يأتي كتاب الصحافة المدمجة .. وسائل الإعلام الكتابة و الإنتاج ، من تأليف كل من ستيفن كوين و فينست ف . فيلاك ونقلته من الإنجليزية إلى العربية نادية إبراهيم و الصادر عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة 2015 فى 434 صفحة من القطع الكبير ، فى وقته المناسب ، عرضا وشارحاً ومفسراً لما يحدث فى صحافة العالم بعامة ، ويجعل الصحافة وسيلة اتصال فى السياق التكنولوجي و الاقتصادي الأشمل الذي يمكننا من فهمها ، وهو ظاهرة إدماج وسائل الاتصال شارحاً تلك الظاهرة و مفسرا لها . فى 13 أكتوبر عام 2011 يكشف تقرير الاتحاد الدولى للصحف الذى يعده بالاشتراك مع مؤسسة إيفرا الألمانية المتخصصة فى بحوث الصحافة و الطباعة ، أن أكثر من 3 بلايين شخص من المتعلمين حول العالم يقرؤون الصحف المطبوعة بشكل منتظم يومياً ، وهم يشكلون 72 % من المتعلمين فى العالم ، وأن دخل الصحافة يعادل 160 بليون دولار سنوياً ، وأن عدد قراء الصحف هو ضعف عدد مستخدمي الانترنت ، وان توزيع الصحف الذى وصل إلى 450 مليون نسخة عام 2008 قد انخفض بنسبة 9.3 % ، بينما ارتفعت النسبة فى آسيا بمعدل 15 % ما بين عامى 2006 – 2010 و 5 % عام 2011 ، كما شهدت أمريكا اللاتينية نموا أيضا ، وانخفض التوزيع فى أوروبا و أمريكا الشمالية بنسبة 20 % منذ عام 2006 ، وبمعدل 10 % فى شرق أوروبا وغربها ، وارتفع عدد عناوين الصحف الكلى من 12.3 % إلى 14.853 % ، وان النمو فى أمريكا الجنوبية ، وآسيا و الشرق الأوسط . وهناك أربعة أبعاد للإدماج الصحفي تتضمن ، البعد الأول الإنتاج المتكامل فى صالة التحرير و فى أساليب جمع الأخبار ، البعد الثانى : المهنيون متعددو المهارات ، البعد الثالث : دمج المحتوى ، البعد الرابع الجمهور النشط المشارك و المتفاعل و المنتج للمحتوى . يعرض الكتاب لمفهوم الصحافة الشعبية ( صحافة المواطن ) ، وتعتمد على تغطية الجماهير للأخبار ، وقد جاء الخبر الشعبى الذى يصنعه أشخاص عاديون نتيجة ما أتاحه علام الاتصالات المترابط فى أنحاء الأرض ، هؤلاء حدث لهم أنهم وجودا فى المكان خلال وقوع الكوارث الطبيعية ، وكانوا أمناء على نقل الخبر إلى العالم . وسوف تضع هذه الظاهرة مسئولية ثقيلة على كاهل الصحفيين المحترفين لكى يحافظوا على معايير عالية فى التحقق من صحة الوقائع و الصدق و الموضوعية ، وينفق المحررون جزءاً كبيرا جدا من وقتهم حالياً فى التدقيق فى صحة الصور و النصوص . و الصحافة الشعبية لها مرادفات أو أسماء بديلة وكل مرادف يعكس سمة من سمات هذا النوع من الصحافة ، ومن أهم هذه المرادفات : صحافة الجذور أو القواعد الشعبية ، صحافة التشبيك ، صحافة المصادر المفتوحة ، صحافة المواطن ، صحافة المشاركة ، الصحافة الموغلة فى المحلية ، صحافة عنق الزجاجة ، الصحافة المنفردة ، الصحافة الموزعة . المعلومات تتغير ، بشكل متزايد ، فنحن لم نعد نسعى للمعلومات ( الكشف عن المعلومات ) بدلا من ذلك المعلومات ، بدلا من ذلك هى التى تجدنا ، الندرة ليست فى المعلومات ن ولكن فى الوقت المتاح لنا لسبر أغوارها واستخراج معنى منها و التصرف بناء على ذلك ، فالمعلومات تتغير و أيضا على الصحفيين أن يتغيروا . وفى الخاتمة : إن الاندماج يشمل الوعي بان الجمهور يتغير ، وأنة علينا أن نوفر لهم ما يبحثون عنه فى عالم الأخبار و المعلومات ، ولهذا حاول الكتاب أن يمد الصحفيين بالمهارات اللازمة فى مواجهة التحديات التى تواجه الصحفيين فى عالم وسائط إعلامية مدمج ، وهذا سوف يمكنك من التطور و التكيف مع أشكال التكنولوجيا الحديثة و أنت تطبق هذه المهارات فى كل مرحلة من مراحل نمو مسيرة حياتك الصحفية . وبالتالي فإن انتهازك فرصة التعامل مع الوسائط الإعلامية التى يهيئها لك الإدماج راجع إليك أولا و أخيراً .