اليوم.. الاتحاد المصري لطلبة صيدلة بجامعات مصر يطلق النسخة الرابعة من مؤتمر "EPSF"    وزير الري يتابع إجراءات تطوير منظومة إدارة وتوزيع المياه في مصر    تراجع أسعار الذهب مع تفاؤل الأسواق بمحادثات التجارة الأمريكية الصينية    موعد صرف مرتبات مايو 2025 وزيادة الحد الأدنى للأجور.. تفاصيل كاملة    البنك المركزي الصيني يخفض سعر الفائدة الرئيسي لدعم الاقتصاد    قصف متبادل بين الهند وباكستان يوقع قتلى وجرحى    مقتل شخص جراء قصف إسرائيلي لسيارة في مدينة صيدا جنوب لبنان    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    طائرات مسيرة تُهاجم أكبر قاعدة بحرية في السودان.. ما القصة؟    معركة نارية بين سان جيرمان وأرسنال لحسم بطاقة التأهل للنهائي    «أنهى حلم برشلونة».. صحف كتالونيا تنتقد قرارات حكم مباراة إنتر في دوري الأبطال    مصيرهم مش بإيديهم| موقف منتخب مصر للشباب من التأهل لربع نهائي أمم أفريقيا    فيديو.. الأرصاد: السبت والأحد ذروة الموجة الحارة    ضبط 379 مخالفة متنوعة بالأسواق والمخابز البلدية في أسوان    النيابة تعاين موقع تعدى مدرس على طالبات بمدرسة فى الإسكندرية    المؤبد لعاطل لحيازته 7 كيلو لمخدر الهيروين بالإسكندرية    النشرة المرورية.. زحام الطرق الرئيسية فى القاهرة والجيزة    تعرف على موعد فتح باب التقديم لمشاريع «ملتقى القاهرة السينمائي»    الأزهر يصدر دليلًا إرشاديًا حول الأضحية.. 16 معلومة شرعية لا غنى عنها في عيد الأضحى    الصحة والوكالة الفرنسية للتنمية تبحثان التعاون في مشروعات الرعاية الصحية والتوسع في التدريب    الصحة تنظم ورشة عمل لتنمية الكوادر وتعزيز تطبيق المنظومة الإلكترونية للموارد البشرية    طريقة عمل الفطير المشلتت الفلاحي على أصوله    السيطرة على حريق بسيارة ملاكي بدار السلام في سوهاج    سعر اللحوم الحمراء اليوم الأربعاء 7 مايو    كندة علوش تكشف علاقتها بالمطبخ وسر دخولها التمثيل صدفة    بعد حفل زفافها.. روجينا توجه رسالة ل «رنا رئيس»| شاهد    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأربعاء 7 مايو 2025 م    كندة علوش عن تجربتها مع السرطان: الكيماوي وقعلي شعري.. اشتريت باروكة وما لبستهاش    إحالة عاطلين للمحاكمة الجنائية لسرقتهما 6 منازل بمدينة بدر    النائب عمرو درويش: لا إلغاء تلقائي لعقود الإيجار القديم.. والمحاكم هي الفيصل حال عدم صدور قانون    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 7 مايو 2025.. حديد عز ب39 ألف جنيه    مواعيد امتحانات العام الدراسي المقبل لصفوف النقل والشهادات الدراسية 2026    ترامب: لا يمكن لإيران أن تمتلك أسلحة نووية ولن يبقى أمامنا خيار إذا سارت في طريق آخر    مباراة برشلونة وإنتر تدخل التاريخ.. ورافينيا يعادل رونالدو    كندة علوش تروي تجربتها مع السرطان وتوجه نصائح مؤثرة للسيدات    إريك جارسيا يلمح لتكرار "الجدل التحكيمي" في مواجهة إنتر: نعرف ما حدث مع هذا الحكم من قبل    «تحديد المصير».. مواجهات نارية للباحثين عن النجاة في دوري المحترفين    موعد مباريات اليوم الأربعاء 7 مايو 2025.. إنفوجراف    سيد عبد الحفيظ يتوقع قرار لجنة التظلمات بشأن مباراة القمة.. ورد مثير من أحمد سليمان    عاجل.. الذهب يقفز في مصر 185 جنيهًا بسبب التوترات الجيوسياسية    ترامب يعلّق على التصعيد بين الهند وباكستان: "أمر مؤسف.. وآمل أن ينتهي سريعًا"    الذكرى ال 80 ليوم النصر في ندوة لمركز الحوار.. صور    كوكلا رفعت: "أولاد النيل" توثيق لعفوية الطفولة وجمال الحياة على ضفاف النيل    موعد إجازة مولد النبوي الشريف 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    «كل يوم مادة لمدة أسبوع».. