باستثناء الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا تشكلت منظمة «سيلاك» للدول الأمريكية ومنطقة الكاريبى خلال اجتماع استضافه الرئيس الفنزويلى «هوجو شافيز» بالعاصمة «كراكاس» أوائل الشهر الجارى لتحل محل منظمة الدول الأمريكية (OIS) التى تخضع لهيمنة الولاياتالمتحدة، والسؤال الذى يطرح نفسه: هل تنجح فعلاً هذه المنظمة الوليدة فى أن تكون بديلاً للمنظمة الأمريكية، كما تنبأ لها البعض، أم أن دورها لن يخرج عن كونها مجلس استشارى لحل المشاكل التى تواجه أمريكا اللاتينية كما وصفها البعض الآخر؟ وكانت العاصمة الفنزويلية «كراكاس» شهدت ولادة عملاق اسمه «سيلاك» (تجمع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبى) بمشاركة 33 دولة بمبادرة من الرئيس الفنزويلى «شافيز» المعروف بمعاداته للولايات المتحدة، حضرها أغلب رؤساء هذه الدول ولم يتم توجيه الدعوى لكندا والولاياتالمتحدة، حيث أشار شافيز إلى أن القمة كانت مقررة فى أوائل يوليو لكنه اضطر إلى تأجيلها بعد تشخيص إصابته بمرض السرطان، وقال: بمرور السنين ستترك سيلاك وراء ظهرها منظمة الدول الأمريكية القديمة، مؤكداً أن هذا الاندماج سيحول أمريكا اللاتينية إلى قوة حقيقية فى مسرح الأحداث الدولية، ووصف الرئيس الكوبى «راؤول كاسترو» تأسيس تجمع لدول أمريكا اللاتينية والكاريبى بأهم حدث للمنطقة، وإذا حققت نجاحا يمكن أن تعتبر بمثابة أكبر خطوة على مدار المائتى عام من شبه الاستقلال الذى تشهده المنطقة الآن، كما صرح رئيس الإكوادور «رافائيل كوريا» بأنه يأمل أن تستطيع «سيلاك» التى تضم دولاً يتجاوز عدد سكانها 550 مليون نسمة أن تحل محل منظمة (OIS) التى أنشئت فى عام 1948 وتضم 35 دولة وتتخذ من واشنطن مقراً لها، وعلى الجانب الآخر يرى الخبير من المعهد الأكاديمى الروسى للدراسات الأمريكية اللاتينية «ربيجنيف إيفانوفسكى» أن المنظمة الوليدة غير مؤهلة فى هذه المرحلة لتكون بديلاً عن منظمة الدول الأمريكية مرجحا أن تصبح آلية تشاورية لحل مشاكل تواجه أمريكا اللاتينية، وفى حين اعتبر بعض قادة الدول اللاتينية «سيلاك» أداة لمعارضة نفوذ الولاياتالمتحدة وأن تحل محل منظمة الدول الأمريكية، أعرب مسئولو دول أخرى أنها منظمة مكملة، وتعهد زعماء الدول اللاتينية بتحسين الروابط بين دول المنطقة وأعربوا خلال القمة التى استمرت يومين عن أملهم فى تجاوز الظروف العصيبة من خلال تعزيز الصناعات المحلية وزيادة التبادل التجارى داخل المنطقة، كما وقّع رؤساء هذه المجموعة الجديدة التى تضم دول منظمة الدول الأمريكية باستثناء الولاياتالمتحدة وكندا على الوثيقة التأسيسية لهذه المجموعة وتتضمن البيان الختامى على وحدة أمريكا اللاتينية مع الاحترام الكامل للخصوصيات الثقافية واللاتينية والتشديد على التكامل الاقتصادى والتنسيق فىالسياسة الخارجية، كما ندد البيان بالحصار الذى تفرضه الولاياتالمتحدة على كوبا، كما دعّم البيان حقوق الأرجنتين فى استعادة سيادتها على جزر المالوين التى تحتلها بريطانيا، واختتم تجمع دول أمريكا اللاتينية والكاريبى قمته بتولى الرئيس التشيلى «سباستيان بنيرا» الرئاسة المؤقتة للتجمع، حيث من المفترض أن تستمر شيلى فى رئاسة الاجتماعات خلال العام الأول وسيتم انعقاد القمة المقبلة فى سانتياجو بحلول عام 2012، وفى الوقت الذى امتنعت فيه الولاياتالمتحدة عن التعليق على الأمر أرسل الرئيس الصينى «هوجينتاو» رسالة إلى شافيز يهنئ فيها دول المنطقة على هذا التكتل، كما رحبت وزارة الخارجية الروسية بمبادرة قادة أمريكا اللاتينية وأعربت عن استعدادها لإقامة علاقات تعاون مع المنظمة الجديدة ووصفتها بأنها خطوة مهمة لعملية إنشاء نظام عالمى متعدد الأقطاب، يذكر أن المحاولة الأولى لتأسيس هذه الرابطة كانت عام 1948 حين تشكلت آنذاك منظمة الدول الأمريكية، وفى عام 2008 شكل زعماء 12 دولة اتحاد دول أمريكا اللاتينية نموذجا للمجموعة الجديدة الأوسع التى تهدف لإنشاء صندوق احتياطى إقليمى للأزمات الاقتصادية وإنشاء هيئة لمراقبة حقوق الإنسان.