في ختام القمة العربية الأفريقية الثالثة في الكويت، بدت مصر في وضع أفضل بفضل الضغوط السعودية والكويتيةوالاماراتية، بينما فرح الأفارقة إذ أدركوا أن الراحل القذافي ليس العربي الوحيد الذي يحب أفريقيا. أنهت قمة الكويت العربية الافريقية أعمالها، وغادر معظم المتعجلين من القادة مطار الكويت الدولي، وبقي من نأت بلدانهم أو احتاجوا للطيران التجاري. وفي مبنى المغادرة الرائع بالمطار الأميري، تحدث معظم المغادرين عن نتائج ملموسة وشكروا دولة الكويت. علي امتداد الصباح، قبل أن تختم القمة أعمالها، كان الزخم الدبلوماسي كبيرًا عبر لقاءات المصالحة والعتاب، كما هو حال بين السودانين الشمالي والجنوبي، وموريتانيا ومالي وإثيوبيا وبلدان عربية متعددة. أمير قطر الشاب الشيخ تميم يحضر لأول مرة قمة بمثل هذا الزخم، فقضى الوفد القطري معظم الوقت في الكواليس يسعي، كما تقول بعض المصادر، الي الضغط على النظام المصري الجديد، الذي يسعي بدوره للخروج بوضع أفضل في القارة السمراء، بعد أن علقت عضويته في اتحادها. مصر أفضل في ختام القمة كان وضع عدلي منصور أفضل بكثير مما أرادت الدبلوماسية القطرية، والفضل يعود للدبلوماسية السعودية النشطة، وللضغط الذي مارسته دولتا الاماراتوالكويت لمساعدة مصر الجديدة في المجال الأفريقي الذي أغلق لبعض الوقت في وجهها. فمنصور التقي عددًا كبيرًا من الرؤساء، وسجل نقاطًا لصالح الوضع الجديد المنبثق عما تعتبره القاهرة ثورتها الثانية. قاربت القمة أن تنتهي، ولائحة المتحدثين امام الامير الشيخ جابر الأحمد الصباح تطول، فالكل يريد تسجيل موقف، وهذا دليل على الاهتمام الذي أولته الدول هذه القمة. ربما كان انفجار بيروت الحدث الوحيد الذي عكر صفو الجلسات، لأن زيادة خريطة التوتر تزيد من قلقنا علي هذه المنطقة، كما يقول رئيس إحدى البلدان الافريقية. شراكة الرابحين وفي حصاد النتائج، أعطى البيان الختامي دورًا مهمًا للشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين الدول العربية والإفريقية، واقتصر البيان الذي تبلور في 29 قرارًا توافقت عليها الدول المشاركة، على إرساء التعاون الاستراتيجى الداعم لاستقرار وأمن دول المجموعتين. معظم الدول الافريقية اعتبرت انها تربح لأول مرة من جمع كهذا، باعتبار أن القمم السابقة كانت تسجل قرارات كثيرة لا تجد حظًا من العناية، كما يري وزير خارجية إحدى الدول الافريقية. يقول مانكير إنجاي، وزير خارجية السنغال: "اعتقد أن الوضع تغير بشكل كبير نحو الأحسن، فالعرب تغيروا وصاروا ينظرون إلينا كمجال استثمار حيوي". يضيف: "لقد انتهي الزمن الذي كانت تصرف فيه الأموال جزافًا، نريد الآن شراكة الرابحين". الا أن العديد من الدول الافريقية ترى أن دول الخليج قادرة على نسج علاقات رابحة بين الطرفين، لما تملكه من المقومات. يقول صحفي أفريقي كان يغطي القمة: "كنا تنحسر لبعض الوقت على رحيل القذافي، اذ كنا نعتقد انه العربي الوحيد الذي يحب افريقيا، لقد مكنتنا قمة الكويت أن نرى العرب بعيون جديدة... إنه شيء رائع!".