عندما تشير دقات الساعة إلي الثامنة والنصف من مساء اليوم سيطلق الحكم الدولي البنيني كوفي كودجا صفارته معلنا بداية واحدة من أشرس وأعنف لقاءات القمة بين الأهلي والزمالك في بداية مشوار الفريقين بدوري المجموعات لدور الثمانية الإفريقي ببطولة دوري أبطال إفريقيا. مباراة الليلة تقام في أجواء غير عادية علي الإطلاق، حيث الوسط الرياضي مليء بالمشاحنات والأزمات علي كل المستويات وصفقات لاعبين تسببت في زيادة الشحن الجماهيري بصورة غير طبيعية الجميع يعلمها تماما وهي حسين علي وحسني عبد ربه وهاني سعيد صاحب آخر أزمات الموسم الجديد. وأمام كل هذه الإثارة والشحن غير المعتاد كان طبيعيا أن تعلن الشرطة عن استعدادات غير عادية أيضا وصلت إلي حد أنه سيكون بين الجماهير للناديين أفراد شرطة يرتدون الملابس المدنية في المدرجات لإخماد أي شغب قبل اندلاعه وحتي قبل التفكير فيه ليتأكد بذلك أن مباراة القطبين أحد الدربيات الشهيرة علي مستوي العالم باعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" علي موقعه الرسمي ستكون موقعة حربية بالفعل، وليست مجرد لقاء كروي عادي. وبعيدا عن المباراة من الناحية الأمنية والجماهيرية فهي مواجهة بين المدرستين البرتغالية ممثلة في مانويل جوزيه والألمانية ممثلة في هولمان والثنائي ليسا غريبين عن الكرة المصرية، فجوزيه يعيش في القاهرة منذ أربع سنوات متصلة لقيادة الأهلي حتي إنه أصبح يقول عن نفسه أنه أصبح مصريا. أما هولمان فهو العائد بعد غياب وسبق أن قاد الأهلي موسمين متتاليين ورحل للخليج ليعود مجددا لقيادة الزمالك. ومعروف عن جوزيه أنه جريء للغاية وعندما يشعر بالخطر يضرب منافسه بكل قوة ولديه استعداد للعب بخمسة أو ستة مهاجمين إذا كان محتاجا للفوز. بينما هولمان فهو شجاع ولا يخاف ويتمتع بالذكاء والدهاء الكروي، وهو يعلم تماما أن منافسه التقليدي الأهلي أذاق المرار كثيرا للزمالك في السنوات الأربع الماضية تحت قيادة جوزيه، لذا سيحاول أن يبدل الأوضاع ويخطو خطوة جريئة. وصفوف الفريقين شهدت تغييرات عديدة، حيث سيظهر نجوم جدد، بينما اختفي آخرون بالفعل، ومن الجدد في الأهلي أحمد حسن وسيد معوض، وفي الزمالك أيمن عبدالعزيز وأجوجو، وربما هاني سعيد صاحب الأزمة الشهيرة. أما الذين اختفوا بالفعل فهم عصام الحضري للرحيل وعماد النحاس وأحمد فتحي للإصابة وربما عماد متعب ومحمد أبو تريكة. بينما في الزمالك اختفي النجوم طارق السيد وحازم إمام وبشير التابعي وشيكابالا وهناك احتمالات لغياب محمود فتح الله وأحمد غانم للإصابة. ونظرا لكثرة عدد اللاعبين بالفريقين حتي بعد الغيابات السابقة فإن كلا من جوزيه وهولمان قررا إرجاء تحديد التشكيل الأساسي حتي اللحظات الأخيرة قبل المباراة، حيث سيعلن كل منهما تشكيلته خلال المحاضرة الأخيرة بعد تناول طعام الغداء. وبرغم ذلك فإن هناك لاعبين يعتبرون من الثوابت التي لا يختلف عليها أحد مشاركتها مضمونة ما لم تحدث أية ظروف طارئة. ففي الأهلي هم أمير عبدالحميد لحراسة المرمي وشادي محمد ووائل جمعة وأحمد السيد مدافعين، وأحمد حسن في خط الوسط، وجيلبرتو ومحمد بركات الظهير الأيمن وسيد معوض ظهير أيسر وفلافيو مهاجما. ويتبقي اختيار لاعب وسط ثالث ومهاجم آخر بجوار فلافيو ولم يستقر جوزيه علي أي من حسام عاشور أو معتز إينو وأنيس بوجلبان، وإن كان الأخير هو صاحب أقل الفرص وتنحصر المنافسة الأقوي بين عاشور وإينو. وفي الهجوم يفاضل جوزيه بين أحمد بلال وأسامة حسني ويزاحمهما عماد متعب الباحث عن توديع جماهير الأهلي بهز شباك الزمالك ليحافظ علي علاقته مع الجماهير الحمراء. والخطة المرتقبة المنتظر أن يلعب بها الأهلي ستعتمد علي وجود ثلاثة في خط الوسط للضغط علي الزمالك جيدا والاستحواذ علي الكرة مع تركيز الهجمات من علي الجانبين. أما الزمالك فالأقرب للمشاركة كل من محمد عبدالمنصف في حراسة المرمي وكل من أحمد مجدي ليبرو وما لم يغير هولمان رأيه بشأن هاني سعيد، ويقوم بإشراكه في اللقاء والمساكين وسام العابدي وكريم ذكري، إذا لم يتمكن محمود فتح الله من اللحاق بالمباراة. وفي الوسط أيمن عبدالعزيز، بينما يفاضل هولمان بين أحمد عبدالرءوف وعلاء عبدالغني ومحمد أبو العلا والظهيران لا خلاف عليهما أسامة حسن الأيسر ومحمد عبدالله الأيمن، وثلاثي الهجوم أجوجو وشريف أشرف وجمال حمزة أو مصطفي جعفر. ومع انتهاء مهمة جوزيه وهولمان بوضع التشكيل والخطة المناسبة يأتي الدور علي اللاعبين في تنفيذ أدوارهم بأفضل شكل ويظهر دور الجماهير في إشعال حماس لاعبيها، وإن كانت الكفة الأرجح.. اليوم ستكون للفريق الأفضل تركيزا والأكثر هدوءا.