أقام المجلس الأعلى للثقافة أمسية شعرية نقدية احتفالاً بالشاعر الكبير إبراهيم أبو سنة، التى عقدتها لجنة الشعر بالمجلس ومقررها د. محمد عبد المطلب؛ بمناسبة فوزه بجائزة الملتقى الدولى الرابع للشعر العربى؛ الذي انعقد عبر أربعة أيام فى أواخر نوفمبر 2016، بالمجلس الأعلى للثقافة. وقد أدار هذه الأمسية الشاعر شعبان يوسف عضو لجنة الشعر؛ وشارك فيها من النقاد د. محمد عبد المطلب مقرر لجنة الشعر؛ ود. عبد الناصر حسن والشاعر أحمد عنتر مصطفى عضوي اللجنة؛ بينما اعتذر د. أحمد درويش عن عدم الحضور بسبب مرضه. استعرض الشاعر شعبان يوسف تجربة الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة الغنية ومسيرته الشعرية الطويلة عبر ستين عامًا، حيث بدأ نشر قصائده منذ أواخر الخمسينيات فى جريدة المساء، ثم ظهر فى أوائل الستينيات ديوانه الأول: "قلبى وغازلة الثوب الأزرق"، وتناول الأصداء الإيجابية لظهور هذا الديوان لدى القراء والنقاد الكبار، خاصة الكبير لويس عوض ود. شكري عياد و د. عبد القادر القط، وأشار د. محمد عبد المطلب باستفاضة إلى تطور شعر محمد إبراهيم أبو سنة غير مسيرته الحافلة من خلال خمس مراحل؛ فكانت المرحلة الأولى هى مرحلة "السؤال"، وتلتها مرحلة "مواجهة الواقع"، إلى أن وصل المرحلة الخامسة والأخيرة؛ وهي مرحلة "الاغتراب الثقافي". أعقب ذلك إلقاء الشاعر المحتفى به مجموعة مختارة من قصائده؛ انتقاها من عدة دواوين؛ كما سرد الشاعر أحمد عنتر مصطفى؛ بعض الذكريات والمواقف التى جمعته بالشاعر محمد إبراهيم أبو سنة منذ بدأت معرفته به قبل أكثر من أربعين عامًا. واختتمت الأمسية النقدية بكلمة د. عبد الناصر حسن، الذي تناول تجربة محمد إبراهيم أبو سنة من خلال منظور نقدي يلقي الضوء على المعجم الشعرى؛ ويوضح دوره فى بناء القصيدة وفى بلورة رؤية الشاعر. وقد وضع د. عبد الناصر حسن يده على مفردات معينة تشكل محاور الرؤية عند محمد إبراهيم أبوسنة؛ مثل مفردة "المدينة" و"القرية" و"الماء" و"المرأة"؛ وأشار إلى دورانها بشكل مكثف فى شعر محمد إبراهيم أبو سنة؛ وألمح إلى الفروق بين شاعر وآخر فى توظيفه لمفردات هذا المعجم الشعرى؛ فالشاعر الحداثى قد يلجأ إلى استخدام هذه المفردات؛ كما يلج إلى استخدامها ما بعد الحداثي، ولكن في إطار من الرؤية التفكيكية التى تستبدل الفوضى بالنظام؛ وقد كان أبو سنة حداثيًّا يحافظ على نظام الدلالة فى القصيدة، بعكس الشاعر ما بعد الحداثى. وقد تم اختتام الأمسية بقراءة شعرية ثانية للشاعر الكبير؛ فألقى مجموعة أخرى من قصائده نالت إعجاب الحضور وتصفيقهم.