أمّ المصلين بالجامع الأزهر، أول تعليق من الطالب محمد أحمد حسن بعد نجاحه بالثانوية الأزهرية    9 بنوك تخطر البنك المركزى بخططها للتوافق مع ضوابط تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة    مطالب فلسطينية بعقوبات دولية على الاحتلال لوقف المجاعة وإنهاء حرب الإبادة بغزة    ‌ماكرون في اتصال مع الشرع: لا بد من حماية المدنيين وتفادي تكرار مشاهد العنف ومحاسبة المسؤولين عنها    مشادة كلامية بين فليك ولابورتا في مران برشلونة    الداخلية تكشف ملابسات ابتزاز فتاة من قِبل خطيبها السابق بالزقازيق    من ساقية الصاوي إلى المنارة.. كيف استقبلت القاهرة حفلات زياد الرحباني؟    زياد الرحباني.. الموسيقار المتمرد وآراء سياسية صادمة    ناهد السباعي تتربع على عرش التريند بسبب إطلالة جريئة    فحص 394 مواطنا وإجراء 10 عمليات باليوم الأول لقافلة جامعة المنصورة الطبية بشمال سيناء    كيفية علاج الإمساك أثناء الحمل بطرق فعالة وآمنة بالمنزل    بيراميدز يقترب من حسم صفقة البرازيلي إيفرتون دا سيلفا مقابل 3 ملايين يورو (خاص)    أحمد حسن كوكا يقترب من الاتفاق السعودي في صفقة انتقال حر    انتقال أسامة فيصل إلى الأهلي.. أحمد ياسر يكشف    انتقال أسامة فيصل إلى الأهلي.. أحمد ياسر يكشف    غدا آخر موعد للتقديم.. توافر 200 فرصة عمل في الأردن (تفاصيل)    إخلاء سبيل زوجة والد الأطفال الستة المتوفيين بدلجا بالمنيا    الداخلية تكشف ملابسات ابتزاز فتاة بالزقازيق من خطيبها السابق    حزب الجبهة الوطنية يختتم دعايته ب8 مؤتمرات جماهيرية قبل الصمت الانتخابي    ماكرون: دعم فرنسي كامل للمساعي المصرية لإدخال المساعدات إلى غزة    قصة الصراع بين تايلاند وكمبوديا.. خلاف حدودى قديم قد يتحول إلى صراع إقليمى    أكسيوس عن مصادر: أعضاء بإدارة ترامب يقرون سرا بعدم جدوى استراتيجيتهم بغزة    سميرة عبدالعزيز في المهرجان القومي للمسرح: الفن حياتي وكل مخرج أضفت من خلاله إلى رصيدي    الأزهر يرد على فتوى تحليل الحشيش: إدمان مُحرّم وإن اختلفت المُسميات    صور| ترامب يلعب الجولف في مستهل زيارته إلى أسكتلندا «قبل تظاهرات مرتقبة»    محافظ المنيا يضع حجر الأساس المرحلة الاولى من مبادرة "بيوت الخير"    نجاح جراحة ميكروسكوبية دقيقة لاستئصال ورم في المخ بمستشفى سوهاج الجامعي    وزير الأوقاف يحيل مخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة    "الزراعة" تعلن التوصيات النهائية لورشة العمل تنمية المهارات الشخصية للعاملين بالقطاع    لن توقف المجاعة.. مفوض «الأونروا» ينتقد إسقاط المساعدات جوا في غزة    أبو ليمون يهنئ أوائل الثانوية الأزهرية من أبناء محافظة المنوفية    بعد إصابة 34 شخصًا.. تحقيقات لكشف ملابسات حريق مخزن أقمشة وإسفنج بقرية 30 يونيو بشمال سيناء    مصرع سيدة أسفل عجلات قطار بمدينة إسنا خلال توديع أبناؤها قبل السفر    "القومي للطفولة" يشيد بقرار محافظ الجيزة بحظر اسكوتر الأطفال    الدفاع المدني في غزة يحذر من توقف مركباته التي تعمل في التدخلات الإنسانية    انخفاض سعر الدواجن المجمدة ل 110 جنيهات للكيلو بدلا من 125 جنيها بالمجمعات الاستهلاكية.. وطرح السكر ب30 جنيها.. وشريف فاروق يفتتح غدا فرع جديد لمبادرة أسواق اليوم الواحد بالجمالية    مركز