلمه الغزير الذى طابق العصر الذى فيه..موضحا أن هناك علماء على الساحة يجب ألا نقلل من قدرهم، لكن الشيخ الشعرواى سبقهم.
فى حين قال د. حمدى طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن الشيخ محمد متولى الشعراوى ليست لديه كاريزما كما كان يوصفه البعض.. بل كان رجلًا عاديا عاش أكثر من ثلثى عمره مغمورًا بين علماء .. لكن منحه الله منحته التى لم يعطها لأحد وهى العلم «اللدُنى» الذى لا يعطى لأحد إلا بعد عدة أمور منها الإيمان الصادق، والإحساس بالقضية التى يتحدث عنها، والإخلاص فى الدعوة موضحا أنه عندما يخلص الإنسان يصل إلى قلوب الناس، وعندما يحسن الإنسان فى علمه فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وتابع: أن العلم اللدُنى هو الذى ذكره المولى عز وجل فى قصة سيدنا موسى مع الخضر فى قوله تعالى: (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) .. موضحًا أن الشيخ الشعراوى كان يمتاز بأنه يفسر الآية من القرآن، ويبين معانيها للمستمعين بشواهد الناس التى تعاصرها وتعيش فيها، مضيفًا أنه عندما أخلص فى إيمانه وعلمه ودعوته وجعلها خالصة لله، لا رياء فيها ولا سمعة، وصلت رسالته لقلوب الناس ومازالت باقية بعد مماته، كما كان يمتاز - رحمة الله عليه - بالتواضع الجّم، فكان يقدم كل من يرى فيه علما على نفسه.. أو من تواضع لله رفعه».
وتابع: أن الشيخ الشعراوى ظهر فى حقبة من الزمن قل أن نجد فيها عالما مخلصا لله.. فكم من القنوات الفضائية وجدت، وكم من المتحدثين يخرجون على شاشاتها، ولا أثر لها عند متلقى تلك الرسالة، موضحًا أن هذا إن دل على شىء فليس فى القنوات بل فى مرسل الرسالة، الذى لو أخلص النية لله وأخلص فى عمله، وتجرد من الدنيا، التف الناس حوله ووصلت رسالته.
وقال: «إن الشيخ الشعراوى لم يكن يباهى بنفسه، ولم يقل إنه يفسر القرآن»، بل كان يقول: «تلك خواطرى حول تفسير القرآن».. مشيرًا إلى أن الأمر الأهم الذى يجب أن يقتدى به العلماء أنه كان يمتاز برحمة وكان يعد من أئمة الوسطية الفكرية فى الإسلام، فلم يفرط ولم يغال فى أقواله.. وتلك قضية نحن أحوج من نكون إليها فى هذا التوقيت، مؤكدًا أن هذه كلها مزايا جعلت كلامه مازال يردده الناس.
واستند على ذلك بقصة لأحد الصالحين كان إذا صعد المنبر وتحدث بكت الناس، فسأله ولده «يا أبى الناس تقف على المنبر يتحدثون أمام النائحة.. فلماذا إذا تحدثت أنت بكت الناس».. فقال لولده: «يا بنى ليست النائحة - التى تؤجر عن الميت - كالثكلى التى سقط ولدها»، فعندما يتحدث المرء بقضية مؤمن بها تصل إلى قلوب الناس، أما عندما يؤجر فدعوته هباء منثورًا، تنتهى بانتهاء كلامه ولا يلتفت لها أحد من الناس.
أما د. محمد الشحات الجندى الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول عن الشيخ محمد متولى الشعراوى إنه كان لديه حس يربط بين النص والواقع.. وهذا الربط والإسقاط على الواقع كان يتفرد به الشيخ الشعراوى عن الذين يفسرون القرآن الكريم، موضحًا أن هناك طريقة تقليدية للتفسير بأن يبين المعنى ثم الأحكام التى تأخذ من أقوال العلماء. كما كان يتمتع ببصيرة تجعله أنه بافعل ينزل الهداية القرآنية على ما يراه فيما يحدث من حوله، فهو رصد من أحوال الأمة الإسلامية ما تعانيه من أفكار مغلوطة ووضع يده على آفات متعددة على الشخصية المسلمة وما طرأ عليها من متغيرات، واستطاع أن يبسّط الواقع ليس فقط بالنقد بل كان يقوم بتقديم الحلول.. وهذا ما ظهر فى تعريفه للثائر الحق، كما وضع يده على مسائل أخرى وأمور متعددة وحاول بالفعل أن يصحح التصور لدى بعض الناس والدعاه الذين يقدمون خطابات مغلوطة تحقق له هدف ومآرب من وراء ذلك، وقال إن ذلك جناية على الأمة وتقديم خاطئ على المفهوم العقدى.
