نعود مرة أخري الي اشكالية هل ما نعاني منه من مشاكل اجتماعية واقتصادية وعلمية وصحية وزراعية وتنموية وسمي ماشئت من مشاكل تعاني منها الدولة في مصر هي أمراض مختلفة تستدعي علاجا منفصلا أم هي أعراض لمرض واحد؟ واذا كانت كل المشاكل أعراض لمامرض واحد فما هو هذا المرض وما هي وسائل علاجه لكي يتم حل جميع هذه المشاكل أو أغلبها في حزمة واحدة؟ ان المنهجية الطبية التي أنتمي اليها تميل الي اعتبار جميع أو معظم الأعراض التي يعاني منها المريض ترجع الي مرض واحد كخيار أول للتشخيص والعلاج. ولنضرب بذلك مثلا بمريض يعاني من نشفان الريق والتنميل بالأطراف وكثرة ظهور الالتهابات الميكروبية قد تكون أعراض لمرض السكري الذى يمكن علاجه بدواء واحد ونظام غذائي لتشفي المريض باذن الله مما يعاني منه من أعراض ومرض حزمة واحدة بدلا من علاج كل عرض علي حده والذي قد يفلح مؤقتا وبشكل محدود في تقليل حدة الأعراض ولكنه سيفشل في النهاية في تحقيق الشفاء. أين طرف الخيط السحري وما هو المرض الذي سبب هذه المشاكل المتعددة في مصر؟ بناء علي هذه المنهجية الطبية أقتنعت قناعة كاملة بأن المرض هو العشوائية والعلاج في ثورة ثقافية اسمها المنهجية الشعبية التي يجب ترسيخها في التعليم النظامي والتعليم المستمر في صورة وسائل الاعلام المتعددة. أما كيف نختبر صحة هذا الطرح وكيف نبدأ وما هو الجدول الزمني المتوقع لحصد ثمار علاج هذا المرض؟ فذلك ما سأحاول الرد عليه في صورة مشاريع محددة قابلة للتطبيق بدون زيادة في الانفاق العام كما سأبين في ما يلي: لأبدأ بتوضيح هذا الطرح بأني استاذ جامعي في مادة الجراحة أمارس عملي بمنهجية محددة اسمها الطب المبني علي الدليل ولكن عندما أريد الحصول علي أشياء بسيطة مثل مائدة أو دولاب لايجب أن أقوم بشراء بعض الألواح الخشبية والمسامير والآلات وأبدأ بعمل ما أريد بنفسي بدون سابق خبرة أو قراءه أو تدريب. من الطبيعي أن ألجأ الي من عنده هذه المنهجية التي تنقصني مثل النجار أو صانع الأثاث الذي كلما تسلح بمثل هذه المنهجية أجاد في عمله وأصبح عالما فيه وكلما طور في هذه المنهجية أو ابتكر فيها زاد دخله أيضا. عندما تصبح كلمة هذا رجل منهجي كلمة مدح وهذا رجل غير منهجي كمة ذم نكون قد بدأنا ثورة ثقافية شعبية تؤهلنا للبدء بجدية وسرعة في اعادة بناء الدولة.