التجارة الدولي: 28 مليون دولار صادرات مصر من الأسماك خلال 2024    سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح    الإنجيلية تعرب عند تقديرها لدور مصر لدعم القضية الفلسطينية    حبس أنوسة كوته 3 أشهر وتعويض 100 ألف جنيه في واقعة "سيرك طنطا"    في ذكرى رحيله.. محمد خان الذي صوّر مصر بعيون محبة وواقعية    مصر تدعم أوغندا لإنقاذ بحيراتها من قبضة ورد النيل.. ومنحة ب 3 ملايين دولار    ما حكم تعاطي «الحشيش»؟.. وزير الأوقاف يوضح الرأي الشرعي القاطع    مطالبات في المصري بالتجديد لمحمود جاد    المدرسة الأمريكية تقترب من القيادة الفنية لرجال الطائرة بالأهلي    إنتر ميامي يتعاقد مع الأرجنتيني دي بول لاعب أتلتيكو مدريد    أسوان تواصل توريد القمح بزيادة 82% عن العام الماضي (صور)    محافظ أسوان يتفقد نسب الإنجاز بمشروعات المياه والصرف ميدانيًا (صور)    إصابة سيدة في انهيار منزل قديم بقرية قرقارص في أسيوط    الصحة تدعم البحيرة بأحدث تقنيات القسطرة القلبية ب46 مليون جنيه    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 154 مخالفة عدم الالتزام بغلق المحلات في مواعيدها    رسميًا إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 بنسبة 53.99% (رابط بوابة الأزهر الإلكترونية)    مقتل 4 أشخاص في روسيا وأوكرانيا مع استمرار الهجمات الجوية بين الدولتين    وزير الثقافة ناعيًا الفنان اللبناني زياد الرحباني: رحيل قامة فنية أثرت الوجدان العربي    سعر الخضار والفواكه اليوم السبت 26-7-2025 بالمنوفية.. البصل يبدأ من 10 جنيهات    كيف احافظ على صلاة الفجر؟.. أمين الفتوى يجيب    الأوقاف تعقد 27 ندوة بعنوان "ما عال من اقتصد.. ترشيد الطاقة نموذجًا" الأحد    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشعراوى» يتسبب فى «إحراج» علماء الأزهر
نشر في أكتوبر يوم 15 - 09 - 2013

الشيخ محمد متولى الشعرواى «لم يمت» وأنه كان ممن انطبق عليهم قول الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) «إن الله يبعث على رأس كل 100عام من يجدد لهم إيمانهم» وأنه كان لديه علم لدنّى لايعطيه الله إلا لعباده المخلصين، هذا ما أكده علماء الأزهر خاصة بعد أن خرجت علينا تسجيلاته التى تشفى أمراض الأمة وكأنه بعث بينا وبالتحديد فى تعريفه «للثائر الحق» والآخر الذى يصف فيه جند مصر. وفى البداية استند د. محمود مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بقول رسول ( صلى الله عليه و سلم ) «إن الله يبعث على رأس كل 100 سنة من يجدد لهم دينهم» وأنا من الذين يؤكدون وغيرى كثير أن الشيخ محمد متولى الشعرواى على رأس هذه المائة، وذلك لصفات عديدة منها علمه الغزير الذى سبق به القاصى والُدانى، عدا الصحابة والتابعين.
وأضاف أن الشيخ محمد متولى الشعرواى جمع بين العديد من العلوم مثل النحو والصرف والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ وعلوم القرآن - والفكر المعاصر والفكر القديم، بالإضافة إلى ما منحه من صفاء وعلم إلهامى من الله عز وجل، موضحا أن العلم ينقسم إلى قسمين، علم مكتسب ينال بالبحث والدرس، وعلم لُدنى وهو ينقسم إلى قسمين علم وحى للأنبياء وعلم إلهام للأولياء، والشيخ الشعرواى جمع بين العلم والمكتسب والإلهامى الذى منحه الله إياه.