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي 2025 بمحافظة الجيزة    المؤتمر العاشر ل"المرأة العربية" يختتم أعماله بإعلان رؤية موحدة لحماية النساء من العنف السيبراني    متحدث الأوقاف": لا خلاف مع الأزهر بشأن قانون تنظيم الفتوى    مُعلق على مشنقة.. العثور على جثة شاب بمساكن اللاسلكي في بورسعيد    الهند: هجومنا على باكستان أظهر انضباطًا كبيرًا في اختيار الأهداف وطريقة التنفيذ    مكسب مالي غير متوقع لكن احترس.. حظ برج الدلو اليوم 7 مايو    3 أبراج «أعصابهم حديد».. هادئون جدًا يتصرفون كالقادة ويتحملون الضغوط كالجبال    من هو الدكتور ممدوح الدماطي المشرف على متحف قصر الزعفران؟    أطباء مستشفى دسوق العام يجرون جراحة ناجحة لإنقاذ حداد من سيخ حديدي    أمين الفتوي يحرم الزواج للرجل أو المرأة في بعض الحالات .. تعرف عليها    ارمِ.. اذبح.. احلق.. طف.. أفعال لا غنى عنها يوم النحر    «النهارده كام هجري؟».. تعرف على تاريخ اليوم في التقويم الهجري والميلادي    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«حسان» يعلن العصيان على المعونة الملعونة
نشر في أكتوبر يوم 19 - 02 - 2012

وبما أن مصر لن تبنى إلاّ بأياد مصرية فقد قررت «أكتوبر» دعوة أبناء الشعب العظيم فى الداخل والخارج - من خلال هذا التحقيق - المشاركة فى دعم الاقتصاد المصرى، والالتفاف حول مبادرة الشيخ محمد حسان لإنقاذ مصر قبل فوات الأوان لوجود مخطط - بناء على تأكيدات د.الجنزورى - لإسقاط الدولة وليس إسقاط المجلس العسكرى كما يردد البعض، مع التأكيد بأن المشاركة الشعبية ليست جديدة على أبناء الوطن حيث سبقتها دعوات وحملات عديدة وكان أشهرها بالطبع ما قامت به كوكب الشرق أم كلثوم فى الستينات عندما دعمت حملة المجهود الحربى بعد نكسة 1967 وقبل هذا التاريخ بسنوات طويلة فقد تطوع طلعت باشا حرب بالتعاون مع مجموعة من رجال الأعمال فى العهد الملكى بإنشاء بنك مصر برأسمال مصرى مائة فى المائة لتمويل مصانع الغزل والنسيج والحديد والصلب ودعم صناعة السينما وشق الأنفاق والترع فى محاولة مصرية للتخلص من القيود والقروض التى وضعها المحتل الإنجليزى على الحكومة المصرية فى عهد الملك فاروق الذى التقى بالأعيان والبكاوات ودعاهم لتشجيع طلعت باشا حرب من وراء ظهر المندوب السامى البريطانى.
وتجددت المشاركة الشعبية عندما رفض صندوق النقد الدولى تمويل السد العالى فى عهد الرئيس عبدالناصر، حيث انتفض الشعب عن بكرة أبيه وتبرع لإنجاح المشروع عن طريق المخلصين من أبناء الوطن، فقام د.عزيز صدقى رائد الصناعة الوطنية بزيارات مكوكية إلى روسيا والاستعانة بالخبرات الفنية والهندسية اللازمة، بالإضافة إلى زياراته المتكررة لألمانيا الشرقية، وشراء معدات الحفر والردم والتغطية، ولم تتوقف المشاركة الشعبية لبناء السد إلا بعد نكسة 67، والتى كانت أشبه بمؤامرة على القيادة المصرية لكبح جماح عبدالناصر ووأد حلم القومية العربية.
ولأن النور يأتى وسط الظلام دائماً فقد تجلت المشاركة الشعبية بعد نكسة 67 عندما ضاعت سيناء واحتلال إسرائيل لثلاث دول عربية، كما تحدت إسرائيل الإرادة المصرية والعربية وأنشأت خط بارليف على شط قناة السويس عندها أعلن موشيه ديان وزير الحرب الإسرائيلى آنذاك أن حدود إسرائيل تنتهى بانتهاء أقدام جنودها، عندها قرر الشعب المصرى العظيم محو آثار الهزيمة، ووضع يده فى يد قواته المسلحة وقررا معاً بناء الاقتصاد ودفع عجلة الإنتاج مع انطلاق مشاهير مصر آنذاك وعلى رأسهم كوكب الشرق
أم كلثوم لجمع تبرعات عينية ومادية لدعم الاقتصاد المصرى والوقوف بجوار الجيش المصرى العظيم فى محنته، حيث قامت تلك الفنانة القديرة برحلات مكوكية لقارات العالم الست والتبرع بعائد حفلاتها للخزانة العامة مما ساعد الرئيس عبدالناصر ومن بعده الرئيس السادات على عقد صفقات لطائرات وصواريخ هجومية وقنابل زنة ألف رطل لتدمير خط بارليف واستعادة أرض سيناء الحبيبة وهزيمة جيش إسرائيل الذى لا يقهر.
