الانتقالات الشتوية ترهق خزائن الأندية المصرية

بعد تطبيق الاحتراف الوهمى فى مصر منذ عام 1990 والأندية المصرية بصفة عامة والأندية الجماهيرية بصفة خاصة تعانى الأمرين، والمستفيد الأول والأخير هو اللاعب، وواقع الحال يؤكد أن أسعار اللاعبين وتقاضيهم الملايين لا يخضع لأى معايير موضوعية ولكن تنافس الأندية على ضم بعض اللاعبين يشعل الأسعار.. والغريب فى الأمر أن اتحاد الكرة يقر الانتقالات الشتوية فيهتز استقرار الأندية وينتعش سوق وكلاء اللاعبين وتزداد أرصدة اللاعبين فى البنوك ولا عزاء للجماهير..
رغم الأزمة المالية الطاحنة فإن الأهلى يتعاقد مع عماد متعب ليعود من جديد بعد رحلته الاحترافية الفاشلة بصفقة تتجاوز 12 مليون جنيه.. والزمالك الذى أعلن فتح باب التبرعات لدفع رواتب موظفيه يسعى لضم أسامة الدراجى مهاجم الترجى التونسى على حساب الاستغناء عن اللاعب الغانى ابراهيم أيو، ويبيع الحضرى.
والمعتصم سالم الذى فقد تركيزه مع ناديه يعرضه الاسماعيلى للبيع فى محاولة جادة لإنعاش خزينته الخاوية.. فى الوقت الذى يتمسك فيه نادى سموحة بأحمد بلال رغم محاولات الزمالك الجادة فى التعاقد معه ويرفض الاتحاد التفريط فى هدافة أوتو بونج الكاميرونى رغم عرض الاتحاد السعودى بدفع 5 ملايين دولار لشرائه نظرا لموقفهما السيئ فى جدول مسابقة الدورى.
يقول شاكر عبد الفتاح نجم الترسانة ومنتخب مصر السابق إن مرحلة الانتقالات الشتوية هى مرحلة مكملة لفترة القيد الأولى فى بداية الموسم.. ولكن بلا شك. إن ثقافة الاحتراف غير مكتملة عند معظم اللاعبين المصريين فبمجرد أن يستشعر اللاعب أنه مطلوب من أحد الأندية يفقد تركيزه مع ناديه ويلعب بحذر شديد خوفا من الإصابة فيسوء مستواه، وبالتالى يؤثر على استقرار فريقه.. بالإضافة إلى أن بعض الأندية تتفاوض سريا مع بعض لاعبى الفرق المنافسة أثناء بطولة الدورى بغرض إضعاف المنافس وقد تكون هذه المفاوضات غير جادة ولا تهدف لشىء سوى زعزعة استقرار الفريق المنافس..
ويرى عبد الفتاح أن الحل الوحيد لخروج الأندية وبخاصة الأندية الجماهيرية من فخ ارتفاع أسعار اللاعبين المغالى فيه هو الاهتمام بقطاع الناشئين.. لأن المواهب المصرية لا تنضب، ويجب أن يكون هناك ميثاق شرف للتعامل بين الأندية المصرية لأن ذلك فى النهاية يصب فى مصلحة الكرة المصرية والمنتخب المصرى.
وأكد أشرف قاسم نجم الزمالك السابق أن الحال لن ينصلح إلا بوجود فكر إدارى محترف لإدارة الأندية الرياضية لكى نواكب التطور الكبير فى كرة القدم وبخاصة أن الاتحاد الدولى أعطى مهلة قصيرة للاتحاد المصرى لتطبيق قواعد دورى المحترفين.. وعلى اتحاد الكرة وضع ضوابط صارمة لمنع تصارع الأندية على بعض اللاعبين وبخاصة المتعاقدين مع أنديتهم لفترات طويلة.