وتابع هنا أن كل علماء مصر «عيال» فى حضرة درس الشيخ الشعرواى قائلًا: وأنا كعضو هيئة كبار علماء عندما أجلس وهو يتحدث، فأكون كالطفل الصغير أمام الأستاذ ذى العلم الغزير الذىسبق به كل معاصريه»، فعلمه ملأ الدنيا شرقًا وغربًا حتى أشعرنا بأنه يعيش بيننا، فالعلم الذى أذاعه على الناس قديما يناسب ما نعانى منه من أزمات وما نمر به من ظروف، فانظر إلى تعريفه ل «الثائر الحق» والذى انتشر عقب ثورة 25 يناير، وانظر إلى التسجيل الصوتى الذى يذاع علينا الآن ليل نهار والذى يتحدث عن مصر والمصريين وجند مصر وأنهم رباط إلى يوم القيامة وكأنه يرى ما يتعرضون له الآن من حملات للترويع على أيدى المغرضين والمدفوعين وكأنه يقصد أناسًا بعينهم لم يخفوا من أحد.
وأكد مهنا لا يستطيع شخص مثلى أن يحكم عليه، لكن الزمن نفسه أثبت لنا علمه الذى سبق به زمانه، وكأنه على الساحة الآن، موضحا «أن أهم الأسباب وراء وصوله إلى هذه الدرجة وقراءته المتأنية لكل العلوم، فكان يقرأ ويستنبط... واستند الأستاذ بجامعة الأزهر إلى بيت الشعر الذى يقول»
وإنى وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لايستطعه الأوائل
مؤكدا أن هذا البيت ينطبق على الشيخ الشعرواى الذى ملأ الدنيا فكرًا يتجدد مع الأزمان.
واختتم د. مهنا كلامه قائلا: «إن انتشار التسجيلات الخاصة بالشيخ الشعرواى.. والمرتبطة بالأحداث، يرجع إلى مصداقيته وعلمه الغزير الذى طابق العصر الذى فيه..موضحا أن هناك علماء على الساحة يجب ألا نقلل من قدرهم، لكن الشيخ الشعرواى سبقهم.
فى حين قال د. حمدى طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن الشيخ محمد متولى الشعراوى ليست لديه كاريزما كما كان يوصفه البعض.. بل كان رجلًا عاديا عاش أكثر من ثلثى عمره مغمورًا بين علماء .. لكن منحه الله منحته التى لم يعطها لأحد وهى العلم «اللدُنى» الذى لا يعطى لأحد إلا بعد عدة أمور منها الإيمان الصادق، والإحساس بالقضية التى يتحدث عنها، والإخلاص فى الدعوة موضحا أنه عندما يخلص الإنسان يصل إلى قلوب الناس، وعندما يحسن الإنسان فى علمه فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وتابع: أن العلم اللدُنى هو الذى ذكره المولى عز وجل فى قصة سيدنا موسى مع الخضر فى قوله تعالى: (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) .. موضحًا أن الشيخ الشعراوى كان يمتاز بأنه يفسر الآية من القرآن، ويبين معانيها للمستمعين بشواهد الناس التى تعاصرها وتعيش فيها، مضيفًا أنه عندما أخلص فى إيمانه وعلمه ودعوته وجعلها خالصة لله، لا رياء فيها ولا سمعة، وصلت رسالته لقلوب الناس ومازالت باقية بعد مماته، كما كان يمتاز - رحمة الله عليه - بالتواضع الجّم، فكان يقدم كل من يرى فيه علما على نفسه.. أو من تواضع لله رفعه».
وتابع: أن الشيخ الشعراوى ظهر فى حقبة من الزمن قل أن نجد فيها عالما مخلصا لله.. فكم من القنوات الفضائية وجدت، وكم من المتحدثين يخرجون على شاشاتها، ولا أثر لها عند متلقى تلك الرسالة، موضحًا أن هذا إن دل على شىء فليس فى القنوات بل فى مرسل الرسالة، الذى لو أخلص النية لله وأخلص فى عمله، وتجرد من الدنيا، التف الناس حوله ووصلت رسالته.
