أوحت لنا فكرته بأن نصف متر فقط هو ما يلزم لأن يتم تحديد مصائرنا وأقدارنا في الحياة، فتعمقنا معه بعقولنا لنستمتع بسرده لأحداث روايته التي حملت عنوان "حادث النصف متر"، والتي تحولت فيما بعد إلى فيلمين سينمائيين، إننا نتحدث عن الكاتب الروائي والصحفي والسيناريست صبري موسى الذي تحل اليوم ذكرى وفاته. صبري موسى من مواليد محافظة دمياط عام 1932، وعمل في بداية مشواره المهني كمدرس للرسم لمدة عام واحد، ثم اتجه إلى الصحافة وعمل بجريدة الجمهورية، ثم عمل كاتبًا متفرغًا في مؤسسة "روز اليوسف"، ثم أصبح عضوًا في مجلس إدارتها، وعضوًا في "اتحاد الكتاب العرب"، ومقررًا للجنة القصة في المجلس الأعلى للثقافة، وترجمت أعماله لعدة لغات. ومن أشهر أعماله الروائية "فساد الأمكنة" التي نشرها في عام 1963، والتي تناولت العديد من الأسئلة التي دارت حول مفهوم الوجود، ومدى قدرة الإنسان على التآلف مع الطبيعة وذلك مابين تناغم وأختلاف معالمها، حيث ظهر بطل الرواية "نيكولا"، وهو يحاول إيجاد جنة إنسانية بإحدى المناطق النائية، وهي منطقة جبل "الدرهيب" بالصحراء الشرقية، ولكن البطل قد تعثر في الوصول إلى مبتغاه بسبب فساد الأمكنة، التي كان يهرب منها في ماضيه، لكنه لم يستطيع أن ينسى هذا الفساد، لتلاحقه تلابيب أفكاره في هذا المكان النائي. وتعددت مؤلفات صبري موسى فى الرواية وأدب الرحلات والقصة القصيرة والسيناريو، ومن أشهر اعماله الروائية: حادث النصف متر، فساد الأمكنة، السيد من حقل السبانخ وفى مجال القصة كتب: القميص، وجهًا لظهر، حكايات صبري موسى، مشروع قتل جارة، وفى أدب الرحلات كتب: فى الصحراء، رحلتان فى باريس و اليونان، في البحيرات، رحلة النسيان. كما كتب "موسى" سيناريوهات العديد من الأفلام السينمائية منها :"البوسطجي"، أحد أهم أفلام السينما المصرية، و"قنديل أم هاشم"، و"القادسية"، و"الشيماء"، و"قاهر الظلام"، و"رغبات ممنوعة"، و"أين تخبئون الشمس". وتعتبر آخر إبداعات صبري موسى الروائية قد تجسدت في رواية "السيد من حقل السبانخ"، عام 1982، وهي رواية تُصنف تحت روايات الخيال العلمي، وقد حصل "موسى" على العديد من الجوائز والأوسمة منها: جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام 1974، ووسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1975، وجائزة الدولة للتفوق في عام 1999، وجائزة الدولة التقديرية في عام 2003. وفي الثامن عشر من يناير عام 2018؛ رحل عن عالمنا الأديب الكبير صبري موسى، عن عمر ناهز 86 عامًا، تاركًا إرثًا أدبيًا كبيرًا.