مواعيد مباريات اليوم السبت في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة    الاَن رابط نتيجة الصف الثاني الابتدائي بالقاهرة 2025.. استعلم عنها فور ظهورها رسمياً    اليوم.. نظر محاكمة المتهمين في خلية "داعش العمرانية الثانية"    محاكمة أكبر متهم بتزوير الشهادات الجامعية والمهنية بوادي النطرون    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 6 متهمين فى واقعة انفجار خط غاز الواحات    تامر حسني يدعم كزبرة بعد أول حفل يجمعهما: «كمل يا وحش.. أخوك في ضهرك»    أغرب حكايات اضطراب النوم من داخل معمل «السلطان»    45 دقيقة تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. السبت 24 مايو 2025    122 ألفا و572 طالبا بالصف الثاني الإعدادي بالدقهلية يؤدون امتحاني اللغة الأجنبية والهندسة    عيد الأضحى 2025.. أسعار الخراف والماعز في أسواق الشرقية    نبيلة مكرم عن شيخ الأزهر:" ما بقلوش غير أبويا وما استحملش عليه كلمة"    أخصائية اجتماعية تكشف أسباب ظهور سلوكيات عصبية الأطفال    ميلاد جديد ل«تاريخ لا يغيب».. العالم يترقب «سيمفونية الخلود» على أرض الأهرامات    د. هشام عبدالحكم يكتب: خد وهات.. لتبسيط المفاهيم الصحية    «ترانس جاس» تنفي شائعة تسرب الغاز بكفر الشيخ    هزة أرضية بقوة 3 ريختر تضرب جزيرة كريت في اليونان    "تاس": طائرة تقل 270 جندياً روسياً أُعيدوا من الأسر الأوكراني هبطت فى موسكو    نبيلة مكرم عن أزمة ابنها: قررت اتشعبط في ربنا.. وابتلاء رامي كشف لي أنا جيت الدنيا ليه    تعاون شبابي عربي لتعزيز الديمقراطية برعاية "المصري الديمقراطي"    «مش شبه الأهلي».. رئيس وادي دجلة يكشف رأيه في إمام عاشور    نجاح مركز طب وجراحة العيون بكفر الشيخ في إجراء جراحة دقيقة لزراعة طبقية قرنية    رابط نتيجة الصف الأول الابتدائي بالقاهرة 2025 وخطوات الاستعلام عبر بوابة التعليم الأساسي    حملات أمنية لردع الخارجين عن القانون في العبور| صور    نشرة التوك شو| الاتحاد الأوروبي يدعم مصر ماليا بسبب اللاجئين.. والضرائب تفتح "صفحة جديدة" مع الممولين    خبيرة أسرية: البيت بلا حب يشبه "بيت مظلم" بلا روح    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    الحالية أكثر| 77 عامًا على النكبة.. وفرصة أخيرة لحل الدولتين    ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50%    حرب شائعات.. المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي معلومات مغلوطة بشأن تصدير المانجو    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة    حلمي طولان: تراجعنا عن تعيين البدري مدربًا للمنتخب لهذا السبب    واشنطن ترفع العقوبات عن موانئ اللاذقية وطرطوس والبنوك السورية    الضرائب: أي موظف يستطيع معرفة مفردات المرتب بالرقم القومي عبر المنظومة الإلكترونية    صور عودة 71 مصريا من ليبيا تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي    ترامب والشرق الأوسط.. خطط مخفية أم وعود حقيقية؟!    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم    الأرصاد الجوية: طقس الغد شديد الحرارة نهارا والعظمى بالقاهرة 37 درجة    مصر تعيد 71 مواطنا مصريًا من ليبيا    وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ    سعر الذهب اليوم السبت 24 مايو محليا وعالميا بعد الارتفاع.. بكام عيار 21 الآن؟    