وقال: «إن الشيخ الشعراوى لم يكن يباهى بنفسه، ولم يقل إنه يفسر القرآن»، بل كان يقول: «تلك خواطرى حول تفسير القرآن».. مشيرًا إلى أن الأمر الأهم الذى يجب أن يقتدى به العلماء أنه كان يمتاز برحمة وكان يعد من أئمة الوسطية الفكرية فى الإسلام، فلم يفرط ولم يغال فى أقواله.. وتلك قضية نحن أحوج من نكون إليها فى هذا التوقيت، مؤكدًا أن هذه كلها مزايا جعلت كلامه مازال يردده الناس.
واستند على ذلك بقصة لأحد الصالحين كان إذا صعد المنبر وتحدث بكت الناس، فسأله ولده «يا أبى الناس تقف على المنبر يتحدثون أمام النائحة.. فلماذا إذا تحدثت أنت بكت الناس».. فقال لولده: «يا بنى ليست النائحة - التى تؤجر عن الميت - كالثكلى التى سقط ولدها»، فعندما يتحدث المرء بقضية مؤمن بها تصل إلى قلوب الناس، أما عندما يؤجر فدعوته هباء منثورًا، تنتهى بانتهاء كلامه ولا يلتفت لها أحد من الناس.
أما د. محمد الشحات الجندى الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول عن الشيخ محمد متولى الشعراوى إنه كان لديه حس يربط بين النص والواقع.. وهذا الربط والإسقاط على الواقع كان يتفرد به الشيخ الشعراوى عن الذين يفسرون القرآن الكريم، موضحًا أن هناك طريقة تقليدية للتفسير بأن يبين المعنى ثم الأحكام التى تأخذ من أقوال العلماء. كما كان يتمتع ببصيرة تجعله أنه بافعل ينزل الهداية القرآنية على ما يراه فيما يحدث من حوله، فهو رصد من أحوال الأمة الإسلامية ما تعانيه من أفكار مغلوطة ووضع يده على آفات متعددة على الشخصية المسلمة وما طرأ عليها من متغيرات، واستطاع أن يبسّط الواقع ليس فقط بالنقد بل كان يقوم بتقديم الحلول.. وهذا ما ظهر فى تعريفه للثائر الحق، كما وضع يده على مسائل أخرى وأمور متعددة وحاول بالفعل أن يصحح التصور لدى بعض الناس والدعاه الذين يقدمون خطابات مغلوطة تحقق له هدف ومآرب من وراء ذلك، وقال إن ذلك جناية على الأمة وتقديم خاطئ على المفهوم العقدى.
وتابع الجندى أن الشيخ الشعراوى «لم يمت» ومازال يفاجئنا بتفسيرات قديمة له ستشعر أن هذا وقتها، كما لديه قدرة على تحليل الألفاظ وأن يغوص فى أعماق النص، ولكن كلما غاص استطاع أن يخرج الدرر، وهذا ما نجح فيه بفضل تمكنه من اللغة وفقه المقاصد، وحضوره غير العادى، وبساطته فى الكلمات والمفردات، عكس من نراه على الساحة الآن من الذين يستخدمون مصطلحات أكاديمية، هذا إلى جانب إخلاصه، وهذه مهمة بالنسبة للداعية فلم يكن لديه هذا بالدرجة الأولى عكس الداعية فى هذا اليوم.. فنراه قبل أن يخرج على الشاشة يسأل كم يأخذ، فكان رحمه الله يؤمن بالنصوص القرآنية التى تقول: ( ونزلنا عليك الكتب تبينا لكل شىء ) ، وقوله: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ). وجميعها كانت مغروسة فيها.
لايعطيه الله إلا لعباده المخلصين، هذا ما أكده علماء الأزهر خاصة بعد أن خرجت علينا تسجيلاته التى تشفى أمراض الأمة وكأنه بعث بينا وبالتحديد فى تعريفه «للثائر الحق» والآخر الذى يصف فيه جند مصر. وفى البداية استند د. محمود مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بقول رسول ( صلى الله عليه و سلم ) «إن الله يبعث على رأس كل 100 سنة من يجدد لهم دينهم» وأنا من الذين يؤكدون وغيرى كثير أن الشيخ محمد متولى الشعرواى على رأس هذه المائة، وذلك لصفات عديدة منها علمه الغزير الذى سبق به القاصى والُدانى، عدا الصحابة والتابعين.
