فى إطار الحاجة للوفاق الوطنى للتفرغ للعمل والانتاج فإن ذلك يتطلب حواراً يتسم بالشفافية بين أطياف المجتمع، بحيث ترتقى المصلحة العامة على المصالح الخاصة فى ظل دولة سيادة القانون.. وقد تحقق ذلك منذ حوالى أربعة عشر قرنا فى عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وكانت البداية بعد هجرته من مكة إلى المدنية، حيث أبرم (عهد مؤاخاة) بين المهاجرين والأنصار، وبذلك تحقق التكافل فى المال، والتراحم والمساواة فى جميع شئون الحياة. ثم وضع الرسول (صلى الله عليه وسلم) «وثيقة المدينة» بين المسلمين وأهل الكتاب، وقد تضمنت حقوق الإنسان فى صورتها المدنية والتكليفية، وهى تعتبر أول تأسيسية للمجتمع المدنى، حيث نصت على المواطنة والمشاركة والتعايش بين أبناء الوطن الواحد دون أى تمييز، وقد حافظت على خمسة مقاصد شرعية دعت اليها جميع الملل وهى (الأديان والنفوس والعقول والأموال والأعراض).. كما التزمت بقوله تعالى (لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً). صدق الله العظيم إميل فهمى - طنطا