صعدت المرأة بقوة فى الحكومة الفرنسية الجديدة بعد أن أبدى الرئيس فرانسوا أولاند التزاما كبيرا بتعهده أثناء الحملة الانتخابية بأن تتساوى المرأة بالرجل فى توزيع الحقائب الوزارية. وبالفعل التزم بهذا التعهد بعد فوزه بالرئاسة، حيث تولت النساء 9 وزارات من أصل 18 وزارة، و8 آخريات أصبحن وزيرات مفوضات مناصفة مع 8 وزراء مفوضين، ولكن هذه المساواة فى المقاعد لم تنسحب على الوزارات المهمة مثل الداخلية والخارجية والمالية، ورغم ذلك فقد قوبل تولى هذا العدد الكبير من النساء للحقائب الوزارية بترحيب دولى كبير، وركزت الصحف العالمية على هؤلاء السيدات اللاتى أصبحن فى مقدمة المشهد السياسى الفرنسى. وتأتى فى المقدمة نجاة بلقاسم - المغربية الأصل - التى تولت وزارة المرأة، بالإضافة لكونها الناطق الرسمى باسم الحكومة الفرنسية، لتصبح أصغر الوزراء سنا بعمر لا يتجاوز 34 عاما، وتعد المهاجرة المغربية التى انتقلت إلى فرنسا وهى فى الرابعة من عمرها لتلحق بأبيها العامل المهاجر فى فرنسا أول عضو فى حكومة فرنسية ينتمى مولداً وأبوة إلى المغرب. وعلى الرغم من أن بلقاسم لم تتول أى وزارة سابقة، إلا أنها أمضت عشر سنوات من العمل داخل الحزب الاشتراكى وتولت مسئوليات محلية، كما لعبت دوراً مهماً فى الانتخابات الرئاسية باستمالتها لأصوات المهاجرين خصوصا ذوى الأصول المغربية الذين رأوا فى عضويتها فى الحزب الاشتراكى سندا لمطالب المهاجرين الذين كانوا مستاءين من مواقف ساركوزى من مسألة الهجرة. ومن بلقاسم إلى «سيسيل ديفلو» وزيرة الإسكان والمساواة - 37 عاما - والتى كانت حديث الصحف العالمية الأسبوع الماضى بسبب حضورها الاجتماع الأول للحكومة مرتين ببنطال من الجينز، مما أثار تعليقات كثيرة، وديفلو هى زعيمة حزب الخضر، وقد اختارها أولاند بعد اتفاق تم بين حزبها والحزب الاشتراكى قبل الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية. أما «أوريلى فليبيتى» وزيرة الثقافة والاتصال، فهى روائية وسياسية فرنسية من أصول إيطالية، وكانت مكلفة بقضايا الإعلام والوسائط السمعية البصرية والثقافة فى فريق أولاند، وهى ابنة عامل مناجم ومناضل شيوعى قديم. واستكمالا لسلسلة الوزيرات من أصول غير فرنسية تأتى «فلور بيلرين» وهى أول امرأة من أصل كورى جنوبى تدخل الحكومة الفرنسية، ولدت بيلرين فى كوريا الجنوبية عام 1973، وتم تبنيها فى فرنسا بعد 6 أشهر من ولادتها، وأكملت المرحلة التعليمية فى المدارس والجامعات المرموقة فى فرنسا منها جامعة باريس السياسية ومعهد الإدارة الوطنية، وكانت ضمن المقربين لأولاند فى المعسكر الانتخابى عن الحزب الاشتراكى. أما «يامينا بنجويجى» وزيرة مفوضة لشئون الفرنسيين فى الخارج، فهى مخرجة فرنسية جزائرية الأصل، وقد خصصت أفلامها حول قضايا الهجرة والمهاجرين والعنف ضد المرأة واللامساواة بين الجنسين. وتأتى «كريستين توبيرا» وزيرة العدل كأحد أهم الوجوه البارزة فى الحكومة الجديدة، ولا تعد توبيرا، 62 عاما، وجها جديدا فى الحياة السياسية، حيث كانت نائبة فى المجلس الوطنى الفرنسى من 1993 وحتى 2012 وكان لها نشاطا بارزا، ففى عام 2001 قدمت قانونا لتجريم تجارة الرق والعبيد عبر الأطلسى باعتباره جريمة ضد الإنسانية، وفى عام 2002 كانت مرشحة حزب اليسار الراديكالى لرئاسة الجمهورية رغم أنها لم تكن عضوة فى الحزب، ونالت نسبة بسيطة من الأصوات، ثم أصبحت نائبة الحزب اليسارى فى العام نفسه. أما «ماريسول تورين» وزيرة الصحة والشئون الاجتماعية البالغة من العمر 53 عاما فكانت عضوا فى المجلس الوطنى الفرنسى لثلاث دورات متتالية منذ عام 1997 وحتى 2012. وزارة الرياضة كانت أيضاً من نصيب النساء، حيث تولت «فاليرى فورنيرون» حقيبة هذه الوزارة، وتعد فورنيرون متخصصة فى الطب الرياضى.