وأضاف أن الشيخ محمد متولى الشعرواى جمع بين العديد من العلوم مثل النحو والصرف والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ وعلوم القرآن - والفكر المعاصر والفكر القديم، بالإضافة إلى ما منحه من صفاء وعلم إلهامى من الله عز وجل، موضحا أن العلم ينقسم إلى قسمين، علم مكتسب ينال بالبحث والدرس، وعلم لُدنى وهو ينقسم إلى قسمين علم وحى للأنبياء وعلم إلهام للأولياء، والشيخ الشعرواى جمع بين العلم والمكتسب والإلهامى الذى منحه الله إياه.
وتابع هنا أن كل علماء مصر «عيال» فى حضرة درس الشيخ الشعرواى قائلًا: وأنا كعضو هيئة كبار علماء عندما أجلس وهو يتحدث، فأكون كالطفل الصغير أمام الأستاذ ذى العلم الغزير الذىسبق به كل معاصريه»، فعلمه ملأ الدنيا شرقًا وغربًا حتى أشعرنا بأنه يعيش بيننا، فالعلم الذى أذاعه على الناس قديما يناسب ما نعانى منه من أزمات وما نمر به من ظروف، فانظر إلى تعريفه ل «الثائر الحق» والذى انتشر عقب ثورة 25 يناير، وانظر إلى التسجيل الصوتى الذى يذاع علينا الآن ليل نهار والذى يتحدث عن مصر والمصريين وجند مصر وأنهم رباط إلى يوم القيامة وكأنه يرى ما يتعرضون له الآن من حملات للترويع على أيدى المغرضين والمدفوعين وكأنه يقصد أناسًا بعينهم لم يخفوا من أحد.
وأكد مهنا لا يستطيع شخص مثلى أن يحكم عليه، لكن الزمن نفسه أثبت لنا علمه الذى سبق به زمانه، وكأنه على الساحة الآن، موضحا «أن أهم الأسباب وراء وصوله إلى هذه الدرجة وقراءته المتأنية لكل العلوم، فكان يقرأ ويستنبط... واستند الأستاذ بجامعة الأزهر إلى بيت الشعر الذى يقول»
وإنى وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لايستطعه الأوائل
مؤكدا أن هذا البيت ينطبق على الشيخ الشعرواى الذى ملأ الدنيا فكرًا يتجدد مع الأزمان.
واختتم د. مهنا كلامه قائلا: «إن انتشار التسجيلات الخاصة بالشيخ الشعرواى.. والمرتبطة بالأحداث، يرجع إلى مصداقيته وعلمه الغزير الذى طابق العصر الذى فيه..موضحا أن هناك علماء على الساحة يجب ألا نقلل من قدرهم، لكن الشيخ الشعرواى سبقهم.
فى حين قال د. حمدى طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن الشيخ محمد متولى الشعراوى ليست لديه كاريزما كما كان يوصفه البعض.. بل كان رجلًا عاديا عاش أكثر من ثلثى عمره مغمورًا بين علماء .. لكن منحه الله منحته التى لم يعطها لأحد وهى العلم «اللدُنى» الذى لا يعطى لأحد إلا بعد عدة أمور منها الإيمان الصادق، والإحساس بالقضية التى يتحدث عنها، والإخلاص فى الدعوة موضحا أنه عندما يخلص الإنسان يصل إلى قلوب الناس، وعندما يحسن الإنسان فى علمه فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وتابع: أن العلم اللدُنى هو الذى ذكره المولى عز وجل فى قصة سيدنا موسى مع الخضر فى قوله تعالى: (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) .. موضحًا أن الشيخ الشعراوى كان يمتاز بأنه يفسر الآية من القرآن، ويبين معانيها للمستمعين بشواهد الناس التى تعاصرها وتعيش فيها، مضيفًا أنه عندما أخلص فى إيمانه وعلمه ودعوته وجعلها خالصة لله، لا رياء فيها ولا سمعة، وصلت رسالته لقلوب الناس ومازالت باقية بعد مماته، كما كان يمتاز - رحمة الله عليه - بالتواضع الجّم، فكان يقدم كل من يرى فيه علما على نفسه.. أو من تواضع لله رفعه».
