استطاعت «الملتحمة» ذلك المرض الذى يصيب العين- رغم عدم خطورته أن يثير قلق الأسرة المصرية خلال الأيام الماضية خاصة بعدما تناقلت وسائل الإعلام المختلفة أخبار حالات الإصابة فى محافظات دمياط والدقهلية وبورسعيد وتزايد أعدادها فى وقت قصير.. لذلك كان من الضرورى التأكيد - حسب رأى الأطباء - على أن الأمر ليس أكثر من زوبعة فى فنجان وأن المرض بسيط جدا ويختفى خلال أيام بدون علاج وهو موجود فى مصر منذ فترة طويلة ومعروف بيننا باسم الرمد.. أكتوبر نقلت رأى الأطباء ونصائحهم وحقيقة الوضع فى المحافظات التى ظهر فيها المرض.تقول نجلاء لمعى «موظفة بمجلس محلى» وإحدى سكان محافظة دمياط التى يكثر فيها انتشار الفيروس إنها تعرف هذه النوعية من الالتهابات منذ فترة على أنها حساسية فى العين والتى لا يزيد الالتهاب بها عن 6 أيام فقط لافتة إلى أن لديها 3 أبناء طفلين فى مدرسة كفر سعد الابتدائية وثالث فى الحضانة ولم يصبهم هذا الالتهاب لأنها تتبع طرق التوعية والنظافة، وهو الأمر الذى خفف من حدة انتشار الالتهاب وتشير إلى استغرابها من مناقشة هذا المرض علىأنه وباء سريع الانتشار لافتة إلى أنه لا يستدعى القلق واعتادت أن يصيب أبناءها وجيرانها فى أوقات تقلب المناخ أو زيادة دخان قش الأرز. وتؤكد بسمة نبيل «مدرسة كيمياء» أن تحذيرات وزارة الصحة ونشر أخبار فى الإعلام عن «الملتحمة» زاد من الأزمة مع أنها لم تشهد حتى الآن حالات مرضية فى المدرسة التى تعمل بها أو فى منزلها الذى تعيش فيه والدتها واثنتان من أخواتها متابعة أنها تعرف أن الملتحمة هى مجرد حساسية فى العين وهو ما دعاها إلى نصيحة أختها «آية» الطالبة بمدرسة الثانوية التجارية بحى الضواحى «بورسعيد» إلى عدم التغيب لأن الاتهابات لا تسبب خطرا على العين الالتهاب المنتشر حاليا - بحسب تعريف الدكتور عمرو سمرة استشارى وأستاذ بمعهد بحوث وأمراض العيون - هو «الرمد» الذى يعرفه المصريون منذ مئات السنين منذ أن كان يطلق على أطباء وجراحى العيون أطباء الرمد. لافتا إلى أن الإعلام والحكومة لو كانت قد تعاملت مع مسمى الالتهاب المنتشر حاليا باسم «الرمد» لما انتشر الذعر وسط المواطنين، ويكشف أستاذ طب العيون أن نفس الالتهاب انتشر منذ 7 سنوات وتحديدا فى موسم الصيف بالإسكندرية وانتشر بين المصطافين بدرجة أكثر وأقوى وأسرع بما يحدث الآن ولكن ما جعل الالتهاب غير مقلق هو أن الإعلام ووزارة الصحة لم يعلنا عن المرض وهو ما أدى بدوره إلى اختفائه بسرعة وبدون أن يصاب المواطنون بالقلق. ومن الناحية العلمية يقول د. عمرو إن «الرمد الموسمى» أو «الملتحمة» كما هو متعارف عليه حالياً لديه قدرة سريعة على الانتشار وأعراضه حادة إلى درجة كبيرة وبالتالى يظهر بسرعة فائقة ويتطور فى غضون ساعات فقط ورغم ذلك لا يدخل ضمن أمراض العيون الخطيرة لأن لها ثلاث مراحل وأسباب فقط هى البكتيريا والفيروس والفطريات والمتواجد الآن بين بعض الأطفال هو الفيروس الذى يصيب الشُعب الهوائية والغدد بالتهابات لافتاً إلى أن آخر مراحل هذا الفيروس هو انتهاؤه تماماً ولا يترك وراءه أى أثر، وعن أسباب انتشار المرض بهذه السرعة من محافظة إلى أخرى يقول د. عمرو إن الانتشار جاء بسبب انتقال الفيروس من إنسان مريض إلى آخر يرتبط ويخالط الناس أكثر من المصاب الأصلى بالفيروس وهو الأمر