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 24 مايو 2025    إسقاط كومو لا يكفي.. إنتر ميلان يخسر لقب الدوري الإيطالي بفارق نقطة    "الظروف القهرية يعلم بها القاصي والداني".. بيراميدز يوضح تفاصيل شكواه للمحكمة الرياضية بشأن انسحاب الأهلي أمام الزمالك    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    "الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور    نابولي يهزم كالياري بهدفين ويحصد لقب الدوري الإيطالي    تعرف على نتائج المصريين فى اليوم الثانى لبطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    وزير الزراعة: صادرات مصر الزراعية إلى السعودية تتجاوز 12% من إجمالي صادراتها للعالم    قبول 648 مدرسًا جديدًا ببني سويف ضمن مسابقة 30 ألف معلم    نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه    أخبار × 24 ساعة.. حصاد 3.1 مليون فدان قمح وتوريد أكثر من 3.2 مليون طن    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    بحضور انتصار السيسي، "القومي لذوي الهمم" ينظم احتفالية "معًا نقدر"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشعراوى» يتسبب فى «إحراج» علماء الأزهر
نشر في أكتوبر يوم 15 - 09 - 2013

الشيخ محمد متولى الشعرواى «لم يمت» وأنه كان ممن انطبق عليهم قول الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) «إن الله يبعث على رأس كل 100عام من يجدد لهم إيمانهم» وأنه كان لديه علم لدنّى لايعطيه الله إلا لعباده المخلصين، هذا ما أكده علماء الأزهر خاصة بعد أن خرجت علينا تسجيلاته التى تشفى أمراض الأمة وكأنه بعث بينا وبالتحديد فى تعريفه «للثائر الحق» والآخر الذى يصف فيه جند مصر. وفى البداية استند د. محمود مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بقول رسول ( صلى الله عليه و سلم ) «إن الله يبعث على رأس كل 100 سنة من يجدد لهم دينهم» وأنا من الذين يؤكدون وغيرى كثير أن الشيخ محمد متولى الشعرواى على رأس هذه المائة، وذلك لصفات عديدة منها علمه الغزير الذى سبق به القاصى والُدانى، عدا الصحابة والتابعين.
وأضاف أن الشيخ محمد متولى الشعرواى جمع بين العديد من العلوم مثل النحو والصرف والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ وعلوم القرآن - والفكر المعاصر والفكر القديم، بالإضافة إلى ما منحه من صفاء وعلم إلهامى من الله عز وجل، موضحا أن العلم ينقسم إلى قسمين، علم مكتسب ينال بالبحث والدرس، وعلم لُدنى وهو ينقسم إلى قسمين علم وحى للأنبياء وعلم إلهام للأولياء، والشيخ الشعرواى جمع بين العلم والمكتسب والإلهامى الذى منحه الله إياه.
وتابع هنا أن كل علماء مصر «عيال» فى حضرة درس الشيخ الشعرواى قائلًا: وأنا كعضو هيئة كبار علماء عندما أجلس وهو يتحدث، فأكون كالطفل الصغير أمام الأستاذ ذى العلم الغزير الذىسبق به كل معاصريه»، فعلمه ملأ الدنيا شرقًا وغربًا حتى أشعرنا بأنه يعيش بيننا، فالعلم الذى أذاعه على الناس قديما يناسب ما نعانى منه من أزمات وما نمر به من ظروف، فانظر إلى تعريفه ل «الثائر الحق» والذى انتشر عقب ثورة 25 يناير، وانظر إلى التسجيل الصوتى الذى يذاع علينا الآن ليل نهار والذى يتحدث عن مصر والمصريين وجند مصر وأنهم رباط إلى يوم القيامة وكأنه يرى ما يتعرضون له الآن من حملات للترويع على أيدى المغرضين والمدفوعين وكأنه يقصد أناسًا بعينهم لم يخفوا من أحد.