ولأن الليلة لا تختلف كثيراً عن البارحة فإن مصر تمر الآن بظروف اقتصادية صعبة وتمارس ضدها ضغوط رهيبة حيث أكد الكاتب الصحفى الكبير السيد النجار رئيس تحرير أخبار اليوم أن أمريكا تقوم حالياً بتأليب المؤسسات الاقتصادية الدولية والدول الأوروبية والعربية لعدم منح الحكومة المصرية أية قروض فى وقت يحتاج فيه الاقتصاد إلى 5 مليارات دولار بصورة عاجلة بعد تراجع الاحتياطى النقدى إلى 16 مليار دولار.
ترويج وتحريض
واعترف النجار أن أمريكا لن تتورع فى إثارة القلاقل والفوضى وضرب الاستقرار وإثارة النعرات الطائفية بين أهل النوبة وسيناء والمسلمين والأقباط، وتأجيج المطالب الفئوية وتشجيع الإضرابات والاحتجاجات والعصيان المدنى، وقد ظهر هذا بوضوح بعد أن ضبط أبناء المحلة الشرفاء ناشطاً استرالياً وآخر أمريكياً، ومترجمة مصرية يقومون بالترويج للعصيان والإضراب، بالتحريض تارة وتوزيع الأموال تارة أخرى.
ولأن عجلة الإنتاج تدور للوراء حالياً بعد تراجع إيرادات السياحة وتراجع معدلات النمو وهروب الاستثمارات الأجنبية، وزيادة المطالب الفئوية فقد اعترف د.ممتاز السعيد وزير المالية أمام لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب مؤخراً أن حكومة د. الجنزورى تواجه ورطة حقيقية فى الموازنة العامة للدولة بعد أن وصل عجز الموازنة إلى 141 مليار جنيه بنسبة عجز 8.6% فى وقت وصل فيه بند المصروفات إلى 117 ملياراً بزيادة 20 ملياراً عن العام الماضى.
ووسط هذا الجو الملبد بالغيوم فقد ظهرت دعوة الشيخ محمد حسان التى أعلن فيها عن مبادرة إنقاذ مصر لدعم الاقتصاد المصرى والاستغناء عن المعونة الأمريكية على أن يتم تشكيل مجلس إدارة المبادرة أو المشروع برئاسة د.أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر وعضوية د.على جمعة مفتى الديار المصرية ود.عبدالله القوصى وزير الأوقاف والعالم المصرى الكبير د. فاروق الباز والمستشار أحمد الزند رئيس مجلس القضاء الأعلى ود. محمد بديع مرشد الإخوان، بالإضافة إلى مستشارين وقانونيين ومتخصصين ومراقبين من وزارة المالية والجهاز المركزى للمحاسبات وشباب الثورة.
وأضاف الشيخ حسان: أن الشعب المصرى لن يقبل الهزيمة أو الإهانة، وأنه مستعد للمشاركة من أجل مصر حتى أن طلاب الجامعة قرروا التبرع بمصروفهم لدعم المعونة المصرية وأن عمال الغزل والنسيج والنقابات المهنية وأصحاب المحلات على أتم استعداد لدعم المشروع بعد توضيح آلية التبرع.
زمن السرقة
وشدد حسان على أن زمن السرقة قد انتهى، وأنه لن يبنى مصر إلا المصريون، وأن أموال الصناديق الخاصة ستكون تحت رقابة مشددة مؤكداً قدرة مجلس الشعب على ردع من تسول له نفسه سرقة أموال الشعب مرة أخرى.
وإذا كان الشيخ محمد حسان صاحب الفضل فى مبادرة إنقاذ مصر إلا أنه لم يكن أول من قام بذلك بعد الثورة حيث سبقه د. أحمد زويل الذى يعيش فى قلوب الملايين حاليا لدوره البارز فى دفع عجلة البحث العلمى وتعرضه لجزاء سنمار من أركان النظام السابق.
فأحمد زويل الذى حصل على جائزة نوبل عام 1999 لم يتفرغ للحديث عن نفسه فى الفضائيات، ولم يقحم تاريخه العلمى الطويل فى دهاليز وألاعيب السياسة، كما فعل د. البرادعى المرشح المنسحب من انتخابات الرئاسة بعد تراجع شعبيته بصورة رهيبة بناء على استطلاعات الرأى التى أجرتها معاهد الأبحاث الدولية والمحلية.
ولكن - د.أحمد زويل- الحاصل على قلادة النيل من الرئيس السابق مبارك قرر إنشاء جامعة للعلوم والتكنولوجيا يقوم بالتدريس فيها مجموعة من العلماء الحاصلين على جائزة نوبل تحدد مدة شهر أو شهرين لكل عالم على أن يكون التدريس مجاناً، كما نجح د. زويل فى تشكيل فريق عمل من 80 عالماً مصرياً لوضع تفاصيل المشروع من الناحية العملية.
