رائحة الموت تفوح من دولة عربية اسلامية شقيقة ومن إحدى دول الجوار.. فالجفاف والفقر والحروب الأهلية تعصف بحياة مليون ونصف المليون طفل.. فالمشهد مخيف ومؤلم فالاطفال تلقى فى الطرقات والشوارع مثل «كلاب السكك» والأم تترك طفلها عارياً على الأرض يصارع الموت بعد أن أعيتها الحيل وشاهدنا فى كل القنوات الفضائية هيكلاً عظمياً يمشى على أربع لا يستطيع الوقوف على قدميه.. فالمجاعة تزحف بشكل سريع وتهدد بحصد أرواح 3,7 مليون شخص فى القرن الأفريقى دعوات إنقاذ عاجلة تعلو صوتها للمسلمين وأهل الأرض لنجدة الشعب الذى تاه فى القرن الواحد والعشرين فرسولنا صلى الله علية وسلم قال: والله لايؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالو من يا رسول الله قال من بات شبعانا وجاره جائع».. ونحن نعيش شهر فضيل عظم الله فيه فريضة الصوم لأن من فضائله حث المسلمين على الإحساس بالمسلم الجائع الفقير وكيفية صبره عليه، وأدعو كل أٍسرة مصرية وعربية أن ترسل زكاة فطرها إلى أشقائنا الذين يتضورون جوعاً من خلال منظمات المجتمع المدنى فنحن أولى من غيرنا بهم لنحبط الأهداف الاستعمارية والتبشيرية التى تستغل حالة الفقر والجهل لتمزيقها بإشاعة الخراب والفوضى. وأدعو أيضا للتوقف قليلا عن المليونيات والصراع حول مصالحنا المحدودة لأن أهداف الثورة العودة الى هويتنا العربية وإلاسلامية ونفض غبار التمزق. والمشهد الصومالى معقد ويثير الجدل فالعصبية القبلية تعصف بكيان الدولة ومؤسساتها والجدل والصراع القبلى سمة مجتمعهم منذ يناير 1991 بعد سقوط حكومة سياد برى.. ويعود هذا الصراع منذ الاستعمار الانجليزى للشمال الصومالى والإيطالى للجنوب وساعد أيضا على نمو العصبية وتعامل مع كل قبيلة وعشيرة على حدة دون غيرها ولم يسمح بتأسيس مؤسسات دولة. وأصبحت كل مجموعة مستقلة عن غيرها مما أفرز ما يسمى بالقبلية السياسية فحاربت زعماء القبائل الكفاءات العلمية والإدارية وسيطروا على قطاعات الدولة وفقدت الكوادر الحكومية جميع المهارات والكفاءات ومن الناحية الأخرى المعارضة السياسية لاتملك أى مشروع سياسى قومى واضح المعالم يخرج شعب الصومال من أزماته المتكررة والمتشابهة. وساعد هذا الصراع الطويل على التدخل الأثيوبى السافر وتعاظم دوره مدعوما من الاتحاد الأوروبى وأمريكا.. وذلك لتراجع الدور المصرى فى المرحلة السابقة فى عهد انقطعت فيه جميع الأوصال داخليا وخارجيا مما ساهم فى عزل الصومال عن محيطها العربى وتركها لأطماع إقليمية ودولية. وهذه فرصة سانحة للعرب والمسلمين وما يملكونة من ثروات وإمكانات لإنقاذها والمطلوب حاليا أن ترفع الدول العربية الحصار عن استيراد الثروات الحيوانية والسمكية الصومالية وضرورة الإسراع فى المصالحة الوطنية والحوار بين الطوائف والتأكيد على اللُحمة الوطنية وذلك من خلال الدور العربى الدبلوماسى والدورالمصرى لما له من ثقل أفريقى والمشاركة فى إعادة إعمار الصومال وبناء المؤسسات التعليمية والخدمية وحفر الآبار وزراعة العديد من المحاصيل التى تتلاءم مع طبيعتها وزراعة أشجار النخيل وسرعة مشاركة قوات عربية ودولية فى حفظ السلام وفض النزاع القبلى حتى لا يكون الحل مؤقتاً ومسكناً الذى يمثل فى توزيع ملايين جولات الشعير والدقيق والأدوية والألبان لعلاج سوء التغذية.. فيهدأ البركان قليلا ثم يثور ويخرج حممه ليدمر كل شىء حوله.. فقضية القرن الأفريقى لا تقل أهمية عن القضية الفلسطينية فالانقسامات والنزاعات الداخلية والاحتلال عامل مشترك والفقر والجوع يجعل القضية الأولى تقفز إلى الصدارة.. وإخيرا يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منا»