الاشتراكية هي أن تكون لديك بقرتان، فتعطي واحدة لجارك، والشيوعية هي أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة الاثنتين وتمنحك بعض اللبن الفاشية هي أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة الاثنتين وتبيع لك بعض اللبن، أما الرأسمالية فهي أن تكون لديك بقرتان، فتبيع واحدة وترغم الأخري علي أن تعطيك لبن أربع بقرات، ثم تستأجر خبيرا استراتيجيا لفهم لماذا ماتت البقرة؟ أما البيروقراطية فهي أن تكون لديك بقرتان فتأخذ الحكومة الاثنتين وتقتل واحدة وتحلب الأخري وتلقي باللبن بعيدا. هذه التعريفات الساخرة اخترعها الشباب المصري ووضعوها في شبابيك علي مواقع الإنترنت، ويقولون إذا كان بيل جيتس هو الذي اخترع "الوندوز" أي شبابيك البرمجة الإلكترونية ويمتلك الآن 50 مليار دولار فنحن الذين اخترعنا شبابيك الفضفضة علي النت ولا نمتلك مليما واحدا، إنه جيل متمرد قد تبدو تعبيراته وأفكاره نوعا من من الهزار، ولكنه هزار من العيار الثقيل عبقرية الشبان المصريين إذا لم تجد متنفسا فإنها قد تتجه إلي التخريب بعضهم عباقرة الآن في إطلاق الفيروسات علي برامج الكمبيوتر رغبة منهم في الانتقام في حالة الإهمال والبطالة والتهميش الاجتماعي المضروبة حولهم، وعلي سبيل التدليل والسخرية يطلقون علي هذه الفيروسات أسماء مثل ميليسا، وأحبك، وزوجتي، هم يبحثون عن منبر فلا يجدون فاخترعوا البرلمان الإلكتروني، وراحوا يبثون فيه مواجعهم وأحقادهم المشروعة علي نجوم الغناء والسينما وكرة القدم، هم يحصدون كل شيء الشهرة والملايين والتبريكات من الإعلام ومن كبار السياسيين. جيل شبابيك الإنترنت خفيف الظل أحيا النكتة المصرية بعد موتها منذ سنين، وقال تعليقا علي معالجة الحكومة لأزمة إنفلونزا الطيور قررت الحكومة إغلاق كوبري أبوالريش، حتي إشعار آخر، وإعلان منطقة العصافرة ومنطقة النعام بعين شمس مناطق محظورة وقررت منع عرض أفلام "دعاء الكروان" و"عصفور من الشرق" حتي زوال الأزمة، والاكتفاء بفيلم "أفواه وأرانب" كما تقرر منع أغاني "يا طير الوروار" و"الدنيا ريشة في هوا" و"الطير المهاجر" و"أنا طير في السما" وقررت الحكومة إجراءات فحص لأنواع السيارات من ماركة الزلمكة والبطة والعصفورة كيا والتحفظ علي الفنانين سمير العصفوري وبشير الديك وفاتن حمامة، كما قررت إلغاء الجناح الأيمن والجناح الأيسر من جميع تشكيلات الكرة والاكتفاء بالهجوم من الوسط، وقررت مواجهة الزواج العرفي للحد من انتشاره بين الشباب وستقوم الحكومة بإعادة كل الحقوق المتأخرة لأصحابها حتي لا يصدق فيها المثل القائل: "الحداية ما بتحدفش كتاكيت". كتابات الشباب هي قراءة نقدية مدهشة للواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي تعيشه مصر، وهي ظاهرة إيجابية لو تم رصدها بشكل علمي وحدث فورا تمكين حقيقي لهذه العبقريات الشابة هذا وإلا فإنهم سوف يواصلون هذه الانتفاضة الإلكترونية منتقدين، كل ما حولهم في أسلوب ظاهره الهزار وباطنه العذاب كأن يقولوا اللهم ارحمنا من شر الكليبات وأكاذيب الصحف والمجلات. اللهم ارحمنا من استبياع الجيل الجديد وحرائق السكة الحديد اللهم سدد أقساطنا وضلل عنا مآمير الضرائب ونجنا من زمن المحاسيب وواسطات القرايب اللهم افتح لنا طريق الديمقراطية الفسيح حتي ننظف انتخابات البلد من لعبة المراجيح، اللهم اضرب الحرامية بالحرامية، وارزق كل بنت بعريس وشقة وعربية وانفخ في صورة الأمة المصرية.