وأكد مهنا لا يستطيع شخص مثلى أن يحكم عليه، لكن الزمن نفسه أثبت لنا علمه الذى سبق به زمانه، وكأنه على الساحة الآن، موضحا «أن أهم الأسباب وراء وصوله إلى هذه الدرجة وقراءته المتأنية لكل العلوم، فكان يقرأ ويستنبط... واستند الأستاذ بجامعة الأزهر إلى بيت الشعر الذى يقول»
وإنى وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لايستطعه الأوائل
مؤكدا أن هذا البيت ينطبق على الشيخ الشعرواى الذى ملأ الدنيا فكرًا يتجدد مع الأزمان.
واختتم د. مهنا كلامه قائلا: «إن انتشار التسجيلات الخاصة بالشيخ الشعرواى.. والمرتبطة بالأحداث، يرجع إلى مصداقيته وعلمه الغزير الذى طابق العصر الذى فيه..موضحا أن هناك علماء على الساحة يجب ألا نقلل من قدرهم، لكن الشيخ الشعرواى سبقهم.
فى حين قال د. حمدى طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن الشيخ محمد متولى الشعراوى ليست لديه كاريزما كما كان يوصفه البعض.. بل كان رجلًا عاديا عاش أكثر من ثلثى عمره مغمورًا بين علماء .. لكن منحه الله منحته التى لم يعطها لأحد وهى العلم «اللدُنى» الذى لا يعطى لأحد إلا بعد عدة أمور منها الإيمان الصادق، والإحساس بالقضية التى يتحدث عنها، والإخلاص فى الدعوة موضحا أنه عندما يخلص الإنسان يصل إلى قلوب الناس، وعندما يحسن الإنسان فى علمه فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وتابع: أن العلم اللدُنى هو الذى ذكره المولى عز وجل فى قصة سيدنا موسى مع الخضر فى قوله تعالى: (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) .. موضحًا أن الشيخ الشعراوى كان يمتاز بأنه يفسر الآية من القرآن، ويبين معانيها للمستمعين بشواهد الناس التى تعاصرها وتعيش فيها، مضيفًا أنه عندما أخلص فى إيمانه وعلمه ودعوته وجعلها خالصة لله، لا رياء فيها ولا سمعة، وصلت رسالته لقلوب الناس ومازالت باقية بعد مماته، كما كان يمتاز - رحمة الله عليه - بالتواضع الجّم، فكان يقدم كل من يرى فيه علما على نفسه.. أو من تواضع لله رفعه».
وتابع: أن الشيخ الشعراوى ظهر فى حقبة من الزمن قل أن نجد فيها عالما مخلصا لله.. فكم من القنوات الفضائية وجدت، وكم من المتحدثين يخرجون على شاشاتها، ولا أثر لها عند متلقى تلك الرسالة، موضحًا أن هذا إن دل على شىء فليس فى القنوات بل فى مرسل الرسالة، الذى لو أخلص النية لله وأخلص فى عمله، وتجرد من الدنيا، التف الناس حوله ووصلت رسالته.
وقال: «إن الشيخ الشعراوى لم يكن يباهى بنفسه، ولم يقل إنه يفسر القرآن»، بل كان يقول: «تلك خواطرى حول تفسير القرآن».. مشيرًا إلى أن الأمر الأهم الذى يجب أن يقتدى به العلماء أنه كان يمتاز برحمة وكان يعد من أئمة الوسطية الفكرية فى الإسلام، فلم يفرط ولم يغال فى أقواله.. وتلك قضية نحن أحوج من نكون إليها فى هذا التوقيت، مؤكدًا أن هذه كلها مزايا جعلت كلامه مازال يردده الناس.
واستند على ذلك بقصة لأحد الصالحين كان إذا صعد المنبر وتحدث بكت الناس، فسأله ولده «يا أبى الناس تقف على المنبر يتحدثون أمام النائحة.. فلماذا إذا تحدثت أنت بكت الناس».. فقال لولده: «يا بنى ليست النائحة - التى تؤجر عن الميت - كالثكلى التى سقط ولدها»، فعندما يتحدث المرء بقضية مؤمن بها تصل إلى قلوب الناس، أما عندما يؤجر فدعوته هباء منثورًا، تنتهى بانتهاء كلامه ولا يلتفت لها أحد من الناس.