وتابع الجندى أن الشيخ الشعراوى «لم يمت» ومازال يفاجئنا بتفسيرات قديمة له ستشعر أن هذا وقتها، كما لديه قدرة على تحليل الألفاظ وأن يغوص فى أعماق النص، ولكن كلما غاص استطاع أن يخرج الدرر، وهذا ما نجح فيه بفضل تمكنه من اللغة وفقه المقاصد، وحضوره غير العادى، وبساطته فى الكلمات والمفردات، عكس من نراه على الساحة الآن من الذين يستخدمون مصطلحات أكاديمية، هذا إلى جانب إخلاصه، وهذه مهمة بالنسبة للداعية فلم يكن لديه هذا بالدرجة الأولى عكس الداعية فى هذا اليوم.. فنراه قبل أن يخرج على الشاشة يسأل كم يأخذ، فكان رحمه الله يؤمن بالنصوص القرآنية التى تقول: ( ونزلنا عليك الكتب تبينا لكل شىء ) ، وقوله: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ). وجميعها كانت مغروسة فيها.
لايعطيه الله إلا لعباده المخلصين، هذا ما أكده علماء الأزهر خاصة بعد أن خرجت علينا تسجيلاته التى تشفى أمراض الأمة وكأنه بعث بينا وبالتحديد فى تعريفه «للثائر الحق» والآخر الذى يصف فيه جند مصر. وفى البداية استند د. محمود مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بقول رسول ( صلى الله عليه و سلم ) «إن الله يبعث على رأس كل 100 سنة من يجدد لهم دينهم» وأنا من الذين يؤكدون وغيرى كثير أن الشيخ محمد متولى الشعرواى على رأس هذه المائة، وذلك لصفات عديدة منها علمه الغزير الذى سبق به القاصى والُدانى، عدا الصحابة والتابعين.
وأضاف أن الشيخ محمد متولى الشعرواى جمع بين العديد من العلوم مثل النحو والصرف والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ وعلوم القرآن - والفكر المعاصر والفكر القديم، بالإضافة إلى ما منحه من صفاء وعلم إلهامى من الله عز وجل، موضحا أن العلم ينقسم إلى قسمين، علم مكتسب ينال بالبحث والدرس، وعلم لُدنى وهو ينقسم إلى قسمين علم وحى للأنبياء وعلم إلهام للأولياء، والشيخ الشعرواى جمع بين العلم والمكتسب والإلهامى الذى منحه الله إياه.
وتابع هنا أن كل علماء مصر «عيال» فى حضرة درس الشيخ الشعرواى قائلًا: وأنا كعضو هيئة كبار علماء عندما أجلس وهو يتحدث، فأكون كالطفل الصغير أمام الأستاذ ذى العلم الغزير الذىسبق به كل معاصريه»، فعلمه ملأ الدنيا شرقًا وغربًا حتى أشعرنا بأنه يعيش بيننا، فالعلم الذى أذاعه على الناس قديما يناسب ما نعانى منه من أزمات وما نمر به من ظروف، فانظر إلى تعريفه ل «الثائر الحق» والذى انتشر عقب ثورة 25 يناير، وانظر إلى التسجيل الصوتى الذى يذاع علينا الآن ليل نهار والذى يتحدث عن مصر والمصريين وجند مصر وأنهم رباط إلى يوم القيامة وكأنه يرى ما يتعرضون له الآن من حملات للترويع على أيدى المغرضين والمدفوعين وكأنه يقصد أناسًا بعينهم لم يخفوا من أحد.
وأكد مهنا لا يستطيع شخص مثلى أن يحكم عليه، لكن الزمن نفسه أثبت لنا علمه الذى سبق به زمانه، وكأنه على الساحة الآن، موضحا «أن أهم الأسباب وراء وصوله إلى هذه الدرجة وقراءته المتأنية لكل العلوم، فكان يقرأ ويستنبط... واستند الأستاذ بجامعة الأزهر إلى بيت الشعر الذى يقول»
وإنى وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لايستطعه الأوائل
مؤكدا أن هذا البيت ينطبق على الشيخ الشعرواى الذى ملأ الدنيا فكرًا يتجدد مع الأزمان.
واختتم د. مهنا كلامه قائلا: «إن انتشار التسجيلات الخاصة بالشيخ الشعرواى.. والمرتبطة بالأحداث، يرجع إلى مصداقيته وعلمه الغزير الذى طابق العصر الذى فيه..موضحا أن هناك علماء على الساحة يجب ألا نقلل من قدرهم، لكن الشيخ الشعرواى سبقهم.
