عندما يكتب صحفي أن"فاروق حسني الوزير الوحيد الذي قامت "الحيوانات" بالاضراب ضده، مشيراً بهذا إلي الاعتصام الذي نظمه لاعبو السيرك القومي ومن بعدهم العاملون في البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية الذين نظموا وقفة احتجاجية، فأغلب الظن أن التوفيق خانه تماماً في التعبير، لأنه أساء، من دون أن يدري، للبشر الذين نظموا الاعتصام والوقفة الاحتجاجية، التي بدأت يوم الأحد الماضي في مسرح البالون في العاشرة صباحاً وانتهت في الرابعة عصراً، وجاءت الوقفة بمثابة استكمال لوقفات احتجاجية كثيرة عمت قطاعات عديدة، ومختلفة ، في الدولة. تساءل الكثيرون عن سبب الوقفة الاحتجاجية، والمطالب التي تقدم بها المشاركون فيها، وجاءت الإجابة بأسرع مما نتوقع عندما قال أحد لاعبي السيرك:" وزارة الثقافة قامت بالتأمين علي الحيوانات لكنها لا تريد أن ترفع اجورنا من 200 إلي 500 جنيه أسوة بموظفي مسرح الدولة، فالحقيقة التي كشفت عنها الوقفة الإحتجاجية أن النظام المتبع في مسرح الدولة، والذي يقضي بتوزيع الاجور حسب الدرجة الوظيفية: ممثل قدير، ممثل عادي، ممثل شاب، والتأمين علي موظفي المسرح، والمعاشات التي تضمن لهم، ولأهلهم حياة كريمة، لا يُتبع في قطاع الفنون الشعبة والاستعراضية الامر الذي أثار دهشة، وأيضاً غضب، أبناء القطاع ولاعبو السيرك ودفعهم إلي الاسراع بتنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية. أمر آخر كان سبباً في حالة الغضب التي عمت صفوف "المحتجين" عبر عنها لاعبو السيرك القومي بقولهم: "لقد فقد زملاء لنا حياتهم في حوادث عديدة داخل السيرك، ولم يجدوا من ينقذهم أو يؤمن حياة أهلهم من بعدهم، فقد تقدمنا بمطالب كثيرة للمسئولين، وتجاهلنا، وخالد جلال رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية كان يدرك، مسبقاً، بموعد تلك الوقفة الاحتجاجية، وعلي الرغم من هذا لم يتحرك لحل مشاكلنا أو النظر في مطالبنا. المفاجأة أن فاطمة المعدول الرئيس الاسبق للقطاع ظهرت في الصورة، وتحركت علي الفور، وهي التي تشغل الآن منصب رئيس قطاع الانتاج الثقافي، وحاولت معرفة مطالب لاعبي السيرك، ووعدتهم بالتدخل لحل المشكلة، بعد تقديم طلب منها إلي وزير الثقافة لتغيير اللائحة، وهو ما دعا أحد لاعبي السيرك للتساؤل باستنكار: "لماذاتفعل هذا الآن، وقد كانت تستطيع ذلك أيام كانت رئيساً للقطاع"، وربما لهذا السبب استمر "المحتجون" في التشبث بموقفهم ومطالبهم، ولم تفلح معهم محاولات التهدئة التي قادتها "المعدول"، وردوا علي هذه المحاولات بالقول أنهم "ملوا الوعود والإنتظار"، د. اشرف زكي رئيس البيت الفني للمسرح كان حاضراً، كعادته في مثل هذه الازمات، وحاول أن يطرح حلولاً سريعة، حيث قام بالاتصال بمكتب وزير الثقافة، وتلقي المكالمة فاروق عبدالسلام رئيس قطاع مكاتب وزير الثقافة، الذي طالب المحتجين، والمعتصمين بتقديم طلب رسمي لرفعه لوزير الثقافة لحل المشكلة فوراً، في أغرب اقتراح من نوعه (!)، ولهذا لم يتجاوب أحد مع الاقتراح "العبقري" وهدد المجتمعون بتنظيم وقفة أخري 10 صباح الاحد القادم تستمر حتي العاشرة مساء ، وأكدوا أنهم سيوجهون الدعوة لحضورها لمندوبي الصحف والمجلات والقنوات الفضائية ووكالات الاخبار العربية والعالمية. خالد جلال رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، الذي اتهمه المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، بأنه "كان يعلم .. ولم يتحرك"، بدا وكأنه "مبدع عظيم لكن إداري فاشل جداً"، بعدما استمرأ ترديد "الاسطوانة المشروخة" التي تساق في مثل هذه الاحوال، وأكد ل "نهضة مصرالاسبوعي" أن :" هناك أيادي خفية تحرك هؤلاء الاشخاص، وهي السبب فيما جري (!) فقد اجتمعت بهم قبل يومين من موعد الاعتصام، واتفقت معهم علي حل لمشاكلهم، وأكدت لهم أنني سأتقدم بمذكرة لوزير الثقافة لتغيير اللائحة، و "عمل اللازم" ثم فوجئت، بعدما وعدوني بالغاء فكرة الاعتصام، بابلاغ الصحافة والمسئولين، وتنظيم وقفة احتجاجية إضافة إلي الاعتصام داخل السيرك، وزعموا أنني أعرف بموعد تلك الوقفة ولم اتحرك، بل اغلقت هاتفي المحمول في وجوههم، وهو مالم يحدث ، لكنني لا أدري حتي هذه اللحظة ماذا يريدون؟ فقد وعدتهم بحل مشاكلهم، والنظر طلباتهم، وكذلك فعلت فاطمة المعدول رئيس قطاع الانتاج الثقافي في ومدير مكتب وزير الثقافة الذي طالبهم بالتقدم بطلب رسمي للوزير، لكنهم لم يفعلوا وأصروا علي موقفهم الغريب!