احتلت «الحناء» منذ قرون طويلة مكانة كبيرة فى قاموس الجمال لأهل الشرق، فضلاً عن استخداماتها الطبية المتعددة، فبعد أن كان استخداماتها يقتصر على تلوين باطن الكف بعد مزجها بالماء وماء الزهر، باتت اليوم تستخدم بشكل واسع النطاق يشبه الموسوعة المصورة لأشكال ورسومات مختلفة باختلاف الحضارات وخصوصاً الشرقية، وبعد تأثيرها الكبير بدأت تجتاح أوروبا وأمريكا. فهناك الحناء السودانية والإيرانية التى اشتهرت بصورة كبيرة وتمتاز بنقوشها المتعددة وبلونها القاتم السواد الذى ينتج عن خلط بودرة الحناء بالصبغة السوداء وهناك الهندية واليمنية التى تميل للون الأحمر والتى تخلط بماء الورد والزعفران لتطيب رائحة اليدين وتمتاز بخطوطها البالغة الدقة ونقوشها المنمقة، وهناك الحناء المغربية التى تمتاز بلونها الداكن ورسوماتها الكبيرة التى تحتل فيها أشكال الورود والزهور وأوراق النباتات مكانة مهمة، ومهما كان شكل أو لون الحناء فإن فوائدها على البشرة تبقى ملحوظة حيث تؤدى إلى ترطيب بشرة اليدين والقدمين ومعالجة تشققاتها، لكن هذه الفوائد جميعها مرهونة بنوع من الاضافات التى تضعها المرأة على الحناء رغبة منها فى الوصول للون الداكن الذى تمتصه البشرة بسهولة، فكلما كانت تلك الإضافات طبيعية، فإن الاستفادة تكون أفضل. ورغم أن رسومات الحناء تكتسى بالهوية الشرقية فإنها جذبت أنظار المرأة الأوروبية التى وقعت فى غرام هذا الفن الشرقى القديم حيث نجد الكثير من النساء والفتيات والغربيات حريصات على أن يذينّ أيديهن برسومات من الحناء خلال زيارتهن إلى دول الشرق الأوسط والشرق الأدنى، بل إن بعض صالونات التجميل فى أوروبا توظف هنديات وإيرانيات وعربيات مهمتهن الرسم بالحناء للراغبات فى ذلك وربما هذا الإقبال الأوروبى هو ما دفع مؤخراً لانتشار رسومات الحناء التى تحمل أشكالاً مميزة للعلامات التجارية العالمية بحيث بات بإمكان المعجبات بماركة معينة طلب نقش شعارها على أياديهن أو أرجلهن أو فىأية منطقة أخرى من أنحاء الجسد.