أمير تاج السر، كاتب سوداني درس الطب في مصر، أفلح في الجمع بين الطب والكتابة، فهو يعمل منذ ربع قرن طبيبا في قطر، أدركته حرفة الأدب منذ صباه الباكر، وتحولت بعض قصائده الأولى لأغان وهو لا يزال تلميذا في الإعدادية، فقد ساعدته أجواء عائلة الحكائين التي نشأ وسطها، يقول: "أبي كان يحكي قصصه شفهياً ومثله الوالدة والجدّة - وهي والدة الطيّب صالح - كانت تحكي، كلّهم حكّائون". يحكي عن الخال أنه كان شديد الهدوء والبساطة وقد تأثر به إنسانيا وليس إبداعيا، و هو يمارس الكتابة يوميا. يقول تاج السر: "أكتب في النهار من الثامنة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا، قبل أن أذهب لعملي، إنها وظيفة معنوية لكنها تغدو أشبه بالرسمية"، لذا تتراكم إبداعاته فلا يكاد يمر عام دون أن يصدر رواية جديدة، ورواية هذا العام هي "جزء مؤلم من الحكاية"، عنوان غريب لرواية يقول كاتبها "منذ مدة وأنا أحلم بكتابتها، بعوالمها الغرائبية العنيفة، وشخوصها السايكوباتيين، وكونها تدور في عالم له أطره وقوانينه الخاصة، بعيدا عن أي إحالات لأي كوابيس حديثة أو قديمة، فأحداثها تدور في القرن السابع عشر، وتبدو شبيهة بزمن حدوثها". نسأله أي إغراء رأيته في العنف والشخصيات المشوهة نفسيا لتبعثه من التاريخ وتسقطه على الواقع؟ فيجيب "كانت رغبة قوية، وأنا صراحة من عشاق الغرائب، وإن لم أعثر على شيء غريب، أقوم باختراعه، نعم ثمة عنف كثير، ولكن أيضا توجد جوانب إنسانية وسط هذا التشويه، الروائي في رأيي لا يوجه نفسه إلى وجهة ما بقدر ما توجهه عوامل هو نفسه لا يعرفها".