ولكن فجأة وبلا سابق إنذار تخلى النظام السابق عن د. زويل وتبخرت أحلامه فى الهواء، وذلك لأن تقارير الأمن حذرت الرئيس السابق من شعبيته وتأثير ذلك على مشروع التوريث الذى كان يخطط له وتنفذه شلة جمال مبارك وعلى رأسهم أحمد عز وفتحى سرور وزكريا عزمى وصفوت الشريف وطبعاً سوزان مبارك.
وتأتى الثورة ويعود د. زويل من جديد ويظهر مشروعه إلى النور، ولكن بصورة متكاملة حيث وافق المشير محمد حسين طنطاوى القائد الأعلى للقوات المسلحة على كل طلبات زويل وبدعم من المجهود الشعبى على إنشاء مدينة زويل للأبحاث العلمية لتكون بمثابة مشروع قومى يلتف حوله المصريون.
وقد آمن د. زويل بالعلم، لأنه -كما قال- بالعلم وحده يتم بناء الأمم حيث استلهم العالم الكبير فكر الزعيم الهندى «نهرو» الذى قال: إن العلم هو سبيل الأمم الفقيرة إلى الثراء فيما اعترف د. زويل أن مصر فى حاجة إلى استغلال مواردها البشرية والطبيعية والطاقة الشمسية كما فعلت الصين والهند، مشدداً على أن موارد مصر من الغاز وقناة السويس لن تكفى لبناء مصر الحديثة.
غياب الثقة
وحتى تنجح أى مبادرة شعبية أو أى مجهودات فردية أو عامة، قالت د. إيمان شريف أستاذ علم النفس بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية إنه لابد من توافر الثقة بين الداعين لتلك المشروعات وفئات الشعب، وذلك بعد أن تقطعت حبال الثقة بين الحاكم والمحكوم نتيجة القهر والطغيان والظلم وعدم الشفافية التى كان يمارسها أركان النظام السابق، ففى الوقت الذى كان يوصى فيه الرئيس السابق رئيس وزرائه أو وزير ماليته بمحدودى الدخل كانت تصرفات رجال أعمال النظام وحاشية جمال مبارك ضد الطبقة الفقيرة، والدليل أن سعر طن الحديد وصل فى وقت من الأوقات إلى 8 آلاف جنيه فى حين لم تتجاوز تكلفته الحقيقية ال 3 آلاف، بل كان يتم استيراده من تركيا وروسيا بسعر لا يتجاوز ال 2500 جنيه، وبالتالى خلقت حالة عدم الثقة أو الإحباط الداخلى كثيرًا من غياب النزاهة والشفافية، مما أدى إلى غليان مكتوم فى صدور قطاعات عريضة من الشعب المصرى إلى أن قامت الثورة وانفجر المرجل فى وجه النظام والحاشية، وتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن السيادة كانت وستكون للشعب.
وبالتالى كما تقول د. إيمان شريف فإن مدينة زويل للأبحاث العلمية ستنجح لأن ثقة الشعب فى د. زويل بلا حدود، والدليل - كما قرأنا - أن د. زويل قام بدعوة 13 عالماً للتدريس والمشاركة فى دعم المشروع، وقد وافقوا على التدريس والمشاركة بعد وصول الدعوة ب 48 ساعة، والجميل فى الأمر أن 6 من هؤلاء العلماء من الحاصلين على جائزة نوبل، بالإضافة إلى أسماء مصرية مؤثرة فى الاقتصاد الأوروبى والأمريكى.
إذا كان الشىء بالشىء يذكر فقد سار الفنان محمد صبحى على نهج د. زويل، حيث دعا بعد ثورة 25 يناير إلى حملة المليار لبناء مساكن للفقراء، وتجميل وجه المناطق العشوائية التى تجاوز عددها 1200 منطقة فى عهد النظام البائد.
ولم يجلس الفنان القدير فى منزله انتظارا لدعم حملة المليار، ولكنه اقتدى بسيدة الغناء العربى أم كلثوم فى أعقاب نكسة 67 عندما تبنت مشروع المجهود الحربى لإنقاذ مصر، حيث سافر صبحى إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا والتقى بأبناء الجاليات المصرية هناك حيث وجد فيهم روح الإيثار والتفانى من أجل مصر.
وقد وعد صبحى - كما قال لأكتوبر - أن عمليات تطوير العشوائيات ستبدأ بإنشاء عقارات آدمية للفقراء من سكان العشوائيات فى القاهرة والسويس والإسكندرية وبورسعيد والمنيا، ثم باقى المحافظات تباعاً على أن يتم البناء بالتعاون مع القوات المسلحة التى تبرعت ب 50 مليون جنيه لدعم حملة المليار.
مشروعات صغيرة
والغرض من المشروع - كما قال الفنان القدير هو الحد من الهجرة الداخلية، وخلق فرص عمل جديدة فى المحافظات المصرية لتعزيز وجود تلك الفرص خارج القاهرة والإسكندرية، وإنشاء مشروعات صغيرة، وتزويد المساكن الجديدة بالمياه والكهرباء والصرف الصحى بغرض توفير حياة كريمة لسكان العشوائيات.