أما د. محمد الشحات الجندى الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول عن الشيخ محمد متولى الشعراوى إنه كان لديه حس يربط بين النص والواقع.. وهذا الربط والإسقاط على الواقع كان يتفرد به الشيخ الشعراوى عن الذين يفسرون القرآن الكريم، موضحًا أن هناك طريقة تقليدية للتفسير بأن يبين المعنى ثم الأحكام التى تأخذ من أقوال العلماء. كما كان يتمتع ببصيرة تجعله أنه بافعل ينزل الهداية القرآنية على ما يراه فيما يحدث من حوله، فهو رصد من أحوال الأمة الإسلامية ما تعانيه من أفكار مغلوطة ووضع يده على آفات متعددة على الشخصية المسلمة وما طرأ عليها من متغيرات، واستطاع أن يبسّط الواقع ليس فقط بالنقد بل كان يقوم بتقديم الحلول.. وهذا ما ظهر فى تعريفه للثائر الحق، كما وضع يده على مسائل أخرى وأمور متعددة وحاول بالفعل أن يصحح التصور لدى بعض الناس والدعاه الذين يقدمون خطابات مغلوطة تحقق له هدف ومآرب من وراء ذلك، وقال إن ذلك جناية على الأمة وتقديم خاطئ على المفهوم العقدى.
وتابع الجندى أن الشيخ الشعراوى «لم يمت» ومازال يفاجئنا بتفسيرات قديمة له ستشعر أن هذا وقتها، كما لديه قدرة على تحليل الألفاظ وأن يغوص فى أعماق النص، ولكن كلما غاص استطاع أن يخرج الدرر، وهذا ما نجح فيه بفضل تمكنه من اللغة وفقه المقاصد، وحضوره غير العادى، وبساطته فى الكلمات والمفردات، عكس من نراه على الساحة الآن من الذين يستخدمون مصطلحات أكاديمية، هذا إلى جانب إخلاصه، وهذه مهمة بالنسبة للداعية فلم يكن لديه هذا بالدرجة الأولى عكس الداعية فى هذا اليوم.. فنراه قبل أن يخرج على الشاشة يسأل كم يأخذ، فكان رحمه الله يؤمن بالنصوص القرآنية التى تقول: ( ونزلنا عليك الكتب تبينا لكل شىء ) ، وقوله: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ). وجميعها كانت مغروسة فيها.
لايعطيه الله إلا لعباده المخلصين، هذا ما أكده علماء الأزهر خاصة بعد أن خرجت علينا تسجيلاته التى تشفى أمراض الأمة وكأنه بعث بينا وبالتحديد فى تعريفه «للثائر الحق» والآخر الذى يصف فيه جند مصر. وفى البداية استند د. محمود مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بقول رسول ( صلى الله عليه و سلم ) «إن الله يبعث على رأس كل 100 سنة من يجدد لهم دينهم» وأنا من الذين يؤكدون وغيرى كثير أن الشيخ محمد متولى الشعرواى على رأس هذه المائة، وذلك لصفات عديدة منها علمه الغزير الذى سبق به القاصى والُدانى، عدا الصحابة والتابعين.
وأضاف أن الشيخ محمد متولى الشعرواى جمع بين العديد من العلوم مثل النحو والصرف والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ وعلوم القرآن - والفكر المعاصر والفكر القديم، بالإضافة إلى ما منحه من صفاء وعلم إلهامى من الله عز وجل، موضحا أن العلم ينقسم إلى قسمين، علم مكتسب ينال بالبحث والدرس، وعلم لُدنى وهو ينقسم إلى قسمين علم وحى للأنبياء وعلم إلهام للأولياء، والشيخ الشعرواى جمع بين العلم والمكتسب والإلهامى الذى منحه الله إياه.
