صدر حديثا للناقد المغربي د. محمد الأمين المؤدب، عن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان - جامعة عبدالمالك السعدي، كتاب جديد بعنوان "بلاغة النص الشعري القديم - معالم وعوالم"، وهو يمثل اجتهادا بلاغيا حقيقيا في فهم النص الشعري القديم واكتشاف أسراره وسماته الجمالية. ويخوض الباحث في إشكالات متعددة تروم جميعها إعادة قراءة النصوص الشعرية من زاوية محددة، لا تنكر أهمية المناهج النقدية الحديثة وما تمنحه للناقد من أدوات ومفهومات، ولكنها تصر على أن يكون النص هو موضوع التحليل البلاغي ومنطلقه في تحديد معالمه وعوالمه. ويعني هذا التصور أن بلاغة الشعر تقوم على تحديد السمات التي يفرزها تأمل النص في تشكله النوعي. يسعى الباحث إذن، إلى نسج مفهومات بلاغية مستمدة من حقيقة النصوص نفسها حين تخضع لقراءة دقيقة تراعي خصوصيتها الجمالية وسياقها الحضاري أيضا. إنه يصوغ مبادئ خاصة بالنص الشعري القديم، ولكنها أيضا قادرة على أن تستوعب جنس الشعر بوجه عام؛ ف "الافتنان" و"الغرض" و"التماسك" و"الاستصراخ" و"التماثل والتمايز" و"الإيقاع والمعنى" حين يقترحها الباحث باعتبارها سمات للنص الشعري القديم، فإنها تكون قادرة على احتواء جميع النصوص الشعرية. وبناء عليه فإن مثل هذه البلاغة تصوغ أصولها ومعالمها من النصوص نفسها فتصبح وسائل تمكن المحلل من فهم عوالم الشعر وفك غوامضه. يصدر الباحث عن سؤال جوهري يمثل نقطة تفكير رئيسة في هذا الكتاب: ما هي معالم النص الشعري القديم التي تمكن الدارس من فهم عوالمه الداخلية؟ وهل هي معالم بإمكان مناهج الدرس الأدبي أن تمنحها له؟ يدعونا الباحث في سياق هذه الأفكار، إلى ضرورة قراءة النص من عالمه الداخلي؛ أي بتأمل صوره وأغراضه وإيقاعه وتركيبه. لتصبح البلاغة في ضوء هذه الدعوة كما يرى الباحث هي الكيفية التي بموجبها يتم تشكيل الشعر وما تتطلبه من عدة معرفية وذخيرة أدبية. إنها بلاغة تركز على أن يحتل النص المركز الأول في التحليل والتأويل والفهم، وأن يصبح منبعا لإفراز السمات الجمالية التي بإمكانها توجيه عملية القراءة أو التلقي التفاعلي الذي يستنطق النصوص ويعيد إنتاجها. جملة القول، إن الكتاب محاولة لفهم النص الشعري القديم وتمثل قيمه الجمالية والإنسانية، ورغبة في ممارسة بلاغية تحاور مناهج النص الأدبي الحديثة، ولكنها لا تتقيد بمبادئها المقننة، بل إنها تسعى لصياغة خطاب خاص نابع من داخل النصوص الشعرية القديمة. ولعل منهج "قراءة الشعر بالشعر" كما يدعو إليه الباحث يمثل اقتراحا حقيقيا في سبيل التواصل مع النص الشعري القديم وتفسير أسرار صنعته وتشكله الجمالي. لقد يسر لي الله أن أدرس على يد رجل فد،رجل يعتبر من القلة القليلة التي ما زالت تؤمن بالجدية و التضحية والصرامة في مجال البحث العلمي،إذ تلمس فيه هم السؤال الغائب عن جامعة المغربية،وهو ما مصير هذه الشواهد التي تسلم بدون رصيد معرفي؟؟؟؟هذا إلى جانب الرصيد المعرفي الزاخر ،الذي يتدفق من لججه البعيدة الغور،كم كنت أحس بالسعادة وانا أسمع الرجل يتحدث عن الثماثل و التمايز في الشعر العربي القديم،وهو يتحدث عن الاتباع و الابتداع...،وهو يلح عاى ضرورة فهم النصوص الشعرية انطلاقا من دواخلها ،عن طريق توظيف المناهج البلاغية بالأساس.... عندما يتحدث الأستاذ الجليل في باب الشعر كنت أحس به يحمل سؤااااااااااااااااااااااااااالا كبيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييرا،لكني لم لأكن أستطيع التجرؤ عليه للإستفسار و هو الأستاذ الجليل الوقور المهاب الجنب،ذلك السؤال الذي أراني الآن أجد له مئات الأجوبة من خلال هذا الكتاب القيم.... لايسعني و أنا أكتب في حق هذا الرجل الجليل، إلا أن أستعير كلاما من قباني رحمه الله،لأن العبارات قد خانتني...،كم كان كبيرا جدا حظ حين عثرت عليك،كم كان سعيدا جدا عقلي حين تعلم بين يديك.... شكرا لك يا همام، و يا قدحا معلى،و يا أيها الفلتة من فلتات الزمن.... طالبك:العبدلاوي مولاي يوسف