في مجلة صباح الخير الان حزن كبير طغي علي اي فرحة يمكن ان يصنعها اي حدث فقبل ايام رحل صانع البهجة في دار روزاليوسف كلها، الفنان رؤوف عياد وفعلها رؤوف عياد علي طريقته في رسم الكاريكاتير، فقبل رحيله بايام كنا في مكتب الاستاذ رشاد كامل رئيس تحرير مجلة "صباح الخير" الذي كان قد اعد قائمة بالراحلين من رموز المجلة والصحافة المصرية والتي ضمت اربعة رحلوا مؤخرا وهم محسن جابر فنان الكاريكاتير والفنان هبة عنايت وفوزي الهواري المشرف الفني وفؤاد قاعود الشاعر الكبير وعلق الراحل رؤوف عياد بانه يجب ان يلحق بهم لان السماء ينقصها رسام كاريكاتير حتي تستطيع مجلة صباح الخير الصدور من هناك. وكان ما اعتبرناه استمرارا لروح الفكاهة لديه ما هو الا شعور بانتهاء المشوار وهو ما اكده في حديث تليفوني عقب ذلك مع صديق عمره الفنان محمد حاكم وصدرت "صباح الخير" يوم الثلاثاء الماضي ورؤوف عياد يسجل اول اسابيع غيابه عن الدنيا وكانت المفارقة ان المجلة التي تضمنت مقاله كان قد كتبها لرثاء صديقه وزميله الراحل فوزي الهواري هي نفسها التي توقفت قبل الطبع لتتمكن من نشر رثائه، علي الصفحتين الاولي والاخيرة ولتخلو الصفحة المخصصة لنشر رسمته لاسبوعين بعنوان مساحة للرأي لاول مرة من رسمته الجديدة التي كان يفترض ان يسلمها يوم رحيله. وحتي لحظاته الاخيرة ظل حريصا علي اداء عمله وانجز رغم شعوره الشديد بالالم اخر رسماته للزميلة روزاليوسف اليومية وارسلها للاستاذ عبدالله كمال رئيس التحرير لتأخذ طريقها للنشر بعد رحيله لتكون اخر مساهماته في مسيرة الكاريكاتير المصري بعد رحلة طويلة مع الصحافة كان خلالها الاكثر انتشارا سواء علي المستوي المحلي او العربي حيث عمل في عدد كبير من الاصدارات التابعة لدور الحياة والشرق الاوسط ومؤسسة جودنيوز بالاضافة الي تواصله المحلي مع عدد كبير من الاصدارات مثل صباح الخير وروزاليوسف الجريدة والمجلة وجريدة الاهالي والقاهرة وغيرها من الاماكن التي كانت تقدراهمية فكرة وبساطة خطوطه. وقد اكتسب رؤوف عياد شهرته من شيئين اولهما كونه فنانا كبيرا في عالم الكاريكاتير وثانيهما انه صاحب اشهر حالة في قضايا الجنسية المصرية فعلي الرغم من ولادته بمصر وبقائه فيها كل عمره فوجيء قبل سنوات عندما احتاج لبعض الاوراق الرسمية بموظفين حكوميين يخبرونه بانه سوداني وكعادته كان الامر نكته كبيرة يحاول ان يحكيها كلما سنحت الفرصة باعتباره "صانع البهجة" في اي "قعدة". والغريب انني منذ علمت بنبأ رحيله لم احس بالحزن لشعوري الاكيد بانه لم يرحل وحتي عندما دخلت الي غرفته وجلست علي مكتبه الذي يضم تفاصيل صغيرة تميزه، كما الاطفال حيث يضع مقلمة "بطوط" وبعض الاشياء التي يفضل الصغار ان تكون امامهم لم يراودني ادني شعور بانني لن اراه مرة اخري- ربما ليقيني بانني سألحق به قريبا- فشخص مثل رؤوف عياد يصعب ان تشعر بغيابه وهو الذي يملأ كل فراغات الذاكرة بتفاصيل مبهجة.