وتابع هنا أن كل علماء مصر «عيال» فى حضرة درس الشيخ الشعرواى قائلًا: وأنا كعضو هيئة كبار علماء عندما أجلس وهو يتحدث، فأكون كالطفل الصغير أمام الأستاذ ذى العلم الغزير الذىسبق به كل معاصريه»، فعلمه ملأ الدنيا شرقًا وغربًا حتى أشعرنا بأنه يعيش بيننا، فالعلم الذى أذاعه على الناس قديما يناسب ما نعانى منه من أزمات وما نمر به من ظروف، فانظر إلى تعريفه ل «الثائر الحق» والذى انتشر عقب ثورة 25 يناير، وانظر إلى التسجيل الصوتى الذى يذاع علينا الآن ليل نهار والذى يتحدث عن مصر والمصريين وجند مصر وأنهم رباط إلى يوم القيامة وكأنه يرى ما يتعرضون له الآن من حملات للترويع على أيدى المغرضين والمدفوعين وكأنه يقصد أناسًا بعينهم لم يخفوا من أحد.
وأكد مهنا لا يستطيع شخص مثلى أن يحكم عليه، لكن الزمن نفسه أثبت لنا علمه الذى سبق به زمانه، وكأنه على الساحة الآن، موضحا «أن أهم الأسباب وراء وصوله إلى هذه الدرجة وقراءته المتأنية لكل العلوم، فكان يقرأ ويستنبط... واستند الأستاذ بجامعة الأزهر إلى بيت الشعر الذى يقول»
وإنى وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لايستطعه الأوائل
مؤكدا أن هذا البيت ينطبق على الشيخ الشعرواى الذى ملأ الدنيا فكرًا يتجدد مع الأزمان.
واختتم د. مهنا كلامه قائلا: «إن انتشار التسجيلات الخاصة بالشيخ الشعرواى.. والمرتبطة بالأحداث، يرجع إلى مصداقيته وعلمه الغزير الذى طابق العصر الذى فيه..موضحا أن هناك علماء على الساحة يجب ألا نقلل من قدرهم، لكن الشيخ الشعرواى سبقهم.
فى حين قال د. حمدى طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن الشيخ محمد متولى الشعراوى ليست لديه كاريزما كما كان يوصفه البعض.. بل كان رجلًا عاديا عاش أكثر من ثلثى عمره مغمورًا بين علماء .. لكن منحه الله منحته التى لم يعطها لأحد وهى العلم «اللدُنى» الذى لا يعطى لأحد إلا بعد عدة أمور منها الإيمان الصادق، والإحساس بالقضية التى يتحدث عنها، والإخلاص فى الدعوة موضحا أنه عندما يخلص الإنسان يصل إلى قلوب الناس، وعندما يحسن الإنسان فى علمه فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وتابع: أن العلم اللدُنى هو الذى ذكره المولى عز وجل فى قصة سيدنا موسى مع الخضر فى قوله تعالى: (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) .. موضحًا أن الشيخ الشعراوى كان يمتاز بأنه يفسر الآية من القرآن، ويبين معانيها للمستمعين بشواهد الناس التى تعاصرها وتعيش فيها، مضيفًا أنه عندما أخلص فى إيمانه وعلمه ودعوته وجعلها خالصة لله، لا رياء فيها ولا سمعة، وصلت رسالته لقلوب الناس ومازالت باقية بعد مماته، كما كان يمتاز - رحمة الله عليه - بالتواضع الجّم، فكان يقدم كل من يرى فيه علما على نفسه.. أو من تواضع لله رفعه».
