شهدت القاهرة أخيراً فعاليات تشكيلية عدة، من بينها معرض «الباب المفتوح» للفنانة نهى ناجي في غاليري «النيل»، في حين استضاف غاليري «مصر» معرض «وجوه الفيومي» للفنان عمر الفيومي، و«عين على المدينة» للفنانة ريهام السعدني، وأقيمت في «بيكاسو» حفلة توقيع كتاب «أيقونة مصرية» بمناسبة تكريم فنان الكاريكاتور جورج البهجوري، بحضور كوكبة من النقاد والفنانين والشخصيات العامة. افتتح رئيس قطاع الفنون التشكيلية د. خالد سرور معرض «الباب المفتوح» للفنانة نهى ناجي، في غاليري «النيل» بالقاهرة، وضم مجموعة من أحدث لوحاتها حول أبرز ملامح الحياة المصرية في زمن الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، بحضور لفيف من الفنانين والنقاد ومحبي الفنون الجميلة. نهى ناجي قالت إن لوحات «الباب المفتوح» تدور حول الإنسان وعلاقته بالزمن، وانعكاس ثقافة الأخير على ملامح الوجوه والحركة والأداء ولغة الجسد، وهي اختارت تلك الفترة كونها تتميز بالاستنارة في المعايير الثقافية، وتتخطى الحدود الجغرافية، وتقارب العالمية، ما جعل تأثيرها الوجداني والفكري مستمراً حتى اللحظة الحاضرة، رغم أن معظمنا لم يعاصر تلك المرحلة فعلياً. ألمحت ناجي إلى أن معالجة فكرة الإنسان والزمن بدأت مع معرضها «لا.. ممكنات» العام قبل الماضي، وطرحت عبر لوحاته واقع المجتمع من خلال الجوهر الإنساني، والتجريب الجمالي، والبحث في إشكالية بعض المفاهيم الدخيلة على ثقافة المصريين، وهي باتت اليوم مسلمات تعيق الذات عن تواصلها الإنساني. يذكر أن نهى ناجي من مواليد الإسكندرية 1970، وشاركت في معارض جماعية عدة منذ 1992، من بينها «صالون أتيليه إسكندرية»، و«صالون غاليري فكر وفن»، و«بينالي القاهرة الدولي السادس» 1996، ومعرض خاص «لا.. ممكنات» في غاليري النيل بالقاهرة 2015، ولها مقتنيات في متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة. من جهة أخرى، استضاف غاليري «مصر» في القاهرة معرض «عين على المدينة» للفنانة ريهام السعدني، وضم 30 لوحة حول ذاكرة المكان، ودور الأخير في تشكيل الملامح الإنسانية، والمفاهيم المعبرة عن ثقافة البشر في فضاء المدينة، بحضور لفيف من الفنانين والنقاد ومحبي الفنون الجميلة. أشاد الحضور بلوحات السعدني، وبتناولها بأسلوب متفرد وجاذب بصرياً عدداً من المشاهد الأثيرة في فضاء القاهرة، وارتباطها الوثيق بالواقع وقضاياه، والتناغم بين الماضي والحاضر، في مسطح العمل الواحد، فضلاً عن إطلاق الخيال لإعادة تشكيل خصائص المدينة العريقة، وانتقاء درجات الظل والضوء، والمزج بين بهجة الألوان وتنوع ملامح المعالم الأثرية والحديثة، ما أضفى كثيراً من الدلالات الموحية بعبق الماضي وأصالة القيم الجمالية والروحية، وتأثير المكان في تشكيل وعي ساكنيه وثقافتهم. في سياق متصل، وبحضور لفيف من الفنانين والنقاد والجمهور، احتفى غاليري «مصر» أيضاً بمعرض «وجوه الفيومي» للفنان التشكيلي القدير عمر الفيومي، وضمّ مجموعة من اللوحات بخامة الزيت مستوحاة من تراث الفيوم المصرية، وتمثل 28 بورتريهاً لشخصيات مختلفة، قال مدير الغاليري الفنان محمد طلعت إن «وجوه الفيومي» يجمع بين روح وجوه الفيوم وبين ألوان وتقنيات عمر الفيومي، وتناوله الفني ببعد إنساني ووجداني، وسرد تصويري لحالة شعورية، واستحضار ملامح مميزة من الذاكرة، ووصف شخوص عابرة أو من المقربين للفنان، لتدخل اللوحة في حوار مع الرائي، وتستنهض في مخيلته كثيراً من الحكايات والذكريات الحميمة. يذكر أن عمر الفيومي (59 عاماً)، تخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، بقسم التصوير الجداري 1981، وفي أكاديمية الفنون بسانت بطرسبرغ الروسية 1991، وشارك في معارض جماعية وخاصة عدة، وله مقتنيات بمتحف الفن الحديث بالقاهرة، ولدى أفراد داخل مصر وخارجها.