وتابع: أن الشيخ الشعراوى ظهر فى حقبة من الزمن قل أن نجد فيها عالما مخلصا لله.. فكم من القنوات الفضائية وجدت، وكم من المتحدثين يخرجون على شاشاتها، ولا أثر لها عند متلقى تلك الرسالة، موضحًا أن هذا إن دل على شىء فليس فى القنوات بل فى مرسل الرسالة، الذى لو أخلص النية لله وأخلص فى عمله، وتجرد من الدنيا، التف الناس حوله ووصلت رسالته.
وقال: «إن الشيخ الشعراوى لم يكن يباهى بنفسه، ولم يقل إنه يفسر القرآن»، بل كان يقول: «تلك خواطرى حول تفسير القرآن».. مشيرًا إلى أن الأمر الأهم الذى يجب أن يقتدى به العلماء أنه كان يمتاز برحمة وكان يعد من أئمة الوسطية الفكرية فى الإسلام، فلم يفرط ولم يغال فى أقواله.. وتلك قضية نحن أحوج من نكون إليها فى هذا التوقيت، مؤكدًا أن هذه كلها مزايا جعلت كلامه مازال يردده الناس.
واستند على ذلك بقصة لأحد الصالحين كان إذا صعد المنبر وتحدث بكت الناس، فسأله ولده «يا أبى الناس تقف على المنبر يتحدثون أمام النائحة.. فلماذا إذا تحدثت أنت بكت الناس».. فقال لولده: «يا بنى ليست النائحة - التى تؤجر عن الميت - كالثكلى التى سقط ولدها»، فعندما يتحدث المرء بقضية مؤمن بها تصل إلى قلوب الناس، أما عندما يؤجر فدعوته هباء منثورًا، تنتهى بانتهاء كلامه ولا يلتفت لها أحد من الناس.
أما د. محمد الشحات الجندى الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول عن الشيخ محمد متولى الشعراوى إنه كان لديه حس يربط بين النص والواقع.. وهذا الربط والإسقاط على الواقع كان يتفرد به الشيخ الشعراوى عن الذين يفسرون القرآن الكريم، موضحًا أن هناك طريقة تقليدية للتفسير بأن يبين المعنى ثم الأحكام التى تأخذ من أقوال العلماء. كما كان يتمتع ببصيرة تجعله أنه بافعل ينزل الهداية القرآنية على ما يراه فيما يحدث من حوله، فهو رصد من أحوال الأمة الإسلامية ما تعانيه من أفكار مغلوطة ووضع يده على آفات متعددة على الشخصية المسلمة وما طرأ عليها من متغيرات، واستطاع أن يبسّط الواقع ليس فقط بالنقد بل كان يقوم بتقديم الحلول.. وهذا ما ظهر فى تعريفه للثائر الحق، كما وضع يده على مسائل أخرى وأمور متعددة وحاول بالفعل أن يصحح التصور لدى بعض الناس والدعاه الذين يقدمون خطابات مغلوطة تحقق له هدف ومآرب من وراء ذلك، وقال إن ذلك جناية على الأمة وتقديم خاطئ على المفهوم العقدى.
وتابع الجندى أن الشيخ الشعراوى «لم يمت» ومازال يفاجئنا بتفسيرات قديمة له ستشعر أن هذا وقتها، كما لديه قدرة على تحليل الألفاظ وأن يغوص فى أعماق النص، ولكن كلما غاص استطاع أن يخرج الدرر، وهذا ما نجح فيه بفضل تمكنه من اللغة وفقه المقاصد، وحضوره غير العادى، وبساطته فى الكلمات والمفردات، عكس من نراه على الساحة الآن من الذين يستخدمون مصطلحات أكاديمية، هذا إلى جانب إخلاصه، وهذه مهمة بالنسبة للداعية فلم يكن لديه هذا بالدرجة الأولى عكس الداعية فى هذا اليوم.. فنراه قبل أن يخرج على الشاشة يسأل كم يأخذ، فكان رحمه الله يؤمن بالنصوص القرآنية التى تقول: ( ونزلنا عليك الكتب تبينا لكل شىء ) ، وقوله: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ). وجميعها كانت مغروسة فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.