السفير محمد حجازي سفير مصر بألمانيا شديد الحماس ومتأجج لثورة 25 يناير، بسبب دعوته المستمرة في زمن قصير منذ وصوله إلى ألمانيا في الشهر الماضي، وتسليم أوارقه اعتماده إلى الرئيس الألماني في 24 من نفس الشهر إلى اللقاءات والمحاضرات والمناقشات مع المصريين المقيمين والزائرين في ألمانيا، لمحاولة اكتساب الخبرات والآراء والأفكار، لينقلها إلى الجهات المختصة والمسئولة في مصر. مطالباً باستمرار اللقاءات مع المصريين ووسائل الاعلام المصرية المقيمة في ألمانيا، من أجل استمرار المسيرة، للتعبير والتنفيذ عن ثورتهم، وتحقيق أحلام بلدهم. وفي كل اللقاءات كانت جريدة المسائية مصاحبة ومراقبة لما يدور من تبادل الاسئلة والأجابات بين ابناء مصر والسفير المصري، الذي كان يجيب ويشارك كل الحضارين آراءهم من أجل تحقيق احلام الثورة المصرية. فقد طمس النظام السابق هذا المناخ، الذي يحس فيه كل مصري بان سفير مصر هو سفير مصر الأم بمعنى الكلمة، وليس كما في السابق سفير الملك والرئيس. فلقد خرجنا من عزلتنا، وأصبح لنا الحق في المشاركات المحلية والدولية. فحكام دول العسكر كانوا سبب طمس الوجه المظلم للزمن الجميل. فأتمنى أن يبقى الزمن الجميل الحقيقي، ولا يصيبه الفساد. فالبعض من سفراء مصر في عصر حكام دولة العسكر في مصر منذ قيامها في 23 يوليو 1952 وحتى سقوطها في 25 يناير 2011، لم يكن لهم مواقف يشهد لها التاريخ، مثل ما يحدث الآن في بداية المشوار لسفراء ثورة 25 يناير. أذكر على سبيل المثال بان سفير مصر السابق في ألمانيا محمد العرابي كان يعمل بشكل دائم كالخادم للرئيس المخلوع وعائلته بالاضافة إلى زوجته، التي كانت لا تترك مدام الرئيس المخلوع، وقت ان كان يعمل عملية العظام قبل الآخيرة في ألمانيا، والتي طالت أكثر من 3 شهور، أزاح فيها صفوت الشريف من وزارة الاعلام، وهو راقد في سرير المستشفى. ولا انسى وقت كان المخلوع في زيارة له للعاصمة الألمانية في برلين في فندق أدلون المشهور كان ينادي العرابي بأسم محمد تعالى، محمد روح. وفي احدى المرات قبل خروج المخلوع بفترة زمنية قصيرة عن سدة الحكم، زار برلين ابن المخلوع جمال مبارك، وكان السفير محمد العرابي لا يتركه دقيقة واحدة حتى عقد له اللقاءات الغير رسمية والرسمية، والحفلات الكبيرة في أضخم فنادق برلين حضرها كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية الألمانية من أجل تحضيره إلى عملية التوريث، التي كان مخطط لها، وكان العرابي موعود بمنصب رئاسة الوزراء. والآن العرابي يدير ويتابع الاعمال التجارية الخاصة ب جمال مبارك وزهير جرانة في ألمانيا، بشكل مستمر، سواء من قريب أو من بعيد، من خلال بعض الاشخاص المقيمين في ألمانيا. فتسليط الضوء على السفير الحالي محمد حجازي، يأتي في وقت تختلف فيه الآراء في مصر وخارج مصر بين كل الناس على جميع المستويات، ولكن بمساعيه الشخصية، الذي ينتهز فيها كل فرصة ليتقرب من المواطن المصري، بالاضافة إلى إتصالاته الدبلوماسية رفيعة المستوى، لمحاولة إعادة الثقة في المستثمرين الألمان وحتى العرب المقيميين في ألمانيا، من أجل حل مشاكلهم المتعلقة وتسهيلها، من أجل ضمان استمرار مواصلة المسيرة الأستثمارية في مصر. فقد ترأس حجازي إجتماعات مكثفة مع جميع مكاتبه الفنية والعاملين بسفارة مصر، من أجل حثهم على العمل