وكشف صبحى عن سر وهو أنه كان قد بدأ وضع حجر الأساس لمشروع مدينة «سنبل» على طريق مصر - الإسكندرية الصحراوى لتوفير الطعام والشراب، والتعليم والرعاية الصحية لأطفال الشوارع بعدها قررت سوزان مبارك المشاركة فى تنفيذ الفكرة بعيداً عن مدينة سنبل، إلا أنها لم تنجح فى تقديم شىء لأطفال الشوارع الذين يمثلون الآن قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار فى أية لحظة.
ومن جانبه قال الفنان محمود يس: أن الفن ما هو إلا رسالة لابد من توصيلها بأمانة، وبعد اندلاع الثورة أصبح هناك مساحة أكبر للتعبير عن الآراء وتقديم أعمال قوية، والفنان المصرى ليس بمعزل عن وطنه وعليه أن يساهم بشكل أو بآخر من أجل نهضة مصر وهذا ما فعله العديد من الفنانين فى الماضى مثل كوكب الشرق أم كلثوم وغيرها، والآن نحن نفعل نفس الشىء فالفنان القادر على جمع تبرعات من أجل مصر يفعل ذلك، والفنان الذى يقف بجوار الثوار ويساندهم ويشجعهم ويوجههم بشكل سليم يفعل ذلك أيضا، فمن بيده شىء يفعله، والذى ليس بيده شىء فعلى الأقل يساهم بتقليل أجره أو تقديم أعمال فقط من أجل مصر وليس من أجل الربح المادى، وأنا أرى أن معظم فنانى مصر منذ قيام ثورة يناير وحتى وقتنا هذا لم ينعزلوا فى كوكب آخر بل ظلوا يساندون الثوار بكل ما يمتلكون.
وفى ذات السياق يقول الفنان توفيق عبدالحميد: عندما تكتمل الثورة ستفرز فناً وعناصر فنية محترمة تستطيع أن تقدم شيئا لمصر ولكن حالياً هذا الأمر لا يمكن حدوثه وإن كان هناك بعض الفنانين الذين يحاولون تقديم شىء لمصر فأنا أعتقد أن هذا الأمر ليس له أى قيمة إلا بعد اكتمال ثورتنا المجيدة التى لم تكتمل بعد حتى الآن!!
المواطن مصرى
ويعترف الفنان أحمد بدير: أن الفنان المصرى صاحب دور رئيسى ومحورى فى الحياة السياسية، وهناك فنانون قادرون على أن يقدموا شيئا مميزا للغاية مثل الفنان الكبير محمد صبحى ولكن آخرين لم يقدروا على فعل ذلك ولكن يقدمون شيئا آخر من الممكن أن يكون هذا الشىء غير بارز وغير معلوم ولكن فى النهاية من بيده شىء يقدمه ، وهذا لا ينطبق على الفنانين فقط ولكن الأمر يرتبط بكل مواطن مصرى وعلينا جميعا أن نتكاتف حتى نصل بمصر إلى بر الأمان، وعلى الأقل أن نبعد عن حالة الفزع والشغب الموجودة كل يوم وكل أسبوع فكيف لمصر أن تتقدم فى ظل هذه الظروف الصعبة؟ حتى لو قمنا بمشروع المجهود الحربى الذى ظهرت بوادره فى الخمسينات، وتم تنفيذه فى الستينات عند بناء السد العالى ويطالب بدير فى كيفية النهوض بمصر.. ووقتها سيظهر الآلاف بل الملايين ممن يعشقون تراب هذا الوطن ويرغبون فى التضحية بكل ما لديهم من أن أجل إبقاء مصر..
ويشير الفنان صلاح السعدنى قائلاً: للأسف الشديد نحن بعيدون كل البُعد عن التفكير فى «كيفية إنقاذ مصر» ولكن نحن كفنانين مصريين نساند الثورة والثوار ولكننا مختلفون مع حالة الهرج والمرج التى تحدث فى شوارعنا وفى بيوتنا، ومن جانبنا قمنا كفنانين بتكوين «جبهة الإبداع» وهذه الجبهة ليست مجرد شعار وهمى ولكنها قائمة من أجل إنقاذ مصر وتراثها والحفاظ على فنانيها، وتم تأسيسها بغرض التبرع من أجل مصر، وتقليل أجر البعض، ومحاولة إنشاء العديد من الندوات والاجتماعات داخل مصر وخارجها حتى يتسنى لمن يستطيع أن يقدم شيئا لمصر أن يقدمه، «جبهة الإبداع» هدفها أيضا حماية الفن المصرى من الانهيار مؤكدًا أن المصرى والفنانين المصريين عملة نادرة يرغب كثيرون فى استثمارها ولكننا من خلال «جبهة الإبداع» سندافع عن الفن المصرى، لأن الفنان المصرى لا يعمل من برجه العاجى ولا يفكر فقط فى نفسه كما يشيع ويتردد ولكن جميعنا نعمل من أجل إنقاذ مصر.
