صورة الصحفى على الشاشة سواء فى السينما أو فى التلفزيون دائما مشوهة.. ففى فيلم عمارة عقوبيان تم تقديم الصحفى على انه شاذ، وفى مسلسل «وكالة عطية» قدم الصحفى المتسلق الانتهازى الذى يصل إلى منصبه بطرق غير مشروعة، وفى فيلم «امرأة واحدة لا تكفى» تم تقديم شخصية الصحفى المتعدد العلاقات النسائية، وأخيرا فيلم «على وحدة ونص» الذى أثار جدلا واسعا داخل النطاق الصحفى، فلماذا تشوه الدراما صورة الصحفى على الشاشة ؟ هذا ما يجيب عنه هذا التحقيق... فى البداية يقول الناقد السينمائى نادر عدلى: للأسف الشديد على الرغم من ان الصحافة هى روح الفن وبدون الصحافة لا يكون هناك دعاية فنية ودرامية الا ان الفن لم يعط الصحافة حقها على الشاشة، فدائما ما نلاحظ وجود الصحفى بصورة غير لائقة على الشاشة ودائما يتم تجسيد الصحفى أو الصحفية فى دور الشاب الذى يبحث عن الخبر ويجرى وراء البطل ليتعرف على اخبار جديدة مثل شخصية الصحفية فى فيلم «النوم فى العسل» التى قامت بها الفنانة شرين سيف النصر، هذه هى الصورة المكررة دائما ولكن هناك صور ابشع بمراحل من ذلك. فعلى سبيل المثال قام الفنان خالد صالح فى مسلسل «بعد الفراق» بتجسيد دور الصحفى المتسلق الذى ينتهز كل الفرص ليحصل على منصب حتى انه يلغى مشاعره وعواطفة من اجل المنصب والسلطة، وايضا تم تجسيد دور الصحفى فى فيلم «عمارة يعقوبيان» فى دور الشاذ جنسيا والذى قام بالدور الفنان خالد الصاوي، ومن هذا فنجد انه بالفعل تم تجسيد الصحفى على الشاشة بصورة سلبية جدا ولكن دعينا نقُل ان ليس كل الصحفيين اشرافاً وليس كل الصحفيين اشراراً ولكن بين هذا وذاك يجب ان ننوع فى المضمون الدرامى الذى يتناول الصحفي. وتقول الفنانة ماجدة موريس: الصحفى على الشاشة غير مهدور حقه لأنه تم تقديمه بصور متعددة فعلى سبيل المثال قامت الفنانة يسرا بتقديم شخصية الصحفية المجتهدة التى تكشف قضية بيع الاطفال فى مسلسل «فى ايد امينة» وفى نفس العمل قدم هشام سليم شخصية الصحفى الفاسد. ومن هنا نقول ان الدراما قدمت هذا وذاك وانا لا ارى اى مبالغة فى ذلك. فالصحافة مثلها مثل اى مهنة اخرى منها الصالح والطالح وهذا لا يعيب الصحافة فى شىء لأن جميعنا بشر متنوعون، ولكن هناك شيئا آخر يجب إلقاء الضوء عليه وهو ان الدراما التى تتناول مهنة الصحافة معظم مؤلفيها لا يعرفون اساسيات المهنة فهناك عيوب جسيمة فى المعالجة الدرامية للصحافة فى الدراما، فمثلا نجد فى العديد من المسلسلات قيام الصحفى بالتحقيق فى قضية ما دون اذن رئيس التحرير وهذا لا يحدث فى مهنة الصحافة أو نشر خبر دون موافقة رئيس التحرير فهذا امر مبالغ فيه ولم يحدث فلابد من فهم طبيعة المهنة جيدا لكى نعالجها دراميا بشكل سليم. ويتفق الدكتور محمود خليل، أستاذ الصحافة بكلية الاعلام، مع موريس قائلا: نحن نعيش حالة من الاستسهال والغفلة الدرامية، وهذا هو العنوان الأصلح لمناقشة تلك القضية. فمؤلفو الدراما المصرية يكتبون دون ان يقرأوا أو يسألون فنجد ان الصحفى الموجود على الشاشة مختلف تماما عن الموجود فى الواقع، وترتيب اساسيات المهنة مختلف تماما عما هو واقعى، فنجد على سبيل المثال شخصية يسرا فى ايد امينة شخصية مبالغة ومخالفة تماما عما هو موجود فى الواقع فلا توجد صحفية تحاول ان تغير الكون فيما حولها بالاضافة الى الاسلوب غير اللائق التى تتحدث به الى رئيس تحريرها، فضلا عن انها تجرى تحقيقا عن الاتجار بالاطفال دون علم رئيس التحرير فكيف يحدث هذا فى الواقع، ايضا نجد الصحفى دائما يصورونه ذلك الفاسد المرتشى الذى يأخذ مالا مقابل كلمته ولكن الصحفيين ليسوا جميعهم كذلك فمنهم من هم اشراف، ايضا تصوير الصحفى فى فيلم «عمارة يعقوبيان» على انه شاذ جنسيا، وتصوير الصحفى على انه قواد ويدير شبكة نسائية وغيرها من الصور السلبية التى تشوه مهنة الصحافة بشكل كبير وتعطى انطباعاً سلبيا عليها، فلذلك نجد كثيرين ممن يريدون الالتحاق بكلية الاعلام اولياء امورهم خائفون من دخولهم الوسط الاعلامى وكأنه وسط مشبوه وهذا الامر فى غاية الخطورة، ولذلك فعلى المؤلفين ان يراعوا ذلك اثناء كتابتهم المهنة الصحافة لانها المهنة الاكثر شرفا .