اقتحمت أفلام مهرجان «كان» السينمائى الدولى فى دورته هذا العام كثيرًا من المناطق المحظورة، وتناولت العديد من الموضوعات الجريئة والقضايا الشائكة، وخاصة فى مسابقة الأفلام الطويلة التى ركزت على الدين والجنس وحقوق المرأة، وتضم هذ المسابقة 12 فيلما من 8 دول أوروبية، و4 أفلام من 3 دول آسيوية، وفيلمين من الولاياتالمتحدة، وفيلمًا من استراليا، بينما غابت عن المسابقة هذا العام سينما أمريكا اللاتينية والسينما الأفريقية والسينما العربية. ومن الأفلام التى ألقت الضوء على تجارة الجنس العالمية، الفيلم الاسترالى «نوم الجميلة»، وتدور أحداثه حول طالبة بحاجة إلى المال فتمارس شتى المهن للعيش والحصول على الرزق، إلى أن تلتحق بشبكة دولية لتجارة الرقيق الأبيض توظف نساء لممارسة الدعارة بعد تنويمهن مغناطيسيا، ويتم تنويم الطالبة لممارسة الدعارة وحين تستيقظ لا تتذكر شيئا مما حدث لها، والفيلم سيناريو واخراج «جوليا لى». وهناك أيضا ثلاثة أفلام فرنسية تركز على دور الجنس فى حياة الناس، وهى فيلم «تلميع» وتدور قصته حول مهمة شرطة حماية القاصرين فى مواجهة المشاكل المترتبة على الممارسات الجنسية للمراهقين، وهو من إخراج «مادى وين»، وفيلم «الينبوع» الذى تدور أحداثه فى قرية أفريقية حيث تعانى النساء من مهمة جلب الماء لسكان القرية من ينبوع بعيد يقع فى أعلى الجبل تحت لفحات الشمس المحرقة، فتقررن الامتناع عن مضاجعة أزواجهن حتى يجبرونهم على إحضار الماء بدلا منهن، والفيلم من إخراج «رادو ميخاليانو». وفيلم «بيت التسامح» المرشح لأكثر من جائزة فى المهرجان وتدور أحداثه فى مطلع القرن العشرين، فى بيت دعارة فى باريس،حيث تعيش فتاة ليل ترتسم على وجهها ابتسامة مأساوية وتحيط بها نساء أخريات يملأ حياتهن الخوف و البهجة والآلام، بينما لا يعلم أحد خارج هذا البيت بما يحدث فيه، الفيلم من إخراج «بربرتراند بوتيللو». ومن الأفلام التى تتناول قضايا دينية شائكة، عرضت من خلال المهرجان الفيلم الإيطالى «لدينا بابا» حول موت البابا، وانعقاد اجتماع للكرادلة لانتخاب خليفة له، ويحتشد المؤمنون فى ساحة القديس بطرس ينتظرون خروج البابا الجديد إلى النافذة، ولكنه لا يخرج، مما يؤدى إلى شعور الجميع بالقلق والاكتئاب، والفيلم يناقش مدى قدرة بعض الرموز الدينية على القيام بمسئولياتهم!.، وهو من إخراج «نانى موريتى»، وكذلك الفيلم الإسرائيلى «ملاحظة» الذى يتناول قضية تنامى التعصب الدينى فى العالم من خلال شخصية «إيليزر شكولنيك» المتزمت دينيا، والفيلم من إخراج «جوزيف سيدار». وحصلت الأفلام التى تتناول قضايا المرأة على نصيب الأسد من بين الأفلام المعروضة فى دورة مهرجان كان هذا العام، ومن أهمها الفيلم البريطانى «نحتاج للحديث عن كيفن» حول شخصية الفتاة «إيفا» التى تركت عملها وكبحت طموحها المهنى لإنجاب كيفن، ولكن ما أن كبر الولد حتى بدأت المتاعب، وأصبحت حائرة بين طموحها وحياتها ومسئوليتها كأم، والفيلم من إخراج «لينى رامساى». أيضا الفيلم الإيطالى «هذا هو المكان» الذى تدور أحداثه حول نجمة فى موسيقى الروك، عمرها 50 سنة ولا تزال ترتدى ملابس الشباب وتعيش فى دبلن بفضل أموال شهرتها السابقة، ثم تعود إلى نيويورك بعد وفاة أبيها الذى لم تره منذ زمن بعيد وتكتشف أنه كان مهووسا بفكرة الانتقام من أناس أساءوا إليه، فتقرر الثأر لأبيها، الفيلم من إخراج «باولو سورينتينو». أول مرة ومن الأشياء التى شهدتها هذه الدورة لأول مرة فى تاريخ المهرجان هو اشتراك 4 أفلام لمخرجات هن «ناعومى كواسى» و«لينى رامساى» و«مادى وين» و«جوليا لى»، ولأول مرة أيضا يشهد المهرجان عرض فيلم ثلاثى الأبعاد وهو الفيلم اليابانى «موت سلموراى»، وهو إعادة إخراج لسيناريو تحفة كوباياتشى «هاراكيرى»، ومعظم مخرجى الأفلام المشاركة فى «كان» يشتركون لأول مرة، ومن بينهم بونيللو وميخاليانو ووين وهازانافيكيوس ورافين وميكى ورامساى وشيلينزر ولى وسيدار.