في مقاله في صحيفة التايم كتب أباريزم جوش من بغداد يقول إن السياسيين ذوي النفوذ في العراق نفوا ادعاءات مسئولي وجنرالات الولاياتالمتحدة بأن إيران تتدخل في الشئون العراقية. وكما أخبر عبد العزيز الحكيم التايم فإن المسئولين الأمريكيين أخفقوا في عرض أي دليل معتمَد علي تدخّل طهران بالرغم من تكرار هذا الطلب منه ومن السياسيين العراقيين. وقال: "ادعت [الولاياتالمتحدة] مثل هذه المزاعم منذ فترة طويلة، وقلنا لهم علي مدي ثلاث سنوات (اظهروا لنا الدليل) لكنهم لم يفعلوا ذلك". يرأس الحكيم المجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق، SCIRI، وهو أكبر حزب سياسي في العراق. يرتبط هذا الحزب بعلاقات متينة مع طهران، وقضي كثير من قادته، ومن ضمنهم الحكيم، عدة سنوات في المنفي في العراق إبان عصر صدام حسين. ينفي كثير من السياسيين الشيعة تصريحات السفير زلماي خليل زاد والجنرالات في البنتاجون بأن لإيران دوراً فاعلاً في تسليح وتدريب المليشيات الشيعية في العراق. يقول هادي الأميري، رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان العراقي ورئيس منظمة بدر الشيعية: "إنهم يبحثون عن أحدٍ ليلقوا عليه اللوم بسبب الفشل [الذي أصاب الجيش الأمريكي في وقف الاقتتال الطائفي في العراق] ومن السهل أن يلوموا إيران". حتي إن المراقبين السياسيين الذين لا ينتمون إلي أحزابٍ شيعية فوجئوا بادعاء العميد مايكل باربيرو في مؤتمرٍ صحفي الأربعاء الماضي بأن هناك دليلاً "لا يقبل الجدل" علي التواطؤ الإيراني مع المليشيات العراقية. وهذا بالضبط نقيض ما كان قاله مسئولو جيش الولاياتالمتحدة في بغداد، فمنذ أقل من أسبوعين قال المتحدث الأعلي باسم الجيش الأمريكي في العراق اللواء ويليام كالدويل للصحفيين "لم نجد شيئاً يمكننا من القول بالتحديد أن هناك أي عمليات للإيرانيين في العراق". وأضاف أنه علي الرغم من "أن بعضاً من الشيعة تلقوا التدريب في إيران... فإن الدرجة التي يصل إليها حد العلم والتصديق من قبل الحكومة الإيرانية ليست أكيدة". وحسب غوش كاتب المقال فإن لادعاءات باربيرو وقعاً يثير السخرية بأن إيران كانت تساعد المليشيات بالتقنية لصنع أدوات التفجير العشوائية، IEDs، بينما قال المسئولون في الولاياتالمتحدة العام الماضي إن طهران كانت تزود المتمردين السنة في العراق بمعرفة كيفية استعمال تلك الأدوات. وكان كثير من قادة المتمردين السنة، الذين توازي كراهيتهم إيران عداوتهم للولايات المتحدة، أخبروا جريدة التايم أنهم ليسوا بحاجة مساعدة خارجية كهذه بما أن صفوفهم تضم كثيراً من خبراء المتفجرات ممن كانوا في جيش صدام. وبتصاعد العنف الطائفي في العراق يتهم كل طرف الطرف الآخر بتلقي المساعدة الخارجية. ففي حين يدعي القادة السنة أن المليشيات الشيعية تتلقي التدريب في إيران، يقول القادة الشيعة إن الإرهابيين من السنة يتلقون الدعم المادي من السعودية وسوريا. وبما أن المسئولين الأمريكيين خجلون من توجيه أصابع الاتهام إلي الرياض فإنهم يتهمون دمشق مراراً بمساعدة وتحريض التمرد السني. ليس من المرجح أن يستقر الهجوم المتجدد علي طهران في واشنطن علي حالٍ جيدة مع السياسيين الشيعة العراقيين الذين يشكلون غالبية البرلمان. فكثير من الشخصيات القيادية في الحكومة العراقية كالحكيم والأميري ممتنون إلي إيران لدعمها الحركة المعادية لصدام. كما أن حزب الدعوة لرئيس الوزراء نوري المالكي (ومن قبله إبراهيم الجعفري) يدين ببقائه أثناء فترة حكم صدام إلي طهران لاسيما أن معاداة الكتلة الشيعية يمكنها أن تعقد جهود الولاياتالمتحدة لإنهاء الحرب الأهلية وانسحاب الجنود الأمريكيين من العراق.