صناعة السينما
وألمح الناقد نادر عدلى إلى أن السينما صناعة وفن.. وهناك تشابك بينهما يجعل فهم الجانب الاقتصادى شديد الصعوبة، وكل ما أقدر أن أشير إليه أن الفن عنصر مؤثر فى الاقتصاد المصرى وخاصة السينما المصرية فهى صناعة هدفها الرئيسى دعم السوق المصرية ودعم علاقات مصر بالدول الأخرى، أما عن دور محمد صبحى الملموس فهذا الفنان رائع إنسانيا ورائع فنيا ، وهو صاحب فكر خاص للغاية وعندما فكر فى حملة البحث عن «المليار» من أجل مصر فهو تفكير محترم نشكره جميعا عليه، ولكن أحب أن أشير أن صبحى يتمتع بعلاقات خارجية جيدة وشخص محبوب دوليا ولذلك فهو سينجح فى ذلك، أما باقى الفنانين فهم أيضا أصحاب رسالة ودور بارز ولا نستطيع أن نقلل من دور أحد أبدا وكل شخص يقدم حسب استطاعته شيئا لمصر..
ومن جهتها قالت الفنانة صابرين: أطلقنا حملة بعنوان «إعلاميون وفنانون فى حب مصر» وتم إنشاء صفحة خاصة بتلك الحملة على الفيس بوك وانضم إليها العديد من الفنانين والفنانات مثل هند عاكف ومجدى كامل ونشوى مصطفى ومجدى صبحى وندى بسيونى ومجدى فكرى وعصام شاهين وأيمن إسماعيل والسيناريست عبدالفتاح على عقيلى ومحمود شاكر ونبيل عبدالفتاح ووحيد الملاح ومن المخرجين نبيل الجوهرى وإبراهيم علوان وحسين عبدالفتاح والإعلامى طارق عبدالمجيد والإعلامى طارق أبوالسعود ومحمد هلال ونجلاء البيومى، هدف هذه الحملة هو محاربة كافة الظواهر السلبية فى المجتمع وتبرع العديد من الفنانين والنجوم بأجورهم من أجل مصر والنهوض باقتصادها القومى، وقامت شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات بتبنى تلك الحملة من خلال بث تنويهات اجتماعية عبر الإذاعة والتليفزيون، ونتمنى نجاح تلك الحملة من أجل النهوض بمصر وبوطننا الحبيب، أيضا لابد أن أشكر الفنان الكبير والعظيم محمد صبحى على ما يفعله من دور عظيم وبارز من أجل مصر والمصريين.
رجال البيزنس
وعن دور رجال الأعمال المستثمرين قال المهندس يحيى زلط رئيس غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات: أن رجال الأعمال ينبغى أن يكونوا فى طليعة المساهمين فى الدعم الشعبى لمواجهة توقف المعونات والمساعدات الواردة إلى مصر سواء كانت تلك المساعدات من أمريكا أو غيرها، فنحن كمصريين أولا نرفض أن نكون خاضعين لأى دولة فى العالم مهما كان حجمها وموقعها، كما أننا لا نقبل التهديدات، وندرك تماما أن مصر لن تبنى وتتقدم إلا بأيدى المصريين وحدهم، فلا توجد دولة فى العالم خاصة أمريكا تسعد بتقدمنا وإزدهارنا لذلك فهى تعمل وستعمل دوما على محاولة وأد هذا التقدم.
أضاف زلط: وأرى أن أهم دعم ينبغى أن يكون للاقتصاد من رجال الأعمال هو محاولة كل رجل أعمال الرقى بقطاعه، ومحاولة الاحتفاظ بالعمالة قدر المستطاع حتى تمر الأزمة الحالية من عدم إستقرار، وعدم وضوح للرؤية، كما ينبغى أن تتكاتف الحكومة مع كافة القطاعات للتغلب على الأزمات والمشكلات التى تواجهها. فعلى سبيل المثال فى قطاعنا الخاص بصناعة الجلود، هناك حالة توقف شبه تام لمعظم منشآت القطاع، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية لمعظم تلك المنشآت 15% فقط أى أن هناك 85% طاقة معطلة، والسبب فى ذلك أننا نصدر الخامات، ونستورد بضائع بأسعار وهمية وفواتير غير حقيقية ويتم ترويج تلك البضائع بأسعار متدنية دون أن تحصل الدولة على حقوقها من ضرائب أو جمارك، إضافة إلى ضرب الصناعة الوطنية فى مقتل.
وأشار زلط إلى أنه وفقا لإحصائيات وزارة الكهرباء، فإن عدد منشآت قطاع صناعة الجلود فى مصر 23 ألف منشأة، منها 11 ألفا و800 منشأة مرخصة، وعشرة آلاف و332 منشأة غير مرخصة، جميع تلك المنشآت يعمل بها نحو 480ألف عامل، فهل ندرك حجم الطاقة المعطلة والخسائر التى يتكبدها أصحاب تلك المنشآت للحفاظ على العمالة؟!.