المستمر والتقرب من المواطن المصري بألمانيا، وذلك بعقد اللقاءات الثقافية المتكررة، التي تقوم بها البعثة الثقافية برئاسة الوزير المفوض والمستشار الثقافي الدكتور ممدوح الدماطي. وفي إطار إيمان السفير محمد حجازي سفير مصر بألمانيا بتعزيز التواصل مع الجالية المصرية في ألمانيا، وتفعيلاً للدبلوماسية العامة، وأبرزها تكثيف التعاون مع المؤسسات التعليمية الألمانية. أجتمع مؤخراً السفير حجازي مع مجموعة من الشباب المصريين والألمان حديثى التخرج المشاركين فى ورشة عمل ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بجامعة "هومبولد" فى العاصمة الألمانية برلين بالتنسيق مع وزارة الخارجية الألمانية تحت عنوان: الأفاق السياسية والثقافية للكوادر السياسية فى كل من مصر وألمانيا، والدورة التدريبية التى ينظمها البرلمان الألماني الأتحادي "البوندستاج" لشباب الوطن العربي بهدف التعريف بالنظام البرلمانى والسياسى فى ألمانيا. واستهل سفير مصر اللقاء بإبراز أنه يتزامن مع احتفالات نصر أكتوبر الذى أعاد العزة والكرامة للشعب المصرى. كما أشاد فى بداية اللقاء بالعلاقات المصرية-الألمانية والتى تعد برامج تبادل الطلبة من أبرز محاورها باعتبار أنها تأتى فى إطار تحقيق التواصل وإطلاق حوار بين الأجيال الصاعدة فى البلدين وتعريف كل طرف بثقافة وحضارة الطرف الأخر، بالإضافة إلى الدور الفاعل والمحورى لتلك الأجيال فى بناء مستقبل أفضل لأوطانهم. وأشار السفير بالدور الرئيسى الذى لعبه الشباب فى إطلاق وإنجاح ثورة 25 يناير السلمية وقيادتهم لحركة التغيير وإقامة الجمهورية الثانية وبناء مصر الجديدة على أسس ومبادىء الديمقراطية والحريات والقانون، وقاموا بالتضحية بأرواحهم فى سبيل تحقيق الهدف المنشود. وأضاف أن مرحلة التحول الديمقراطى تمثل مسيرة مليئة بالتحديات لتحقيق أهداف الثورة ومواكبة تطلعات المواطن المصرى. وأضاف: أن مصر شهدت خطوات تعكس حرصاً لدفع مسيرة التحول الديمقراطى إلى الأمام، لعل أبرزها إجراء أول انتخابات حرة ديمقراطية فى تاريخ مصر، إلى جانب تشكيل حكومة جديدة حريصة على تحقيق النهضة والتنمية فى البلاد، بالإضافة إلى مواصلة اتخاذ الخطوات التى من شأنها تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة. كما نوه د. حجازى إلى أن مصر سوف تشهد قريباً دستوراً جديداً يحظى بتوافق كافة القوى والتيارات السياسية. وكان اللقاء قد تخلله الحب والصدق في التعبير في اسئلة الشباب المصريين والألمان، والتي تركزت عل عدد من الملفات المطروحة، من بينها وضع المنظمات الأهلية وغير الحكومية ودوائر اهتمامات السياسة الخارجية المصرية، بمطالبة الحكومة المصرية للعمل على تسهيل الفيزا لمثل هؤلاء الشباب والمعاملة بالمثل، للسماح لهم بالمشاركات الدولية، من أجل تبادل الآراء وكسب الخبرات في جميع المجالات. بالإضافة إلى حقوق المرأة وملف الفساد والأوضاع الاقتصادية وما يرتبط بها من تحركات مصر للحصول على قروض من صندوق النقد الدولى، وأخيراً الجهود المبذولة لإعادة الأموال المهربة خارج مصر. وأجاب السفير المصري على جميع الاسئلة والاستفسارات من قبل المشاركين، مما أطال اللقاء لأرضاء كل الحاضرين وأخذت الصور التذكارية، وتعهد السفير حجازي باستمرار مثل هذه اللقاءات، في فترة مسئوليته عن المصريين في ألمانيا.