وجد الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر إعادة إعمار غزة فرصة لدعوة إسرائيل للتفكير في اطلاق جهود سلام جديدة، استنادًا إلى مبادرة سلام عربية طرحت عام 2002. قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه يجب أن "نجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام الذي يضمن الاستقرار والازدهار ويجعل حلم العيش المشترك حقيقة، تلك هي الرؤية التي تضعها المبادرة العربية للسلام الذي نتطلع اليه". وكان السيسي يتحدث في افتتاح مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي بدأ أعماله في القاهرة الأحد، والمؤتمر يأتي نتيجة لحرب في القطاع استمرت 50 يومًا بين حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) واسرائيل راح ضحيتها أكثر من 2500 قتيل و8000 جريح وتدمير البنية التحيتة في شكل كامل في القطاع، إضافة إلى تشريد عشرات الآلاف. ويشارك في المؤتمر أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية لبحث إعادة إعمار القطاع الذي لحق به دمار بالغ جراء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. وتسعى الحكومة الفلسطينية إلى الحصول على أربعة مليارات دولار لإعادة بناء البنية التحتية المتردية جراء الحرب التي استمرت 50 يومًا والحصار المفروض على القطاع منذ 2007. قلق المانحين كما تأمل السلطة الفلسطينية أن تحد خطوات اتخذتها حكومة وحدة جديدة، لبسط سيطرتها على قطاع غزة، من قلق الحكومات المانحة الغنية ازاء تقديم الأموال لاعادة الأعمار. ويشار إلى أن المبادرة التي تكلم عنها الرئيس المصري كانت طرحتها المملكة العربية السعودية في القمة العربية في بيروت عام 2002 وهي تدعو لاعتراف كامل باسرائيل مقابل انسحابها من جميع الاراضي التي احتلتها في حرب 1967 والموافقة على "حل عادل" لقضية اللاجئين الفلسطينيين. وتعثرت آخر جولة من محادثات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة في أبريل (نيسان) الماضي بسبب رفض اسرائيل لاتفاق المصالحة الفلسطيني الذي شمل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) واعتراض الفلسطينيين على استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات. كلمة كيري ومن جانبه، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري لتجديد الالتزام بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وقال إن من الممكن التوصل إلى اتفاق دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين وجميع جيرانهم. وفي كلمته أمام مؤتمر إعادة إعمار غزة، قال كيري "يجب ألا يسفر هذا المؤتمر عن الأموال فقط، بل عن تجديد التزام الجميع بالعمل من أجل السلام الذي يحقق طموحات الجميع، الاسرائيليين والفلسطينيين وكافة شعوب المنطقة. أتعهد لكم بالتزام كامل من الرئيس باراك أوباما ومني شخصياً ومن الولاياتالمتحدة بمحاولة تحقيق ذلك". وأضاف "أي شيء آخر سيكون حلاً موقتًا ليس حلاً طويل الأجل، أي شيء آخر سيكون أسير نفاد الصبر، وهذا ما وضعنا في الوضع الراهن غير المقبول وغير المستقر." وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن وزير الخارجية الذي قاد جهود سلام مكثفة سيستغل المؤتمر أيضًا لتأكيد التزام واشنطن بحل الدولتين وابقاء باب المفاوضات مفتوحاً، لكنهم لم يذكروا أي تفاصيل فيما تبدو فرص اعادة اطلاق عملية السلام قريبًا ضئيلة. ويعتزم كيري لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة. وقال مسؤول أميركي إن كيري سيسعى إلى حث عباس على وقف خطوات دبلوماسية "تؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشدة". عباس يثني وفي كلمته أمام المؤتمر، أثنى عباس من جانبه أيضاً على المبادرة العربية، وقال إنها يمكن أن تكون اطار العمل لمسعى شامل جديد لحل الصراع. وقال "نعول مجدداً على دعمكم لإعادة إعمار ما تم تدميره وفق الخطة التي أعدتها حكومتنا، والتي توضح مدى ما لحق بالقطاع من تدمير هائل وتحدد الموارد اللازمة لذلك، والتي تبلغ حوالي أربعة مليارات دولار." وتابع "على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته بعدم السماح بتعريض شعبنا الفلسطيني مجدداً للعدوان والدمار والتشريد والمعاناة من خلال دعمه لمطلبنا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا وتنفيذ رؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية. وخلص الرئيس الفلسطيني إلى القول: "إن عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولية وقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين على أساس حدود 1967 مع حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه، استناداً الى مبادرة السلام العربية المعتمدة في قمة بيروت عام 2002، وكذلك في مؤتمرات القمة الإسلامية، يدفع بمنطقتنا مجدداً نحو دوامة العنف والنزاع".