فى حين قال د. حمدى طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن الشيخ محمد متولى الشعراوى ليست لديه كاريزما كما كان يوصفه البعض.. بل كان رجلًا عاديا عاش أكثر من ثلثى عمره مغمورًا بين علماء .. لكن منحه الله منحته التى لم يعطها لأحد وهى العلم «اللدُنى» الذى لا يعطى لأحد إلا بعد عدة أمور منها الإيمان الصادق، والإحساس بالقضية التى يتحدث عنها، والإخلاص فى الدعوة موضحا أنه عندما يخلص الإنسان يصل إلى قلوب الناس، وعندما يحسن الإنسان فى علمه فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وتابع: أن العلم اللدُنى هو الذى ذكره المولى عز وجل فى قصة سيدنا موسى مع الخضر فى قوله تعالى: (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) .. موضحًا أن الشيخ الشعراوى كان يمتاز بأنه يفسر الآية من القرآن، ويبين معانيها للمستمعين بشواهد الناس التى تعاصرها وتعيش فيها، مضيفًا أنه عندما أخلص فى إيمانه وعلمه ودعوته وجعلها خالصة لله، لا رياء فيها ولا سمعة، وصلت رسالته لقلوب الناس ومازالت باقية بعد مماته، كما كان يمتاز - رحمة الله عليه - بالتواضع الجّم، فكان يقدم كل من يرى فيه علما على نفسه.. أو من تواضع لله رفعه».
وتابع: أن الشيخ الشعراوى ظهر فى حقبة من الزمن قل أن نجد فيها عالما مخلصا لله.. فكم من القنوات الفضائية وجدت، وكم من المتحدثين يخرجون على شاشاتها، ولا أثر لها عند متلقى تلك الرسالة، موضحًا أن هذا إن دل على شىء فليس فى القنوات بل فى مرسل الرسالة، الذى لو أخلص النية لله وأخلص فى عمله، وتجرد من الدنيا، التف الناس حوله ووصلت رسالته.
وقال: «إن الشيخ الشعراوى لم يكن يباهى بنفسه، ولم يقل إنه يفسر القرآن»، بل كان يقول: «تلك خواطرى حول تفسير القرآن».. مشيرًا إلى أن الأمر الأهم الذى يجب أن يقتدى به العلماء أنه كان يمتاز برحمة وكان يعد من أئمة الوسطية الفكرية فى الإسلام، فلم يفرط ولم يغال فى أقواله.. وتلك قضية نحن أحوج من نكون إليها فى هذا التوقيت، مؤكدًا أن هذه كلها مزايا جعلت كلامه مازال يردده الناس.
واستند على ذلك بقصة لأحد الصالحين كان إذا صعد المنبر وتحدث بكت الناس، فسأله ولده «يا أبى الناس تقف على المنبر يتحدثون أمام النائحة.. فلماذا إذا تحدثت أنت بكت الناس».. فقال لولده: «يا بنى ليست النائحة - التى تؤجر عن الميت - كالثكلى التى سقط ولدها»، فعندما يتحدث المرء بقضية مؤمن بها تصل إلى قلوب الناس، أما عندما يؤجر فدعوته هباء منثورًا، تنتهى بانتهاء كلامه ولا يلتفت لها أحد من الناس.
أما د. محمد الشحات الجندى الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول عن الشيخ محمد متولى الشعراوى إنه كان لديه حس يربط بين النص والواقع.. وهذا الربط والإسقاط على الواقع كان يتفرد به الشيخ الشعراوى عن الذين يفسرون القرآن الكريم، موضحًا أن هناك طريقة تقليدية للتفسير بأن يبين المعنى ثم الأحكام التى تأخذ من أقوال العلماء. كما كان يتمتع ببصيرة تجعله أنه بافعل ينزل الهداية القرآنية على ما يراه فيما يحدث من حوله، فهو رصد من أحوال الأمة الإسلامية ما تعانيه من أفكار مغلوطة ووضع يده على آفات متعددة على الشخصية المسلمة وما طرأ عليها من متغيرات، واستطاع أن يبسّط الواقع ليس فقط بالنقد بل كان يقوم بتقديم الحلول.. وهذا ما ظهر فى تعريفه للثائر الحق، كما وضع يده على مسائل أخرى وأمور متعددة وحاول بالفعل أن يصحح التصور لدى بعض الناس والدعاه الذين يقدمون خطابات مغلوطة تحقق له هدف ومآرب من وراء ذلك، وقال إن ذلك جناية على الأمة وتقديم خاطئ على المفهوم العقدى.
وتابع الجندى أن الشيخ الشعراوى «لم يمت» ومازال يفاجئنا بتفسيرات قديمة له ستشعر أن هذا وقتها، كما لديه قدرة على تحليل الألفاظ وأن يغوص فى أعماق النص، ولكن كلما غاص استطاع أن يخرج الدرر، وهذا ما نجح فيه بفضل تمكنه من اللغة وفقه المقاصد، وحضوره غير العادى، وبساطته فى الكلمات والمفردات، عكس من نراه على الساحة الآن من الذين يستخدمون مصطلحات أكاديمية، هذا إلى جانب إخلاصه، وهذه مهمة بالنسبة للداعية فلم يكن لديه هذا بالدرجة الأولى عكس الداعية فى هذا اليوم.. فنراه قبل أن يخرج على الشاشة يسأل كم يأخذ، فكان رحمه الله يؤمن بالنصوص القرآنية التى تقول: ( ونزلنا عليك الكتب تبينا لكل شىء ) ، وقوله: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ). وجميعها كانت مغروسة فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.