وتابع زلط: للأسف الشديد فإن تصدير قطعة الجلد الخام الواحدة يعطى عائدا 400 جنيه فقط، بينما تصنيع تلك القطعة يعطى عائد أربعة آلاف جنيه أى عشرة أضعاف تصدير الخام، ورغم ذلك فهناك من يصر على تصدير الخام رغم أن التصنيع يرفع العائد، ويزيد الاستثمارات والأيدى العاملة التى تعانى بطالة الآن، كما أن تصدير المنتج بدلا من الخام يجعلنا فى طليعة المنافسين عالميا، نظرا لجودة خاماتنا ومهارة عمالنا.
بناء المدارس
اتفق مع الرأى السابق على شرف رئيس غرفة صناعة الحبوب فى اتحاد الصناعات وقال: دورنا كرجال أعمال لا ينبغى أن يكون عند توقف المعونات فقط، بل طول الوقت، وإن كان الأمر يتطلب اهتماما زائدا عند التهديد بإذلالنا، فنحن لنا دور مع عمالنا أولا: باعتبارهم قطاعًا من الشعب يحتاج إلى المساعدة خاصة فى تلك الأيام التى يكثر فيها التهديد بالإضراب والاعتصام والتوقف عن العمل، كما أن لنا دورا اجتماعيا آخر فى المساهمة فى بناء المدارس والمستشفيات وغيرها من المنشآت الخدمية، فليس من المعقول أن نعتمد على الحكومة فى كل كبيرة وصغيرة، إضافة إلى أن قربنا أكثر من الشارع يجعلنا أسرع فى تقديم الخدمة من الإجراءات البيروقراطية والتعقيدات الحكومية، فعلى سبيل المثال إذا كان هناك مستشفى أو مركز طبى ينقصه جهاز غسيل كلوى، او معدات بسيطة لماذا لا أقدمها كرجل أعمال إنقاذا لحياة أرواح العشرات أو المئات ممن يترددون على هذا المكان.
وأشار شرف إلى أن عملية الدعم الشعبى تحتاج إلى شحن معنوى قوى من الإعلام، لأنه ليس من المنطقى أن بضعة ملايين من الدولارات تجعلنا نركع أمام أمريكا أو غيرها، كما أن تلك المساعدات كانت تأتينا فى صورة سلع بأسعار مبالغ فيها، أو فى صورة أجور خبراء بمبالغ أيضا خيالية. لذلك فأنا أرى أن المليار دولار التى يهددون بقطعها لا تساوى أكثر من 200 مليون فقط.
وعن اقتراحه للمساهمة فى الدعم الشعبى، قال شرف، الموضوع ليس فى حاجة إلى اقتراحات، إنما نشحذ همم رجال مصر الشرفاء للمساهمة فى الأزمة، ونحن فى غرفة الحبوب كانت لنا سابقة منذ عامين، عندما جمعنا مليون جنيه فى يوم واحد لصالح القرى الأكثر فقراً فى المنيا والشرقية، وإذا طلب منا الأكثر لدفعنا، فنحن لسنا أقل ممن كانوا يساهمون فى المجهود الحربى قبل انتصار 73.
وقال شرف: يمكننا أن نوفر نحو ستة مليارات جنيه، إذا ما رشّدنا الدعم الموجه لرغيف الخبز، فأزمة الرغيف أنه أرخص من أى علف للمواشى، لذلك يذهب أغلبه فى القرى لإطعام الطيور والحيوانات، وتبذل الدولة مجهودات مضنية فى دعم كل مراحل تصنيعه والرقابة عليه دون جدوى، فهى تدعم القمح، وتدعم المطاحن، وتدعم المخابز، ولكن إذا وجهت الدعم فقط للمخابز فسيكون ذلك أفضل كثيراً، فالرغيف يتكلف نحو 25 قرشاً، ويباع بخمسة قروش فقط، وهذا ليس عدلاً، ولا توجد دولة فى العالم تدعم بهذه النسبة الكبيرة.
أما الدكتور محمد المنوفى رئيس جمعية مستثمرى أكتوبر، فقد تبنى مبادرة إيجابية حقيقية، من خلال تبرع كل عامل فى مصانعه بأجر يوم للمساهمة فى الدعم الشعبى ضد وقف المعونات، مشيراً إلى أن عدد عمال مصنعه يبلغون نحو 1450 عاملاً.
وقال المنوفى: قد يكون إجمالى المبلغ ليس كبيراً، لكنه نواة، كما أنها مبادرة أولاً لتوصيل رسالة إلى الخارج أننا لا ننحنى أبداً إلا الله. وثانياً أن كل عامل يشعر أن بلده هو مسئوليته، وأمانه وكرامته فى رقبته، وأن تلك المعانى الجميلة لن تأتى إلا بالعمل والإصرار على التصدى لأقصى الظروف والمواقف.