وتابع: أن الشيخ الشعراوى ظهر فى حقبة من الزمن قل أن نجد فيها عالما مخلصا لله.. فكم من القنوات الفضائية وجدت، وكم من المتحدثين يخرجون على شاشاتها، ولا أثر لها عند متلقى تلك الرسالة، موضحًا أن هذا إن دل على شىء فليس فى القنوات بل فى مرسل الرسالة، الذى لو أخلص النية لله وأخلص فى عمله، وتجرد من الدنيا، التف الناس حوله ووصلت رسالته.
وقال: «إن الشيخ الشعراوى لم يكن يباهى بنفسه، ولم يقل إنه يفسر القرآن»، بل كان يقول: «تلك خواطرى حول تفسير القرآن».. مشيرًا إلى أن الأمر الأهم الذى يجب أن يقتدى به العلماء أنه كان يمتاز برحمة وكان يعد من أئمة الوسطية الفكرية فى الإسلام، فلم يفرط ولم يغال فى أقواله.. وتلك قضية نحن أحوج من نكون إليها فى هذا التوقيت، مؤكدًا أن هذه كلها مزايا جعلت كلامه مازال يردده الناس.
واستند على ذلك بقصة لأحد الصالحين كان إذا صعد المنبر وتحدث بكت الناس، فسأله ولده «يا أبى الناس تقف على المنبر يتحدثون أمام النائحة.. فلماذا إذا تحدثت أنت بكت الناس».. فقال لولده: «يا بنى ليست النائحة - التى تؤجر عن الميت - كالثكلى التى سقط ولدها»، فعندما يتحدث المرء بقضية مؤمن بها تصل إلى قلوب الناس، أما عندما يؤجر فدعوته هباء منثورًا، تنتهى بانتهاء كلامه ولا يلتفت لها أحد من الناس.
أما د. محمد الشحات الجندى الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول عن الشيخ محمد متولى الشعراوى إنه كان لديه حس يربط بين النص والواقع.. وهذا الربط والإسقاط على الواقع كان يتفرد به الشيخ الشعراوى عن الذين يفسرون القرآن الكريم، موضحًا أن هناك طريقة تقليدية للتفسير بأن يبين المعنى ثم الأحكام التى تأخذ من أقوال العلماء. كما كان يتمتع ببصيرة تجعله أنه بافعل ينزل الهداية القرآنية على ما يراه فيما يحدث من حوله، فهو رصد من أحوال الأمة الإسلامية ما تعانيه من أفكار مغلوطة ووضع يده على آفات متعددة على الشخصية المسلمة وما طرأ عليها من متغيرات، واستطاع أن يبسّط الواقع ليس فقط بالنقد بل كان يقوم بتقديم الحلول.. وهذا ما ظهر فى تعريفه للثائر الحق، كما وضع يده على مسائل أخرى وأمور متعددة وحاول بالفعل أن يصحح التصور لدى بعض الناس والدعاه الذين يقدمون خطابات مغلوطة تحقق له هدف ومآرب من وراء ذلك، وقال إن ذلك جناية على الأمة وتقديم خاطئ على المفهوم العقدى.
وتابع الجندى أن الشيخ الشعراوى «لم يمت» ومازال يفاجئنا بتفسيرات قديمة له ستشعر أن هذا وقتها، كما لديه قدرة على تحليل الألفاظ وأن يغوص فى أعماق النص، ولكن كلما غاص استطاع أن يخرج الدرر، وهذا ما نجح فيه بفضل تمكنه من اللغة وفقه المقاصد، وحضوره غير العادى، وبساطته فى الكلمات والمفردات، عكس من نراه على الساحة الآن من الذين يستخدمون مصطلحات أكاديمية، هذا إلى جانب إخلاصه، وهذه مهمة بالنسبة للداعية فلم يكن لديه هذا بالدرجة الأولى عكس الداعية فى هذا اليوم.. فنراه قبل أن يخرج على الشاشة يسأل كم يأخذ، فكان رحمه الله يؤمن بالنصوص القرآنية التى تقول: ( ونزلنا عليك الكتب تبينا لكل شىء ) ، وقوله: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ). وجميعها كانت مغروسة فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.