الذى ازداد فى المدارس لأن الأطفال عادة ما يزيد مرحهم واختلاطهم ببعضهم إلى جانب تلوثهم السريع واحتكاكهم الدائم ببعض؛ ويتابع «أستاذ العيون» أن فترة حضانة المرض من 4 إلى 10 أيام ولكن الفيروس ينتهى بشكل كامل خلال 12 يوماً فقط، وعن الفئة الأكثر تعرضاً للفيروس يقول: الأطفال لعدم حرصهم على النظافة والعاملون بالمستشفيات وهم القريبون من المصاب، وعن العلاج يقول إن التخلص من الفيروس لا يأتى بالعلاج ولكن بالنظافة فقط والاهتمام بالابتعاد عن أماكن التلوث مشدداً على أن عدم الحفاظ على النظافة هو ما تسبب فى انتشار الفيروس، ويتابع «الدكتور عمرو» أن الفيروس إذا أصاب القرنية - وهذا نادراً ما يحدث - نضطر إلى استعمال الأدوية لزيادة مادة الكورتيزون بها. بينما ترفع الطبيبة «ليلى شلبى» شعار «النظافة هى الحل» مؤكدة أن التهاب الملتحمة أحد أمراض العيون المعروفة عند المصريين منذ القدم والتى على اختلاف أنواعها ومسبباتها يطلق عليها «الرمد». وتضع الدكتورة ليلى 4 خطوات للتخلص من الالتهاب والوقاية منه أيضاً وهى غسل اليدين بالماء «الجارى» والصابون والاهتمام بالمتعلقات الشخصية مثل «المناديل» وغسل أكياس «المخدات» يومياً أثناء المرض وعدم استعمال أدوات الغير خاصة أدوات التجميل لدى السيدات. معدلات طبيعية من جانبه يؤكد الدكتور صلاح أبوعطا وكيل وزارة الصحة بدمياط أنه لا يوجد أى قلق من فيروس ملتحمة العين لافتاً إلى أن الوضع مطمئن وأعداد الإصابة تدخل ضمن المعدلات الطبيعية مؤكداً أنه لم يتم أخذ أى إجراءات إضافية من المستشفيات مشيراً إلى أن هذا المرض أخف بكثير من الرمد الربيعى. فيما يؤكد الدكتور حلمى على العفنى وكيل وزارة الصحة ببورسعيد أن فيروس الملتحمة معروف منذ القدم، ويصاب به التلاميذ من الغالب يومياً، ولكن ما حدث هو زيادة عدد الحالات المصابة بسبب موسم المدارس واحتكاك التلاميذ ببعضهم إلى جانب ازدحام الفصول مما أدى إلى سرعة انتشار المرض لافتاً فى الوقت نفسه إلى ضعف المرض والذى لا يعرف عنه أى مضاعفات.. وقال حلمى إن أخذ راحة ثلاثة أيام بدون علاج يجعل المريض يشفى تماماً نافياً إعلان حالة الطوارئ لأنه بحسب كلامه فإن الوضع مطمئن كما أن أبناءه يذهبون إلى المدارس يومياً ولم ينقطعوا يوماً واحداً. ويقول الدكتور أيمن رجب وكيل وزارة الصحة بالدقهلية إن عدد الحالات فى تناقص مستمر وهو ما يدعو لعدم القلق مؤكداً أنها موجة سوف تنتهى خلال أيام لأن المرض بسيط ويستجيب للعلاج. وعن الحد من انتشار العدوى قال رجب إنه لن يأتى إلا بعد نشر ثقافة النظافة الشخصية ومعرفة طرق نقل العدوى وهذان الأمران بحسب كلامه هما ما يقللان من أعداد الإصابة. وفى سياق متصل أكد الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمى لوزارة الصحة أن المرض لا يمثل خطورة على العين ولكنه يحتاج فقط إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل الأيدى بالماء والصابون موضحاً أن مشكلة هذا المرض والتى جعلت المواطنين فى ذعر وقلق هو كونه سريع الانتقال وسريع العدوى. وأشار شاهين إلى أن التهاب الملتحمة هو مرض فيروسى بسيط يشفى ذاتياً خلال أيام ولا يؤدى إلى أى مضاعفات فى العين مشدداً فى الوقت نفسه على تجنب ارتداء العدسات اللاصقة أثناء الإصابة بالفيروس حتى تنتهى جميع الأعراض.