يبدو أن «سيلفيو بيرلسكونى» رئيس الوزراء الإيطالى السابق لا يستطيع الابتعاد عن أضواء السياسة رغم وصوله لسن 75 عاما، وفضائح الجنس والفساد التى أحاطت به خلال الفترات الثلاث التى قضاها فى منصبه، إذ تشير تقارير سياسية إلى تفكيره فى خوض الانتخابات المقبلة 2013. ورغم أن بيرلسكونى لم يعلن بوضوح - حتى الآن - عن عودته للحياة السياسية، فإنه يترك الساحة لمعاونيه الذين يؤكدون أنه سيترشح فى الانتخابات المقبلة، فقال طبيبه الخاص «ألبرتو زانجريلو»:إن بيرلسكونى يتمتع بصحة جيدة، مما يجعله يعمل فى مكتبه بميلانو للإعداد لعودة محتملة إلى المعترك السياسى، أما الصحفى الإيطالى «برونو فيسبا» فقال إن بيرلسكونى فقد عدة كيلوجرامات من وزنه، ونظام الأكل الذى يتبعه يوحى بأنه سيفقد المزيد، مضيفا: لمن يعرفه.. هذا مؤشر على أنه فى الخريف سيتجول كثيرا، ثم سيعود إلى التليفزيون، وإذا عاد إلى التليفزيون فهو عائد إلى السياسة. وفى إطار عودته لاستئناف حياته السياسية، من المقرر أن ينضم بيرلسكونى منتصف هذا الشهر لرحلة بحرية ترفيهية لمدة أسبوع تبدأ من ساحل مدينة البندقية الإيطالية على البحر الأدرياتيكى إلى تركيا مرورا بكرواتيا واليونان، وسيكون بيرلسكونى هو الفارس أو الضيف الخاص كما هو معروف عند الإيطاليين. وتعد هذه الرحلة تكرارا لرحلة مماثلة قام بها بيرلسكونى عام 2000، عندما استأجر سفينة سياحية للسفر إلى جميع أنحاء إيطاليا، ووقف فى الموانىء، ولوح لحشود محبيه، ونجحت هذه الحملة، وانتخب فى العام التالى رئيسا للوزراء مرة ثانية، وقال « جيمس والستون» وهو خبير فى السياسة الإيطالية فى الجامعة الأمريكية فى روما لصحيفة « التليجراف» البريطانية «يبدو الأمر وكأنه سوف يرشح نفسه مرة أخرى، إن الرحلة سيتم التهليل لها عن طريق المؤسسات الإعلامية التابعة له، وتشكل بداية حملته الانتخابية». وسيلقى وجود بيرلسكونى على متن السفن تغطية إعلامية مكثفة، حيث ستكون أطقم التليفزيون من قنواته « ميدياست» على متن الطائرة، كما سيقوم بتغطية الرحلة محررون من « جيورنالى» وهى صحيفة يمين الوسط اليومية التى يملكها شقيقه « باولو» وهو ما أعلنت عنه الرحلة. وتثير هذه العودة المحتملة جدلا شديدا مابين مؤيد ومعارض، فالرافضون يرون أنه لم يفعل شيئا لتنفيذ إصلاحات ضرورية تمكن البلاد من الخروج من الركود الاقتصادى، فيقول مواطن إيطالى يدعى « أنجيلو» لموقع « دويتشه فيلة»: «كرئيس للوزراء هو لم يفعل شيئا سوى نهب خزانة الدولة، هذا ليس له أية علاقة بمثل سياسية، لم يستحق أبدا التصويت له، ولا يسعنى سوى الأمل فى ألا يعود مجددا إلى الحكم، مونتى يدفع الآن الثمن»، أما ماريو مونتى رئيس الحكومة الإيطالية الحالى فحذر الإيطاليين من عودة بيرلسكونى إلى السلطة مرة أخرى، قائلا إن عودته إلى السلطة ستزيد من تدهور الحالة الاقتصادية وأزمة الديون التى تعانى منها البلاد. على الجانب الآخر يروج أنصار بيرلسكونى لهذه العودة، فتقول «دانيلا سانتانشى» وهى إحدى النائبات فى حزب بيرلسكونى « ليس لدينا أفضل من بيرلسكونى، فمنذ شهور كنت أقول إنه أفضل مرشحينا» أما «روبرتو ميجونى» حاكم منطقة «لومباردى» بشمال إيطاليا فقال إن لديه انطباعا بأن بيرلسكونى لديه «نوايا جادة» للترشح لانتخابات 2013.