تعرضت الإسكندرية لعدة مشاكل متوالية بسبب انقطاع مياه الشرب عنها فى عدة مناطق مثل سيدى بشر قبلى والرمل وسيدى جابر ووابور المياه ومحرم بك. وبعض أسباب انقطاع المياه قهرية مثل كسر ماسورة المياه الرئيسية لمنطقة الاستاد والحى اللاتينى وقطرها حوالى 1000 سم وكذلك انكسار ماسورة مياه العوايد التى أثرت سلبياً على المناطق العشوائية فى الكافورى والرأس السوداء. وهناك أسباب مثل السطو والبلطجة من بعض المزارعين فى كفر الدوار والمحمودية وحوش عيسى الذين اصطنعوا فتحات غير قانونية وممرات وقنوات غير شرعية من ترعة المحمودية عن طريق ماكينات رفع المياه لزراعة مساحات زيادة بمحصول الأرز بعد أن حقق مكاسب هائلة فى العام الماضى ووصل سعر الطن منه إلى حوالى ثلاثة آلاف جنيه وكعادة المزارع المصرى فى الحصول على المكسب السريع والأكبر اتجه معظمهم إلى زراعة الأرز فى العام الحالى وبدافع الطمع والثراء قاموا بزيادة مساحات الأرض المزروعة بالأرز. وبالتالى تطلّب ذلك المزيد من المياه خارج المقننات والحصص المخصصة لهم من وزارة الرى. وأدى هذا الاستيلاء على مياه ترعة المحمودية إلى قلة المياه الواردة لمحطة مياه السيوف لمعالجتها كيميائياً وصحياً لتصبح صالحة للشرب. وانخفض منسوب مياه ترعة المحمودية وبالتالى انخفضت المياه المعالجة للشرب وأدى ذلك إلى عجز واضح فى المياه المستخدمة للشرب التى تصل إلى المنازل خصوصاً فى الأدوار العليا فى العمارات والأبراج وحتى الأدوار السفلى والأرضية انحسرت فيها مياه الشرب إلا باستخدام الماتور الكهربائى. لقد عاشت الإسكندرية مأساة إنسانية وحضارية بسبب انقطاع مياه الشرب لعدة أيام وخصوصاً فى المستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية والصحية ولكبار السن والأطفال. وهناك خطة وضعها المهندس أحمد جابر رئيس شركة مياه الشرب بالإسكندرية تقضى نهائياً على أزمة انقطاع مياه الشرب فى شرق الإسكندرية بالكامل من سيدى جابر حتى أبوقير والخطة عبارة عن مد خط مياه مباشر من مدينة كفر الدوار إلى محطة مياه الشرب بالسيوف دون الاحتياج إلى مأخذ ترعة المحمودية. وأعتقد أن السكندريين فى حاجة ماسة إلى تنفيذ هذا الخط الجديد بصورة عاجلة وملحة لكيلا تتكرر كارثة انقطاع المياه لعدة أيام وأسابيع. لقد نفذت المهندسة نادية عبده رئيسة الشركة السابقة المشروع وتم بالفعل شراء الأرض التى ستقام عليها الطلمبات من ميزانية الشركة والمطلوب مساهمة وزارة الرى فى هذا المشروع الحضارى خاصة أنها عاجزة عن توفير الحماية اللازمة وتدبير احتياجات محطة مياه الشرب بالسيوف من المياه. بقى أن نصرف أن المكر السيئ يحيق بأهله حيث أدى جشع بعد المزارعين للأرز فى محافظة البحيرة إلى زيادة المعروض وبالتالى انخفض سعر طن الأرز لأقل من ألفى جنيه ولم يعد هذا المحصول مربحاً لهم هذا العام. واستفاد من ذلك المواطن المصرى حيث انخفض سعر الكيلو من الأرز إلى ثلاثة جنيهات بعد أن كان خمسة جنيهات فى العام الماضى.. إنها خط الفقراء وخسارة على المزارعين الجشعين.