..«نحن فى البحرين حكومة وشعبا» نطلب هذا الاتحاد الخليجى حتى نحمى المنطقة من التهديدات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية التى تواجهها»، تصريح واضح وصريح ل «سميرة رجب» وزيرة الدولة لشئون الإعلام فى البحرين، أما رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان، فقد أكد أن التحديات الناجمة عن الظروف «الاستثنائية» تجعل الاتحاد الخليجى أمرا «ملحا» داعيا إلى إقامة منظومة أمنية موحدة لحماية دول الخليج. هذه التصريحات المؤيدة للاتحاد الخليجى بقوة جاءت قبل يوم واحد من انعقاد القمة الخليجية فى الرياض. أما تصريحات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى فى ختام القمة، فقد كشفت عن عدم اتخاذ خطوة تنفيذية فى اتجاه الاتحاد وكان نص التصريح:«رغم ترحيب كل من الدولتين بالاتحاد، لكن ليس هناك مؤشرات لاتخاذ خطوة اتحادية بين السعودية والبحرين فى هذه المرحلة»، وأبدى تفاؤله بإمكانية تحقيق الاتحاد ليشمل الجميع فى الاجتماع الخليجى المقبل. وكانت إيران قد اعتبرت إتمام الاتحاد بين السعودية والبحرين بمثابة «إعلان حرب»، وقد اعتبر بعض الخبراء التهديد الإيرانى غريبا ومرفوضا شكلا وموضوعا ويعتبر تدخلا ساخرا فى شئون الدول الأعضاء فى مجلس التعاون الخليجى. ولاشك أن التهديدات الإيرانية قد جعلت بعض الدول الخليجية تراجع مواقفها من الاتحاد، خاصة الكويت وقطر، بعد أن كانت المؤشرات ترجح موافقتهما على الاتحاد، وكان مقترح الاتحاد الخليجى تبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد. وفى رده على التهديدات الإيرانية أكد الأمير سعود الفيصل أن «بلاده ودول مجلس التعاون لن تعيق قيام اتحاد إيران مع من تشاء من الدول». وشدد على أن عليها «أن تبادلنا حسن الجوار»، وأضاف الفيصل أنه فى حال رغبة إيران تطبيع العلاقات مع دول المجلس، «فلا يمكن أن تكون بمعزل عن حل مسألة الجزر الإماراتية». وقالت دراسة أصدرها المعهد السعودى للدراسات الدبلوماسية إن التحول إلى «الاتحاد» بديلا عن «التعاون» أصبح مسألة مصير فى ظل تحولات إقليمية ودولية غير مسبوقة، ويمثل التكامل الدفاعى الضمانة الرئيسية لأمن دول الخليج بديلا عن التحالفات الإقليمية والدولية، كما أنه من المتوقع تطوير قوات «درع الجزيرة» وإنشاء جيش خليجى موحد. على الجانب الآخر للخليج العربى شنت طهران هجوما إعلاميا عنيفا على دول الخليج والاتحاد الخليجى، وأصدر مجلس الشورى الإيرانى بيانا أدان ما أسماه «المشروع السعودى لضم البحرين» وجاهر بعض الأعضاء بضم البحرين إلى إيران، وبدون شك فإن السياسات والأطماع الإيرانية أصبحت علنية و«مفضوحة»، فالبرلمان الإيرانى يجاهر بطلب ضم البحرين، وعلى الأرض تحتل إيران الجزر الإماراتية، وإيران تطالب بحتمية إقامة اتحاد بين إيران والعراق.. وماذا تريد إيران أيضا؟.. هل تطالب بضم المغرب أو السودان؟ أطماع إيران لن تنتهى، ولن يردعها حسن الجوار، إيران لا تعرف سوى منطقة القوة، وإلى المترددين بشأن اتخاذ قرار الانضمام للاتحاد الخليجى نقول إن أطماع إيران فى ثرواتكم واضحة، والأوهام الإيرانية فى إحياء الامبراطورية الفارسية ستصبح دول الخليج محافظات فى هذه الامبراطورية، مصير دول الخليج واحد، وهو مهدد بقوة من إيران، والاتحاد الخليجى هو خط المواجهة السياسى والعسكرى أمام تلك الأطماع..