أضاف رئيس جمعية مستثمرى أكتوبر، يكفينا فخراً أننا رغم تراجع الأوضاع الأمنية والاقتصادية لم نستغن عن أى عامل، وذلك من واقع مسئوليتنا الاجتماعية عن استقرار بلدنا، مشيراً إلى أن كل مصنع فى مصر مهما كان صغيراً لو تبرع بأجر يوم من أجور عماله لأمكننا جمع «مليارات» وليست «ملايين».
مليارات المغتربين
أما عفت عبد العاطى رئيس شعبة مصنعى السيارات فى الغرف التجارية فقال: لى خلفية عسكرية، تجعلنى أؤكد أننا لا نقبل الخضوع أو الإذلال لبلدنا ونحن قادرون على الاستغناء عن أى معونات أو دعم، ومنذ أيام قليلة كنت فى اجتماع مع بعض المصريين المغتربين الذين اقترحوا مبادرة بأن يدفع كل مغترب مبلغ ألف دولار حتى ولو على دفعتين لدعم الاقتصاد، وإذا علمنا أن هناك نحو عشرة ملايين مغترب، فإن إجمالى المبلغ الذى سنجمعه سيصل إلى عشرة مليار دولار، تمكنها فعل الكثير.
وانتقد عبد العاطى التشريعات الضريبية العالمية، مطلباً بتغييرها، وقال: ليس من المعقول أن أحاسب كل شرائح المجتمع على 20% فقط، والوحيد الذى يدفعها بالتزام هو الموظف البسيط التى تخصم من راتبه، أما الذين يكسبون المليارات فيتهربون منها ويتحايلون لعدم دفعها، بل نكافئهم بدعم الكهرباء، والبنزين وغيرهما.
وقال رئيس شعبة السيارات، علينا أن نترك الكلام ونعمل بجد لإثبات أننا دوماً شعب عريق، خاصة أمام أمريكا التى تتشدق بحمايتها لحقوق الإنسان، وتمول التخريب والفوضى فى مصر، فى الوقت الذى تقذف فيه بمتظاهريها فى المحيط.
وعلى الجانب الآخر، استبعد يحيى زنانيرى رئيس جمعية منتجى ومصنعى الملابس الجاهزة لجوء أمريكا لقطع المعونة عن مصر، نظراً لموقف مصر الإقليمى والاستراتيجى فى المنطقة وما يمثله ذلك من أمن ودعم لأمريكا وإسرائيل.
وقال زنانيرى: لسنا بعافية تسمح لنا كرجال أعمال بالمساعدة الآن، وإن كنت أرى ضرورة الاستغناء عن المعونات فيما بعد وأن نكون أسياد قرارنا وتلك هى الحِنكة السياسية.
وقال المهندس مدحت مصطفى رئيس شعبة الرخام والجرانيت فى اتحاد الصناعات، نحن كرجال أعمال لنا دور مجتمعى، ومساهمتنا واجب قومى ينبغى أن نقوم به، ولكننا الآن نواجه الكثير من المشكلات التى تتسبب فى وقف جزئى لنشاطاتنا، ورغم ذلك فأنا مازلت أحتفظ بعمالى جميعاً وذلك من منطلق مسئوليتى الاجتماعية أولاً عن استقرارهم، وثانياً عن استقرار البلد.
وأوضح مصطفى، أن أكثر القطاعات تضرراً من عدم الاستقرار الذى تشهده البلاد حالياً هو القطاع الصناعى، الذى يسعى للاحتفاظ بعمالته ودفع عجلة الإنتاج، والوفاء بالتزاماته الضريبية، وفوائد البنوك وأقساطها فى الوقت الذى توقفت فيه عجلة الإنتاج بشكل جزئى.. وهذا لا يحقق مكاسب.
إنفاق الحكومة
وقال محمد جنيدى نقيب الصناعيين: تبنينا فى النقابة التى تضم فى عضويتها نحو 150مصنعا من كبرى مصانع مصر، مبادرة تطالب الحكومة بتخفيض إنفاقها المبالغ فيه على المكاتب الفخمة وأسطول السيارات وقاعات الاجتماعات التى لا تستخدم إلا مرة او مرتين فى العالم، والمطالبة بحصر الأصول الحكومية غير المستغلة، ودراسة العائد الاقتصادى لتلك الأصول حتى تحقق النفع منها.
وأضاف جنيدى، تبنينا أيضا مبادرة لمطالبة الحكومة بمراجعة الصناديق الخاصة، وصناديق النذور التابعة لوزارة الاوقاف التى اكتشفنا أن بها أوقافا مخصصة للكلاب والقطط، لأننا لسنا أقل من أمريكا التى عدلوا القانون فيها أثناء الأزمة المالية وأخذوا نسبة من الأوقاف المخصصة للحيوانات، فى الوقت الذى يعيش فيه ملايين المصريين فى العشش والمقابر.
وقال نقيب المستثمرين الصناعيين، ليس لدينا مانع أن نضحى بأموالنا بل، أرواحنا لرفعة الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.