احترت والله واحتار دليلى مثل كل المشاهدين والمتابعين للهوجة الاعلامية التى نعيشها منذ فترة وازدادت بكثرة فى الأيام الأخيرة. كان من يملك المال زمان ويريد أن يشتهر يدخل عالم السينما من باب الانتاج ليصبح فى دائرة الأضواء، وبعد أن تدهور حال الفن لجأ إلى الدخول فى المجال الرياضى وخاصة فى الاندية الكبيرة والاتحادات الرياضية وذهب البعض إلى إصدار الصحف من أجل الدفاع عن مصالح أو استثمار علاقاته لجلب مصلحة جديدة، وتطورت الطموحات بعد ذلك وتحول الإعلام إلى الفضاء الواسع وأصبحنا نرى قناة فضائية جديدة كل بضعة أيام. ونظرا لتنوع البرامج وكثرة القنوات زادت الحاجة إلى وجود ضيوف لشغل المساحة الزمنية وجذب المشاهدين وباستثناء قلة من القنوات الفضائية الخاصة التى تجتهد لتقديم خدمة إعلامية محترمة وتشكيل الوعى السياسىوالاجتماعى للمشاهد، نجد أن أغلبية القنوات قد تحولت إلى مولد إعلامى بدون صاحب وبات من السهل على أى (تافه) أو جاهل أن يتحدث فى شتى القضايا كأنه (أبو العريف). وأصبح كل من هؤلاء المدعين يطلق عليه لقب (خبير) مرة أمنى ومرة استراتيجى- ولو أنى مش عارف يعنى إيه استراتيجى- وأحيانا سياسى أو قانونى، ولامانع أن يكون خبيرا فى الرياضة وهو لم يرتدى يوما زيا رياضيا فى حياته، المهم أن تكون له علاقات او مصالح مشتركة مع القائمين على القناة ليظهر بطلعته البهية على الشاشة. يجب ان يجتمع أهل الخبرة الإعلامية الحقيقيون لوضع حد لهذه المهازل التى نراها بصفة يومية على الشاشات وأن يتم عمل ميثاق إعلامى يؤكد على مهنية الإعلام وان تتم استضافة الشخص المناسب للحديث فى الموضوعات التى يلم بجوانبها ويعرف خباياها رحمة بالمشاهدين وكفانا عكا واسفافا. ارحمونا من غربان الفضائيات الذين يثيرون الفتنة بين طوائف الشعب ولن ينصلح حال بلدنا إلا بعد أن نتخلص من غربان البرامج.. صدقونى هؤلاء هم المنتفعون وأصحاب المصالح وخبراء للايجار.